أكد تقرير نشرته صحيفة شيكاغو تريبيون الأميركية أن العودة غير المحتملة لإنتاج النفط في ليبيا، في خضم الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد، تعد واحدة من الأسباب التي تقف وراء تهاوي أسعار النفط الخام.
وأضاف التقرير أن تلك الصحوة الحاصلة الآن في أسعار الخام يبدو أنها ستنحسر، في ظل وجود تداعيات سيئة بالنسبة لليبيا وكذلك ظهور موجة جديدة من الغموض لسوق النفط التي تشهد بالفعل حالة من عدم الاستقرار.
وأشار التقرير في الساق عينه كذلك إلى أن التطور الأخير الذي جاء ليزيد المشهد تعقيدا وإرباكا هو احتدام الصراع المسلح للسيطرة على حقل شرارة النفطي، الذي يعتبر أكبر حقل نفطي في البلاد، ويقع في المنطقة الجنوبية. وتحدث بعض وسائل الإعلان عن قيام مجموعة مسلحة ترتبط بحكومة الثوار في طرابلس باقتحام الحقل الأسبوع الماضي، وهي أول مرة تسعي فيها الحكومة الانفصالية لفرض سيطرتها على موارد البلاد النفطية.
ومضي تقرير الصحيفة ينوه إلى حقيقة حالة الدمار التي تشهدها ثروات ليبيا النفطية بسبب العنف الطائفي الذي تسبب في تمزيق البلاد منذ الثورة التي أطاحت بالعقيد الراحل معمر القذافي عام 2011.
ونقلت الصحيفة في هذا السياق عن جيوف بورتر، مدير إحدى الشركات المتخصصة في استشارات المخاطر بمنطقة شمال إفريقيا، قوله :" أعتقد أن الشذوذ الحقيقي كان يتمثل في أن ليبيا تنتج 800 ألف إلى 900 ألف برميل في اليوم. ولم يكن يتطابق انعدام الأمن من قبل مع زيادة الإنتاج واستمراريته. ويبدو الآن أن تأرجح إنتاج النفط متماشي بشكل أكبر مع حالة الفوضى السياسية ومع الوضع الأمني غير المحدد".
ولفت التقرير إلى أن الرؤية غير واضحة فيما يتعلق بمدى الضرر الذي ستلحقه أعمال العنف الطائفية بصناعة النفط الليبية، نظراً لعدم وجود تقديرات موثوق بها بخصوص عمليات الإنتاج الحالية. والمشكلة الأكبر هي أن الوفرة من النفط المعروض لا تجعل الغرب بما تشهده ليبيا من أحداث وتطورات نظراً لعدم تأثره بصورة أو بأخرى نفطياً.