في ظهر يوم مشمس حار، تفاجأ سكان حي "كيسيني" الفقير بالعاصمة الأوغندية كمبالا، عندما شاهدوا شابا يرتدي ملابس طبيب حاملا صندوقا خاويا، يدخل حيهم، قبل أن يبدأ الرقص على صوت موسيقى حماسية صاخبة تنبعث من مكبرات صوت تمزج بين إيقاعات، وألحان أنغام "كويتو" الجنوب أفريقية وموسيقى أوغندية محلية، قبل أن ينضم المزيد من الشباب إليه في رقصته.

وبينما كانوا يرتدون قمصان باللونين الأسود والأحمر مكتوب عليها عبارة "إذا لم يكن ممكنا، فإنه ليس آمنا"، استمر الشباب في الرقص في محاولة لتعزيز السلوكيات الجنسية الآمنة بهدف منع العدوى بفيروس نقص المناعة البشرية/ الإيدز.

وفي حديث لوكالة الأناضول قال قائد الفرقة "همفري نامبيمانيا": "نرقص من أجل الحياة، ونرقص من أجل الوقاية".

ونامبيمانيا (25 عاما) هو مؤسس "مد يد أوغندا"، وهي منظمة شبابية غير ربحية، هدفها الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الشباب.

وأضاف: "هذا هو السبب في أننا نعمل على ابتكار أفكار جديدة لتطوير رسالتنا حتى تواكب العصر ومتغيراته، ومن أجل تمكين هؤلاء الشباب".

وبينما كانت تهتز الفرقة على أنغام الموسيقى، مرت خلال الحشد مجموعة أخرى تحمل صناديق صغيرة بيضاء لتوزع عليهم العوازل الذكرية.

وبعد الرقص بدأ النشطاء يتحدثون إلى الجمهور حول اختبار فيروس نقص المناعة البشرية وتوزيع العازل الذكري، وشجعوهم على التحدث إلى أفراد أسرهم حول فيروس الإيدز.

كما تم تشكيل مركز متنقل لاختبار فيروس نقص المناعة البشرية وتقديم المشورة، حيث يمكن للأفراد إجراء اختبارات.

ومنذ انطلاقها في بداية عام 2014، وصلت حملة "فعالية التجمع المفاجئ الرقص من أجل جنس أكثر أمنا" بالفعل إلى أكثر من 5000 شاب بالغ.

وأوضح "نامبيمانيا" أنهم يوفرون معلومات شاملة حول الصحة الجنسية والإنجابية والحقوق للشباب عبر وسائل الترفيه والفنون الإعلامية.

وتابع: "نركز على زيادة المعرفة والوعي حول فعالية استخدام الواقي الذكري كإجراء حماية مزدوج لمنع الحمل غير المرغوب فيه والأمراض المنقولة جنسيا".

وأشار إلى أنه على الرغم من ذلك، فإن توزيع الواقيات الذكرية المجانية لا يزال يشكل تحديا، لأن "الناس لا يحبون الواقيات الذكرية المجانية لأنهم يعتقدون أنها رخيصة وذات نوعية رديئة".

وفي أكتوبر/ تشربين الأول عام 2013، أشار تقرير صندوق تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية التابع للأمم المتحدة عام 2015 إلى أنه على الرغم من تحسن فرص الحصول على علاج نقص المناعة البشرية/ الإيدز، تزايد انتشار الفيروس بين الفئة العمرية (15-24 عاما) من نسبة 2.9% في عامي 2004/05 إلى 3.7% عام 2011.

ومع ذلك، لفت التقرير إلى أنه لم يكن هناك تحسن كبير في استخدام الواقي الذكري للأنشطة الجنسية التي تشكل خطورة، حيث ما زال حوالي نصف الشباب الذين يمارسون أنشطة جنسية مع شريك خارج إطار الزواج أو بطريقة غير شرعية لا يستخدمون الواقي الذكري.

وبينما يرحبون بالحملة، يشعر بعض الشباب بالحرج لشراء الواقي الذكري، حيث قالت "أوليف إيوتارو" لوكالة الأناضول: "معظمنا يجد صعوبة في الذهاب إلى متجر لشراء الواقي الذكري، ونميل إلى طلب ذلك من أصدقائنا".

من جانبها، رحبت "شيلا نديانابانغي"، كبيرة المسؤولين الطبيين في وزارة الصحة، بالحملة، لكنها حذرت من أن الرسالة الموجهة للشباب ينبغي إعدادها بعناية حتى لا تشجع الشباب المصابين على تعريض الآخرين للخطر.

وقالت إنه "لا ينبغي ربط توزيع الواقي الذكري بالرسالة، وينبغي أن يقرر الشباب ممارسة الجنس واستخدام الواقي الذكري بمحض إرادتهم".

وفي 1 ديسمبر/ كانون الأول، تشارك أوغندا بقية دول العالم في الاحتفال باليوم العالمي للإيدز، وتبلغ نسبة انتشار الفيروس في البلاد في الوقت الراهن 7.3%، وفقا للأرقام الرسمية.