سلطت صحيفة سبق الإلكترونية، الضوء على ملف أزمة الشعوب الخليجية والعربية  مع قطر وخاصة بعد رفض الدوحة لبيان مجلس التعاون الخليجي حول هجوم كندا على السعودية في قضية من أسمتهم بـ"نشطاء المجتمع المدني"، الذي أعلنه أمين عام المجلس الدكتور عبداللطيف الزياني، وأعرب فيه عن تأييده للإجراءات التي اتخذتها الرياض ضد كندا دفاعاً عن سيادتها الوطنية.

وأكدت الصحيفة في تقرير نشرته اليوم الأربعاء بعنوان "انحياز قطر إلى كندا.. طعنة في ظهر الشقيق وخرق لمبادئ مجلس التعاون"، على صدمة الشعوب الخليجية والعربية من قطر، مشيرة إلى أنه وعلى قدر ضخامة الصدمة، وبأكثر منها أضعافاً مضاعفة، فإن الدوحة فضحت نفسها، وكشفت عن حقيقة الدور التخريبي، الذي كانت تلعبه ولا زالت ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجي، لشق الصفوف، وتدمير أواصر الارتباط بين دوله وشعوبه، والخروج على المبادئ التي تأسس واستمر عليها في الحفاظ على أمن واستقرار دوله، والتضامن فيما بينها ضد أي اعتداءات خارجية، ومنها تلك التي تستهدف التدخل في شؤونها والإخلال بسيادتها، بحسب التقرير.

وجاء في التقرير أنه "وبإعلان قطر أن تصريحات الزياني حول الموقف من كندا لا تمثلها، تكون قد انتهكت مبدأ التضامن الذي تلتزم به دول المجلس حيال بعضها البعض، صحيح أن الدوحة كثير ما خرجت على مبادئ المجلس وعلى إجماعه وتوافقاته، إلا أن مجاهرتها بتأييد كندا وإعطائها الحق في التدخل في شؤون السعودية بذريعة الدفاع عن حقوق الإنسان، تزيد من تعقيدات أزمتها مع الدول الداعية إلى مكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وكان الأجدر بها استغلال القضية في تهدئة التوترات، وخلق أجواء للتصالح، أو تلجأ إلى خيار الصمت فلا تبدي أي رد فعل تجاه القضية".

كما سلط التقرير الضوء على تناقضات عميقة ذكرت منها "كشف انحياز قطر لكندا، عن تناقضات عميقة في موقفها من مجلس التعاون الخليجي، ففيما تعلن دائماً حرصها على بقاء المجلس واستمرار انتمائها إليه، يأتي رفضها تمثيل المجلس لها في التصدي لكندا في هجومها على دولة عضو فيه، ليلقي بشكوك قوية حول صحة ما تعلنه؛ لأن الانحياز إلى جانب دولة أجنبية ضد دولة شقيقة اعتدي على سيادتها، يعد بمثابة طعن للشقيق في ظهره، وخروج على المبادئ التي يقوم عليها مجلس التعاون الخليجي، وفي هذا المسلك خير برهان على أن قطر باتت خارج إطار المجلس وليس داخله، وأنها توجه سهامها لإضعافه، والتراجع بفاعليته كتكتل إقليمي يتصدى للمشروع التوسعي لإيران في المنطقة"، لافتة إلى أنه وفي المحصلة، فإن رفض قطر لتمثيل مجلس التعاون الخليجي لها، يجعل من العدل عدم التجاوب مع محاولاتها استغلال انتمائها له في طلب تعاطف بعض دوله في أزمتها مع الرباعي العربي، فيتوجب على الجميع الدفاع عن المجلس والحفاظ على تماسكه ضد إضعاف قطر له، وعدم التزامها بمبادئه ومواقفه، لا سيما أن انحيازها إلى دول أجنبية ضد دولة عربية وخليجية شقيقة غير مبرر على الإطلاق، ولا تجيزه كذلك خصومتها مع المملكة، فالخصومة غير العداء، والسعودية لا تعادي قطر بل تختلف معها في السياسات التي تنتهجها في دعم وتمويل التنظيمات الإرهابية، والتحالف مع إيران، لتهديد ذلك أمنها واستقرارها.