رغم وطأة الظروف المعيشية المتدنية لأسباب متعددة لعامة الليبيين من تأخر صرف المرتبات الى شح السيولة المالية وارتفاع اسعار المواد الاستهلاكية وبالدرجة الأولى الغذائية  والخضروات واللحوم خلال هذه الفترة  وانعدام مدخرات الاسرة الليبية .
و رغم ما سببه هذا الوضع من ارهاق مالي إلا أن لشهر رمضان الكريم خصوصية لدى الليبيين بشكل عام واهالي الجنوب خاصة فيتجاوزون كل المعاناة وتراهم يتسابقون لتقديم العون والمساعدة للأسر المحتاجة من خلال تجمعات او مجموعات من الشباب ذكورا واناثا يعملون طوال شهر رمضان على تجميع المساعدات الانسانية واقامة موائدالرحمن لافطار عابري السبيل وهو ما تعوده الليبيون على مدى عدة سنوات متواصلة لتصبح من العادات والتقاليد السائدة في معظم مناطق البلاد .
 وللشهر الكريم نكهته الخاصة لدى الاهالي حيث تطغى  روح المحبة والسلام والاخوة بين الجميع ،لا يختلف اهالي منطقة الجنوب الليبي في عاداتهم وتقاليدهم الرمضانية عن بقية المناطق والمدن الليبية الاخرى الا فيما ندر منها ،إذ       يجتمع كل افراد الاسرة على مائدة الافطار في جو احتفالي بهيج  تغلب عليه المودة والرحمة طيلة ايام الشهر الكريم.
الكل يجود بما لديه من الخيرات فيتشارك  الجميع في اعداد وتجهيز وجبة الافطار كلا حسب مهامه لتتشكل وجبة محاطة  بكل اصناف الاطعمة والعصائر والفاكهة يلاحظ هذا داخل بيت كل اسرة حيث تتسابق الفتيات صحبة امهاتهن في المطبخ على اعداد وابتكار الاكلات منها الشعبية المتعارف عليها ومنها المستحدثة .
وعقب هذه الوجبة ، يجتمع افراد الاسرة  حول شاشة التلفزيون لمشاهدة البرامج الرمضانية واغلب الشباب من الذكور يفضلون الخروج للشارع للقاء نظرائهم من الاصدقاء ومن ثم الذهاب للمقهى لجلسات السمر وارتشاف القهوة وتبادل الحكايات وكيف كان يوم الصيام  ومنهم من يذهب للمسجد لاداء صلاة القيام واخرين يفضلون شبكات التواصل الاجتماعي .
ولندرة الجانب الترفيهي والحدائق العامة  في المنطقة غالبا ما يكون للاندية الرياضية هنا الدور الابرز في اقامة المهرجانات والمسابقات الرياضية الفكرية والثقافية المختلفة وهذه تنطلق مع بداية الاسبوع الاول بعد الاعداد والتجهيز لها من قبل ادارات الاندية  واغلب الاحيان تكون مناشطها ليلية  وهو الوقت الملائم بعد غياب لفحات الشمس الحارقة ٫ ينخرط العديد من الشباب في الالعاب كافة  والتي عادت ما تتركز على دوريات كرة القدم والطائرة ولعبة الشطرنج  وتنس الطاولة وغيرها من الالعاب والمناشط الثقافية   وتستمر حتى  وقت قريب من الامساك .
يقول عبداللطيف حسن الجلادي المهتم بالشان الثقافي التراثي وعضو منظمة طوزة التي تهتم بالتراث في منطقة الجفرة  بان الحياة قديما كانت تتسم بالبساطة وتفاعل الجميع واصبحت الامور تتطور اكثر مع انسيابية المعلومات والتواصل بين المناطق  والاهالي غير انها لها تعقيداتها وسط هذا الكم من المشاكل المعيشية  .
اما  ام احمد وهي من سكان مدينة هون فتقول اعتقد بان حياة الاسرة الليبية اذا اعتمدت على نمط الامهات والجدات لن تكون مكلفة وتتسم بالبساطة خصوصا في المناطق البعيدة عن المدن الكبرى
 تبدأ الاسرة في الجفرة مثلا وهي احدى مناطق الجنوب الليبي بشكل عام الاحتفال بمنتصف الشهر وتعد وجبة سحور خاصة  من الفتات مع البيض ويخص به للشباب والشابات الذين دخلوا مرحلة الصوم او سن البلوغ يتم اعداد وجبة خاصة تسمى المحروزة كل اسرة حسب مقدرتها في اعداد هذه الوجبة  
وكذلك يوم 25 منه  يحتفل  ما يسمى بقلية قلية ... وهو يوم خاص بالاطفال الذين يرتدون ازيائهم المختلفة  وهي عادات مازلت مستمرة حتى يومنا هذا حيث الاطفال يجوبون شوارع الاحياء  لتلقي الهدايا من الجيران والاقارب  متمثلة في القلية والبيض والحلوى واحيانا العاب متنوعة او بعض النقود .
ويوم 26 من الشهر يخرج الاطفال بعد صلاة التراويح  للشارع وهم يرددون كلمات خاصة ( دحية تمضي ) أي سنة ومضت وفي حالة عدم الاستجابة في منح الهدايا  وهم يرددن بالريح او بالرواح .. اذا قالت لهم ربة البيت بالريح يغادرون واذا قيل لهم بالرواح ينتظرون تلقي الهدايا .. وجميع هذه الاحتفاليات مازالت قائمة حتى الان .. اضافة الى احتفاليات اخرى خلال الشهر الكريم يقوم بها الفتيان والفتيات مثل الشرويروة  وخنينيب السحور .