في بلد عاني من فوضي وغياب الإستقرار الأمني أكثر من عقدين من الزمن، يخشي المستثمرون في الصومال من ضخ مبالغ ضخمة لإطلاق مشاريع كبيرة، إلا أن 5 من رجال الأعمال الصوماليين تمكنوا منتصف العام الجاري من كسر حاجز الخوف، وقاموا بإنشاء أول مصنع للمشروبات الغازية في الصومال الذي يعد أول مصنع في البلاد منذ 22 عاما.
وقال أحمد جوليد مدير مصنع “صودا كينج” وهو أحد رجال الأعمال الخمسة الذين عادوا من المهجر لإنشاء المصنع، إنه تكلف 1.5 مليون دولار لإنشاء المصنع وأن الوقت حان لتدشين مثل هذه المشاريع في الوطن، ليستفيد منها الصوماليون، الذين هم بحاجة ماسة إلي مشاريع خدمية، وخاصة أن البلاد تشهد يوما تلو الآخر عودة بعض الخدمات الأساسية التي إختفت بعد سقوط النظام المركزي عام 1991.
وتخوص الصومال حربا منذ سنوات، مع حركة الشباب، كما تعاني من حرب أهلية منذ عام 1991، عندما جرى الإطاحة بالرئيس آنذاك محمد سياد بري تحت وطأة تمرد قبلي مسلح.
وأضاف جوليد في مقابلة مع وكالة الأناضول، أن منتجات المصنع تلقي اقبالا قويا في الأسواق الصومالية في العاصمة مقديشو، وخارجها في إقليم بونت لاند، وأقليم باي وباكول، ومدينة كسمايو جنوب الصومال، معربا عن أمله في انتشار منتجات مصنعه في باقي المدن الصومالية، والدول المجاورة. وأشار إلى أن شركته ستقوم بافتتاح فرع للمصنع في العاصمة الإثيوبية أديس بابا ببداية عام 2015، وافتتاح فرع آخر في العاصمة الكينية نيروبي في نهاية العام.
وشهدت الخدمات الإجتماعية إنهيارا تاما بعد سقوط النظام المركزي بقيادة الرئيس الراحل محمد سياد بري، بسبب الصراع علي السلطة من قبل الفرقاء الصوماليين، إلا أنه بفضل التحسن الطفيف في الوضع الأمني، بدأت هذه الخدمات تعود من جديد، مع بدء عودة الصوماليين المهاجرين للبلاد، بغية الاستقرار والاستثمار.
وأوضح مدير مصنع المشروبات الغازية الصومالي، أن منتجات المصنع تصل إلي 13 منتج وأن طاقته تصل إلي 8 ألاف زجاجة في الساعة، ويعمل به 28 شاب صومالي. وذكر جوليد أنه المصنع يستخدم الفواكة المحلية لإنتاج المشروبات لأنها تتمتاز بالجودة والتنوع الفريد.
وتمكنت الصومال في آواخر شهر سبتمبر/ أيلول الماضي من تشغيل أول جهاز صراف آلي، في خدمة حديثة قام “بنك السلام” الصومالي بتوفيرها، لتصبح أول خدمة من نوعها في تاريخ الصومال.
وحظيت الحكومة الصومالية في شهر يناير/ كانون الثاني من العام الماضي بأول إعتراف أمريكي منذ عقدين من الزمن، وطردت القوات الحكومية وقوة حفظ السلام الإفريقية مقاتلي حركة الشباب من مدينة “براوي” الساحلية والتي تقع علي بعد 220 كلم جنوب غرب مقديشو، وكانت تعتبر المعقل الرئيسي للحركة.
وتأسست حركة “الشباب المجاهدين” الصومالية عام 2004، وتتعدد أسماؤها ما بين “حركة الشباب الإسلامية”، و”حزب الشباب”، و”الشباب الجهادي” و”الشباب الإسلامي”، وهي حركة مسلحة تتبع فكرياً لتنظيم القاعدة، وتُتهم من عدة أطراف بالإرهاب، وتقول إنها تسعى إلى تطبيق الشريعة الإسلامية في البلاد.