كشف الإعلامي والكاتب السياسي اللبناني علي شندب، عن تفاصيل جديدة، وخلفيات الدعم الذي تلقاه الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، من ليبيا للنجاح في حملته الانتخابية 2007، وذلك من خلال مقابلة أجراها مع الراحل معمر القذافي خلال فترة أحداث فبرير 2011.

وقال الإعلامي اللبناني الذي عاصر أحداث فبراير وكان شاهدا على هجوم الناتو على مدينة طرابلس التي يحبها كما يحب مدينة طرابلس اللبنانية التي ينتمي إليها، إنه في آخر مقابلة تلفزيونية حصرية أجراها مع الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، إبان عدوان الناتو على ليبيا، وهي بالمناسبة آخر مقابلة يجريها الرجل. "قال لي القذافي وبشيء من المرارة والغضب والشعور بالغدر: "أنا اللي وصلّت ساركوزي للسلطة، وأنا اللي دعمته بالمال حتى أصبح رئيس، وجاني هنا في الخيمة وهو وزير داخلية، وطلب مني الدعم، وأعطيناه الفلوس، دعم مصاري، وأصبح رئيس، ومفروض هو يقعد ساكت وما يفضح نفسه، لكن أنا تقديري أنه أصيب بخلل عقلي، تماما مثل ريغن. ويومها ضحكوا عليّ الأمريكان، وبعدين قالوا لي الإنكليز عندك حق تبين لنا أن ريغن مختل عقليا ويعاني من الزهايمر. وغدا سيتأكد الفرنسيون أن صديقي العزيز ساركوزي عنده خلل عقلي".

ويضيف شندب، في مقال طويل تناول فيه عدة موضوعات وملفات تتعلق بما حل بساركوزي مؤخرا، أنه على هامش قال للقذافي، ربما يتم استخدام مثل هذا التصريح عن تمويل ساركوزي انتخابيا للتحريض عليك داخليا، فأجاب القذافي: "السطحيون والسذّج يمكن أن يحرّضوا صحيح. لكن هذه معركة ينبغي أن نخوضها على المسرح الدولي. وعلى الشعب الليبي والعرب أن يفخروا ويتفاخروا أنه في وقت ينصّب علينا "كرازايات"، نصنع نحن رؤساء دول كبرى عضو في مجلس الأمن وليس في افريقيا فقط"..

ويضيف شندب أيضا أن استذكاره لهذه المقتطفات مع حواره مع القذافي، بعد تسجيل ساركوزي لسابقة خطيرة لم يسبقه عليها أحد من رؤساء فرنسا، إنها السابقة التي توجه فيها النيابة المالية الوطنية الفرنسية لرئيس فرنسا السابق نيكولا ساركوزي تهمة تشكيل "عصابة إجرامية" بعد جلسات تحقيقية امتدت على أربعة أيام في احتمال حصوله على تمويل ليبي لحملته الانتخابية في مارس 2007، لتضاف إلى التهم التي سبقتها، وهي "الرشوة" و "اختلاس الأموال العامة" و "الحصول على تمويل غير قانوني لحملته الانتخابية"، إلا أن ساركوزي أقر بأنه "صعقت بهذه التهمة الجديدة، وامتهنت براءتي مجددا بقرار لا يقدم أي دليل على تمويل غير مشروع".

فيعلق شندب، أن صعقة ساركوزي ناجمة عن صدمته، من مطاردة الزعيم الليبي الراحل المتواصلة له ومن قبره المجهول. فلربما دار بخلد ساركوزي عندما جيّش الأساطيل للقضاء على الدولة الليبية واغتيال القذافي، أنه سيكون بمأمن من انتقام العقيد. لأن أسرار القذافي، وخاصة تلك المتعلقة بتمويل حملته الانتخابية، وغيرها من الأسرار الثمينة ستموت معه.