عندما يصادق البرلمان الصومالي على قرار الرئيس حسن شيخ محمود، تعيين عمر عبد الرشيد شرماركي، رئيسا جديدا للحكومة، ربما في غضون أيام، لن تكون مسؤوليات المنصب، أمرا عسيرا أو جديدا على الدبلوماسي والسياسي المتمرس.

فعمر (54 عاما)، هو نجل الرئيس الصومالي الأسبق، عبد الرشيد شرماركي(1967- 1969)، وينحدر من قبيلة داروت فرع مجيرتين، وهو الفرع القاطن في مناطق سلطة بونت لاند، شمال شرقي الصومال.

وتخرج شرماركي الابن في كلية الاقتصاد بالجامعة الوطنية الصومالية العام 1984، ونال شهادة ماجستير في العلوم الاقتصادية والسياسية من جامعة كارلتون في أوتاوا بكندا عام 2000، ويحمل الجنسية الكندية، وفق مراسل وكالة الأناضول.

وعين الرئيس الراحل عبد الله يوسف، شرماركي الابن سفيرا للصومال في واشنطن أواخر عام 2008، غير أنه لم يتمكن من العمل بسبب عدم اعتراف واشنطن بالحكومات الصومالية الانتقالية بشكل رسمي، في هذه الفترة.

وفي يونيو/ حزيران عام 2009، وبعد انتخاب شيخ شريف شيخ أحمد، زعيم المحاكم الإسلامية، رئيسا للبلاد، عين الرجل رئيسا للوزراء، لكنه بعد نحو عام قدم استقالته في الــ 21 من شهر سبتمبر/ أيلول عام 2010، إثر خلاف مع الرئيس شيخ شريف.

إلا أن شيخ شريف، عاد وعين شرماركي الابن سفيرا لمقديشو لدى الولايات المتحدة، في نفس الشهر، ورحبت واشنطن به، لأنها تعترف بالمسار السياسي الحالي. وظل السياسي الصومالي في المنصب الرفيع حتى كلفه الرئيس الحالي برئاسة الحكومة، اليوم.

وبحسب مقربين من عمر عبدالرشيد، فإن رئيس الوزراء المكلف يتمتع بخبرة سياسية تؤهله لحل المشاكل الراهنة في البلد كما أنه قادر على تحقيق رؤية عام 2016، التي تشمل تمهيد الأرض في البلد الأفريقي لإجراء انتخابات عامة حرة ومباشرة في ذلك العام.

وقال خالد عمر، وزير الرياضة في الحكومة التي سحب البرلمان الثقة منها في وقت سابق هذا الشهر، إن "شرماركي يتمتع بخبرة سياسية تؤهله لحل المشكلات".

وأضاف في تصريحات لوكالة "الأناضول": "عملت مع شرماركي (الابن) أثناء فترة رئاسته لحكومة الصومال (2009-2010)، وهو قادر على حل المشكلات".

خالد الذي شغل منصب وزير الدول لشؤون الرئاسة، في فترة رئاسة شرماركي للحكومة في عهد شيخ شريف، قال إن "الصومال سيحقق رؤية 2016، خلال فترة حكم رئيس الوزراء الجديد".

بدورها، قالت النائبة في البرلمان الصومالي، عائشة عمر لـ"الأناضول": "عايشت فترة رئاسته حكومة الصومال وهو الرجل المناسب في هذه المرحلة كونه ينتمني أيضا إلى أسرة سياسية عريقة".

أما البرلماني محمد أمين حسن عدو، فتمنى هو الآخر أن يتجاوز شرماركي "العقبات" استنادا إلى "خبرته السياسية والإدارية"، مضيفا أن التحديات(أمنية واقتصادية) التي ستواجه الحكومة القادمة "كبيرة جدا، ولا يمكن تجاوزها إلا بتكاتف الجميع".

وفي مؤتمر صحفي لاعلان تكليف شرماركي الابن برئاسة الحكومة، قال الرئيس شيخ محمود إنه "الرجل المناسب" في هذه المرحلة.

ووفق مراقبين، يحسب للسياسي البارز تقديمه الاستقالة من رئاسة الحكومة في عام 2010، بعد خلاف مع الرئيس السابق، شريف شيخ أحمد، حيث أنه لم ينتظر لحين سحب البرلمان الثقة منه، مثل رؤساء الحكومات السابقة.

وفي إطار عمله الدبلوماسي، عمل عمر عبد الرشيد شرماركي كموظف دولي مع الأمم المتحدة في كل من سيراليون والسودان، عام 2006، ومستشارا سياسيا للأم المتحدة في أزمة دافور(صراع بين الحكومة ومتمردين منذ 2003 في السودان) في الفترة بين (2006- 2007)، فضلا عن رئاسته بعثة بلاده الدبلوماسية في الولايات المتحدة.

وبصفة عامة، ينتظر شرماركي مصادقة البرلمان الصومالي على تعينه رئيسا للوزراء، في جلسة لم تحدد بعد، وبعدها سيكون أمامه ثلاثين يوما لتشكيل حكومة وطرحها على البرلمان لمنحها الثقة.