بعد إقرار الهدنة بين المجموعات المسلحة برعاية أممية ،تجددت مواجهات مسلحة في الأحياء الجنوبية بالعاصمة الليبية طرابلس بعد هدوء استمر لساعات بين كتائب معادية لحكومة الوفاق وأخرى تابعة لها.

و اندلعت الاشتباكات مرّة أخرى، في مناطق طريق المطار وصلاح الدين وخلة الفرجان، القريبة من الخزانات النفطية جنوب طرابلس، بين كتيبة ثوار طرابلس الموالية لحكومة الوفاق وقوة اللواء السابع المقرّبة من حكومة الإنقاذ السابقة.

مواجهات عنيفة

تجددت الاشتباكات بالمدفعية الثقيلة والأسلحة المتوسطة بين اللواء السابع مشاة القادم من مدينة ترهونة وبين الكتائب المسلحة التابعة لحكومة الوفاق في منطقة خلة الفرجان بعد يوم من الهدوء النسبي الذي شهدته مناطق جنوب العاصمة.

أشار شهود عيان  إن المواجهات السابقة لفترة الهدوء القصيرة وقعت بين لواء الصمود القادم من مدينة مصراتة والداعم للواء السابع مشاة القادم من ترهونة (جنوب شرق طرابلسوبين كتيبة الدعم المركزي بمنطقة أبو سليم، وأسفرت عن قتلى وجرحى من الطرفين، كما تسببت في قطع الكهرباء عن مناطق واسعة قبل أن يتم إرجاعه بشكل تدريجي.

وكانت المعارك قد اندلعت أواخر الشهر الماضي حين هاجم اللواء السابع مشاة القادم من ترهونة أطراف طرابلس الجنوبية بذريعة مواجهة المليشيات، وأسفرت عن مقتل نحو سبعين شخصا.

ووقعت الأطراف المتحاربة يوم سبتمبر/أيلول الجاري اتفاقا لوقف إطلاق النار برعاية البعثة الأممية في ليبيا، لكن الاتفاق لم يصمد طويلا حيث تم خرقه مرارا.

تهديدات أممية

وقد شجبت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا تجدد القتال في طرابلس و طالبت جميع الفرقاء بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار.

من جانبه انتقد الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة ما اعتبره تقصيرا من أعضاء بحكومة الوفاق والمجلس الرئاسي في ما يتعلق بالتصعيد المستمر بطرابلس، ولوّح بمزيد من الضغوط.

وقال سلامة في تصريحات تلفزيونية إن مهمته الأولى هي منع تدمير العاصمة وسقوط مدنيين، وهدد بفرض عقوبات إذا ما استُخدمت الأسلحة الثقيلة.

وأشار إلى أن لدى بعثته كل المعلومات بشأن من خرق وقف إطلاق النار ويهدد حياة المدنيين في طرابلس، وقال إنه بحاجة إلى بعض الوقت للتواصل مع الفرقاء كافة للمساهمة في بسط الأمن.

وأكد سلامة أن قائمة العقوبات التي سترسل إلى مجلس الأمن بخصوص طرابلس ستضم أفرادا مسؤولين عن عناصر وتشكيلات

كما أكد أنه لن يتم استبدال تشكيل مسلح بآخر، وأن ما سيحدث هو خروج التشكيلات من مؤسسات سيادية لتحل محلها قوة نظامية.

‏حذرت البعثة الأممية، في تغريدة لها عبر موقع "تويتر، جميع القوات التي تشن هجمات من المناطق المكتظة بالسكان، وخاصة القوات التي يقودها عبد الغني الككلي المعروف بـ غنيوة.

كما طالبت البعثة، في تغريدة أخرى لها عبر حسابها الرسمي على تويتر  القوات التي يقودها

 ‎صلاح بادي الالتزام بوقف فوري لجميع اعمال العنف في طرابلس موضحين أن استهداف المدنيين والمنشآت المدنية يعتبر جرائم حرب.

إتهامات متبادلة

إتهم اللواء السابع مشاة قوات الردع الخاصة وكتيبة ثوار طرابلس بخرق الهدنة فى طرابلس والمبادرة بإطلاق النار على مواقعه منذ مساء أمس الإربعاء واصفاً إياها بـالمليشيات التي لا عهد ولاميثاق لها.

وفى إيجاز عسكري أصدره مساء اليوم الخميس ، قال اللواء السابع إن قوة الردع الخاصة التي وصفها ب"ـمليشيا كارة"  وما تبقى من كتيبة ثوار طرابلس التي وصفها ب"مليشيا التاجوريوالضمان وغيرها هي من بادرت بالاعتداء عليه

وقال :"الفلول المغرر بها حاولت إعاقة تقدم الجيش في المحاور إلا أنه تم التعامل معها بحنكة عسكرية وتمت هذه المحاولة تحديدا من مليشيا ثوار طرابلس بمحور عين زارة"

وأضاف :"لليوم الرابع على التوالي يواصل أفراد الميليشيات المغرر بهم خرق الهدنة وللمرة الرابعة أيضا يؤكد اللواء السابع احترامه لاتفاق الزاوية والتزامه به رغم الهجمات التي تعرضت له مواقعه من هذه المليشيات دون أن ينبس رعاة الهدنة أو اللجان المشكلة لمراقبتها ببنت شفة"

وإعتبر الإيجاز إن هذه المحاولات لا تخرج عن إطار إطالة عمر ماوصفها بـ مليشيات الفساد وسارقي المال العام التي  قال إن قادتها هربوا إلى خارج البلاد فيما بقي المغرر بهم  يقاتلون اللواء السابع فى الجبهات ، ووفقاً لنص الإيجاز.

وفى ختام  إيجازه قال اللواء السابع إن قواته صدت هذه المحاولات التي وصفها بالفاشلة للتقدم في محور  الخلاطات من قبل قوة الردع الخاصة والردع المشتركة أبوسليم متهماً إياهم بالاستعانة بالأطفال للقتال فى صفوفهم0

من جهتها إتهمت قوة الردع المشتركة ابو سليم التى يقودها عبدالغني الككلي المشهور بـغنيوة من وصفتهم بـ المعتدين (لواء الصمود بقيادة صلاح باديبالهجوم على مواقعها بمختلف أنواع الأسلحة الثقيلة صباح اليوم الخميس.

الردع المشتركة أبو سليم أوضحت بأن قذائف الاسلحة الثقيلة طالت المدنيين في بيوتهم ، مبينةً بأنها دحرت من وصفتهم بـالمعتدين وأنهم لاذوا بالفرار حسب تعبيرها.

وأضافت البيان "وفي المساء قامت القوة المعتدية بمحاولة فاشلة للالتفاف تم التصدي لها بقوة وتكبيدهم خسائر كبيرة في الأرواح والأليات ولمن يريد التحقق عليه بمصحة العافية ومستشفى سبيعة اللهم لاشماتة"

الردع أبو سليم أكدت في ختام بيانها على محافظتها على تمركزاتها ، داعيةً المواطنين إلى عدم الانصات لما وصفته بـالانتصارات المزعومة التى يتداولها الواهمون.

ويأتي تبادل الإتهامات بين الأطراف المتقاتلة المختلفة فيما تتواصل الإشتباكات بمختلف محاور جنوب العاصمة طرابلس من طريق المطار وشرقاً حتى أقصى منطقة وادي الربيع مروراً بخلة الفرجان ومحيط معسكري اليرموك وحمزة.