في وقت متأخر من الليل قبل النوم يتصفح العديد من الناس الإنترنت على هواتفهم المحمولة أو كمبيوتراتهم اللوحية لمشاهدة فيديو أو للاطلاع على مستجدات أصدقائهم في فيسبوك أو للدردشة مع الآخرين. وقد لوحظ أن ذلك يسفر عن اضطراب النوم. وقد يكون السبب هو أن موجات الضوء الزرقاء -الصادرة عن مصابيح الـ "إل إي دي" LED المضيئة لشاشات الكمبيوترات اللوحية والهواتف المحمولة- هي المسؤولة عن إثارة حالة التأهب لدى مستخدمي هذه الأجهزة قبل النوم، علما بأننا نرى لونا أبيض للشاشة رغم صدور ضوء أزرق فعليا عن مصابيحها.
ويعود حدوث اضطراب النوم إلى وجود خلايا مستقبلة للضوء في شبكية العين تتحسس وتشعر بالإجهاد بشكل أكبر تجاه الموجات الضوئية الزرقاء ذات الطول 480 نانومتر. إذ ينتقل الإحساس بالضوء الأزرق إلى خلايا الساعة الداخلية في دماغ الإنسان، ويسفر ذلك عن الحد من إنتاج هرمون الميلاتونين المساعد على النوم والمسؤول عن شعور الإنسان بالنعاس أثناء الليل، والذي تفرزه الغدة الصنوبرية المتصلة عبر ألياف عصبية بخلايا الساعة البيولوجية الدماغية، بحسب موقع شبيغل الإلكتروني.
وفي تجربه -أجراها مركز شاريتيه الطبي في برلين- تبين بوضوح أن الأشخاص الذين يقرؤون قبل النوم من الهواتف المحمولة والكمبيوترات اللوحية يصبحون في اليوم التالي أكثر شعورا بالتعب وأقل قدرة على التذكر من الأشخاص الذين يقرؤون الكتب قبل النوم. في المقابل لوحظ أن مشاهدة شاشات الـ "إل إي دي" التلفزيونية لا تؤدي إلى اضطراب النوم، ومن المرجح أن هذا يعود إلى مسافة المشاهدة الأبعد في حالة أجهزة التلفاز مقارنة بالهواتف المحمولة والكمبيوترات اللوحية، وفق ما نقل موقع شبيغل الألماني الإلكتروني.
*(DW) العربية