دفعت الاشتباكات الجارية في طرابلس منذ أيام، آلاف الليبيين إلى ترك منازلهم في العاصمة الليبية، والبحث عن مأوى آمن بعيدا عن القتال الذي يصدر عنه أحيانا قذائف "طائشة" تصيب مدنيين.

ولا تملك بعثة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا إحصاء دقيقا لعدد النازحين، لكن مسؤول قسم التنسيق والتعاون باللجنة الدولية للصليب الأحمر بعثة طرابلس مع الهلال الأحمر الليبي، رابح الفقيه، قدر عددهم بنحو ألفين إلى ألفين وخمسمائة أسرة.وقال الفقيه إن "أعداد النازحين في تغير مستمر"، خلال حديثه هاتفيا إلى "سكاي نيوز عربية" من طرابلس.وأضاف المسؤول بالصليب الأحمر أن هذه الأسر تركت بيوتها القريبة من أماكن الاشتباكات، إلى مدن مجاورة للعاصمة الليبية، أو إلى بيوت أقارب أو أصدقاء في أماكن أخرى أكثر هدوءا.

وأبدى الفقيه استعداد اللجنة الدولية للصليب الأحمر، تقديم العون للهلال الأحمر الليبي في حال رأى الأخير ضرورة إقامة مخيمات لإيواء الفارين من القتال في طرابلس.وتشهد ليبيا أسوأ موجة من العنف منذ احتجاجات 2011 التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي، حيث يقود مسلحون من مدينة مصراتة الساحلية هجوما على مطار طرابلس الدولي، لانتزاع السيطرة عليه من كتائب من الزنتان.

وأدى القتال المستعر منذ أيام إلى مقتل عشرات الليبيين، وإلى اشتعال حريق ضخم في خزانات وقود قريبة من المطار الدولي.ومع تدهور الوضع الأمني في العاصمة الليبية، يخشى السكان ترك منازلهم من أجل قضاء احتياجاتهم من الأسواق، في أزمة تفاقمت مع معاناة طرابلس نقصا حادا في الوقود.

وأفادت مصادر "سكاي نيوز عربية" أن طرابلس تشهد شحا ملحوظا في الوقود بجميع أنواعه، حيث قطعت الاشتباكات طرق إمداد المدينة باحتياجاتها من المحروقات، كما امتنعت محطات وقود عن العمل بسبب غياب الأمن.ويقطع أهالي العاصمة التي أصيبت بشلل شبه تام، مئات الكيلومترات للحصول على الوقود من خارج طرابلس، كما أثرت الأزمة على عمل المرافق العامة وأهمها المشافي والمخابز وهيئة الكهرباء.

وحذر الفقيه من أن استمرار الاشتباكات ونقص الوقود يعوق عمل المؤسسات الطبية، حيث يحول ذلك دون إمكانية وصول الأطباء والأطقم المعالجة، فضلا عن المصابين، إلى أماكن عملهم، مطالبا الأطراف المتقاتلة باحترام المنشآت الطبية والسماح بالوصول الآمن للمسعفين إلى المصابين.

* سكاي نيوز عربية