كشفت صحيفة «المصرى اليوم» عن حصولها على أوراق تنظيمية لجماعة الإخوان، توضح لأعضاء التنظيم خطة وأسلوب العمل فى الفترة المقبلة. وتنقسم خطة الإخوان التى حصلت عليها الجريدة من مصادر فى الجماعة إلى جزءين: الأول يتعلق بالتربية وتحسين علاقة أعضاء التنظيم بالشعب، وكيفية التأثير فى المواطنين وتغيير ثوابتهم وامتصاص غضبهم من الإخوان، والثانى يوجه بعبارات واضحة إلى تشكيل ميليشيات مسلحة محلية فى الأحياء والقرى، تحت مسمى مجموعات ردع تتولى: استهداف القضاة ورجال الأعمال والإعلاميين الخونة داخل القرية أو الحى أو المنطقة، واستهداف أملاكهم وبيوتهم وكل ما يؤلمهم ويشتتهم - حسب الخطة.

فى الجزء الأول من الخطة يعترف تنظيم الإخوان بانحسار التأييد الشعبى له، ويبدأ بـ11 بندا لكيفية استمالة أعضاء الجماعة قلوب الآخرين والتأثير فيهم، وهى:

1-أن تعامل الناس باللين والمودة وإظهار الاهتمام بهم فى الهيئة والجلسة والاستماع وتوجيه جميع الجوارح التى تظهر اهتمامك بهم وبكلامهم.

2 -ابتسم... ابتسم.. ابتسم.

3- لا تنتقد أحدا النقد الجارح أو العقيم فى أمور الدنيا.

4-تَذَكَّر أن اسم الإنسان وكنيته أغلى وأهم الأسماء بالنسبة له.

5-التحدث فى الأمور التى هى موضع اهتمام الناس ومدخل لقلوبهم والاستماع لهم وتشجيعهم على التحدث عن أنفسهم.

6- اسألهم عن آرائهم ومقترحاتهم فى المواضيع المشتركة، واستشرهم فى المواضيع الخاصة.

7-كن لماحا كأن تثنى على لباس الشخص أو تليفونه أو ساعته وكأن تقول له مثلا: «ما شاء الله، أنت اليوم عريس» أو تبدى إعجابك بشىء يملكه، وتسأل عن هذا الشىء باهتمام.

8- احتفظ بهدوئك ورباطة جأشك عند الاستفزاز.

9-رصع حديثك بالنكات والطرائف والأمثال، ولا تجعلها تطغى على حديثك.

10- إفشاء السلام ورد التحية والبساطة وعدم التكلف مفتاح لكل قلب.

11-اهتم بالتواصل الجسدى بأن تشد بحرارة على يد الشخص أثناء السلام، ولا تسحبها قبله، وإن مشى بجانبك وأنت ترى أن من المناسب أن تمسك بيده حال المشى افعل، واحتضن وعانق من وصل من السفر وأربت على كتفه من آن لآخر.

تنتقل الخطة بعد ذلك إلى كيفية الرد على المعارضين، تحت شعار: تفنيد الشبهات بمهارة، وترسم الخطة للإخوانى طريقة واحدة للتعامل مع المعارضين تتكون من 9 بنود:

1-كن مستمعا جيدا، وانصت لمن يثير الشبهة أو ينقلها، ودَوِّن كلامه إذا احتجت لذلك.

2-أحسن اختيار المدخل لمن أمامك بالثناء على شخصه واحترامك رأيه، وإن اختلفت معه.

3- ابدأ بجزء من كلامك، وابن عليه، واخرج من كلامه وما يرد بعضه على بعضه.

4-استشهد له بما يناسبه، فإن كان سياسيا فبالسياسة، وإن كان ممثلا فبالفن، وإن كان متدينا فبالدين، وإن كان منطقيا فبالأرقام والمنطق وهكذا.

6-عضد كلامك، مستشهدا بالتاريخ، وأكده من المواقع بمواقف حياتية عايشتها أنت بنفسك.

7-اعترف بأن هناك أخطاء، واثن على كلامه، ومحصه بأسئلة تكشف تناقضه.

8-أكد كلامك بتصريحات رموز له وأرقام وإحصاءات موثقة إن أمكن، ولا تشخصن الموضوع.

9-ركز على الفكرة الرئيسية التى تريد أن توصلها، ولا تجعله يشتت الحوار منك أو يجرك إلى فرعيات.

10-احتفظ بهدوء أعصابك عند الحوار، حتى تزن الكلمات قبل أن تخرج، وحاول أن تخرج من الموضوع بما يجب علينا عمله، حتى نكون عمليين، ولا تتحدث فقط حتى تستميله معك فى الحوار.

وكما ألزمت الخطة الإخوانى بأسلوب للحوار، تلزمه أيضا بالاعتراف بأن الرئيس المعزول محمد مرسى فشل سياسيا وكان ضعيفا فى مواجهة الثورة المضادة، ولم يلب طموحات الشعب، على أن يبرر هذا الفشل بالفساد الذى تركه حكم العسكرى والذى كان لا يتخيله مصرى، ثم الانتقال فى الحديث إلى بعض إنجازات مرسى، رغم هذه العوامل الصعبة، وإنهاء الحوار بـ: حتى إن كان مرسى فشل، فهل يتم تغييره بهذه الطريقة، أم من خلال طرق شرعية وديمقراطية تضمن للبلد التقدم والرقى؟!، علينا أن نتعاون لإعادة مسار الديمقراطية واسترداد البلد ممن سرقوه أولاً، فنحن فى سفينة واحدة، وأشكرك شكرا جزيلا على سعة صدرك، وأتمنى أن نعيد تقييم موقفنا، وهل نحن مع مطالب ثورة يناير أم مع الثورة المضادة؟!.

تنتقل الخطة الإخوانية فى شقها الثانى من نصائح العمل العام واستراتيجية استمالة القلوب إلى تعليمات المواجهة المسلحة والأعمال الإرهابية، حيث تقول الخطة: فى ظل استمرار الموجة الثورية والتصعيد الثورى المستمر لإسقاط الانقلاب يجب أن يبدأ الثوار الشباب بتشكيل مجموعات ردع، تستخدم كل الوسائل المتاحة لمواجهة الانقلابيين.

وتشدد خطة العمل - الموجهة إلى أعضاء الإخوان - على أن ما يسمى تحالف دعم الشرعية وقياداته لا يمكن أن يصرحوا بأكثر من الإبداع فى العنف الثورى فى إطار السلمية، ولذلك حررت الخطة أعضاء مجموعات الردع من التقيد بأى بيانات للتحالف فى هذا الإطار.

وحول تشكيل وطبيعة عمل مجموعات الردع تقول الخطة: تتمتع كل مجموعة باستقلالية تامة عن باقى الحركات، ولا تتقيد بأى تصريحات للتحالف، على أن تتشكل كل مجموعة من عدد لا يزيد على 10 أبطال ممن يعرفون بعضهم جيدا، ويتولون استهداف كلاب الاحتلال العسكرى والبلطجية والقضاة ورجال الأعمال والإعلاميين الخونة داخل القرية أو الحى أو المنطقة، واستهداف أملاكهم وبيوتهم وكل ما يؤلمهم ويشتتهم، وثقوا تماما أنكم ستجدون آلافا فى طول مصر وعرضها يقلدونكم، وكلما أسرعنا فى تنفيذ ذلك قللنا الخسائر وعجلنا النصر. وجاءت فى أوراق التنظيم أمثلة على مجموعات الردع وهى: حركة إعدام بالمطرية، وقصاص بالإسكندرية، وحركتا هنرعبكم، وهنولع.

ووجهت الخطة إلى ضرورة إنشاء حركات لا حصر لها، تلتزم كل حركة منها بعمل شىء، وتتبناه وتعزز قوتها فيه مثل حركة لمراقبة الشوارع المحيطة بالمظاهرات، وحركة للمناوشات الليلية تستهدف كلاب الانقلاب وممتلكاتهم، وحركة تضم أهالى الشهداء وأقاربهم وأصحابهم تنتقم من القتلى وتثأر لهم.

وتضمنت خطة الإخوان أكثر من مائة فكرة لشل الحركة فى الشوارع والمصالح الحكومية، وكسر الشرطة والجيش، وشل حركتهم واستهداف أفرادهم وأسرهم من خلال ما أطلقوا عليه: المقاومة الشعبية الإسلامية، التى لا تحتاج إلى أعداد كبيرة، ولكن مجموعات عمل صغيرة تبدأ من أفراد ولا تزيد على 30 شخصا. ومن هذه الأفكار:

- التسلل داخل معسكر الخصم، وخلق حالة من البلبلة وإظهاره بمظهر المغتر، بحيث يضيق منه الناس.

- شل المدينة دون أى ضحايا.. عن طريق افتعال زحام بالمواصلات العامة.

- وضع شعارات المقاومة فى أماكن حساسة، وتصوير ذلك، مما ينفى فكرة الإرهاب عن المقاومة، لأنهم لو كانوا إرهابيين كان الأَوْلى تفجير هذه الأماكن بدلا من وضع شعارات المقاومة بها.

- دهان لوحات أسماء الشوارع وإعادة تسميتها.

 

- الاستمرار فى الضغط، خاصة الضغط الليلى على قوات الأمن، وتوجيه رسائل لكل جنود الأمن بأن يتركوا خدمتهم ويتجهوا لبيوتهم جماعات وليس أفراداً، حتى تصعب على القادة ملاحقتهم والفتك بهم.

- البدء الفعلى والحقيقى بتهديد مصالح عائلات وذوى الضباط الذين ثبت بالأدلة تورطهم فى القتل. ويمكن الاتصال بقيادات النظام الفاسد وعائلاتهم من خلال الهاتفين المنزلى والمحمول وإرسال الرسائل القصيرة، وتحذيرهم من عواقب ممارستهم، ثم تنفيذ عمليات انتقامية موجعة بين صفوفهم لإثارة ذعرهم وحثهم على التخلى عن الانقلاب.

- حصر المنشآت المستهدفة بالحصار والتعطيل، ولتكن بسرية تامة، على أن يتم توجيه الثوار ناحيتها وإنهاك فعاليتها تماماً مثل القمر الصناعى وأبراج الكهرباء والمحولات.

- أن يكون العمل والفعاليات مستمرة ليل نهار، دون التوقف ليلاً، حتى لا نعطيهم فرصة للراحة.

- إغراق المنطقة بالمياه، فالمواسير فى كل شارع، وذلك بفتح محابس المياه الرئيسية أو كسر الماسورة، لترتفع المياه فوق الأرض أكثر من 50 سم، وذلك لعرقلة قوات القمع، وبذلك فقنابل الغاز لن تكون لها جدوى.

- مجموعات تقف على أسطح بنايات عالية تتوسط أحد الأحياء، وتلقى بمنشورات قبل الفجر بساعة، بحيث يستيقظ الناس فى الشوارع فيجدونها.

- قفل المبانى أو قطع الطريق عن طريق استخدام عدد قليل، حيث نستخدم مواسير لربط أيدينا ببعض، ونكون دائرة فارغة.

- تعطيل المصالح الحكومية كنوع من الاعتراض، ونكون اعتصاما داخل المصلحة وتعطيل مصالح الناس بإدخال حشود تستهلك الوقف وفرض الأمر.

- الإرهاق الإدارى للخدمات: تجمع أعداد كبيرة لطلب خدمة محددة مثل محطات البنزين وغيرها.

- طوابير من الشباب تحتل مصلحة الجوازات ويطلب استخراج جوازات فعلاً، ثم الذهاب بعد ذلك فى يوم محدد وموعد محدد بطوابير متزامنة أمام السفارات الأجنبية لتقديم طلبات هجرة وهمية لأسباب متنوعة.

- تحديد مسؤولين بارزين ومعروفين بموالاتهم للنظام الفاسد من دائرة الإعلام - القضاء - إلخ، وتخصيص مجموعات ربما لا تتعدى الواحدة 5 أفراد لتقوم بتتبع المسؤول فى كل مكان يذهب إليه لرصد تحركاته واستهدافه وقت التنفيذ.