لعودة إلي ليبيا خيار يحتمل الموت، غير أنه المفضل لدى المئات من شباب محافظة المنيا مقارنة بخيار البطالة داخل بلدهم، فما بين عائل لأسرة ومقدم على الزواج، ومن تجبره خصوصية الظرف وصعوبة البحث عن عمل، كانت خطوة السفر الأقرب والخيار الأفضل، ويظل المئات من شباب المحافظة تراودهم أمنيات السفر وسط مخاوف عواقب الخطوة تلك.

ولأن الحصول على فرصة عمل أمر غاية في الصعوبة؛ نظرًا لطبيعة المحافظة الزراعية؛ فإن معظم شباب المنيا يعملون خارج المحافظة، وقد أثرت أحداث العنف والصدام المسلح داخل دولة ليبيا على شباب المنيا ممن كانوا يعملون هناك، واضطروا للعودة هربًا من الموت، غير أن الإفلاس دفع بعضهم مؤخرًا للعودة إلى ليبيا.

“البديل” التقت محمود فايز 25 سنة من قرية ساقية موسي بمركز أبو قرقاص والذي أكد أنه سيعود إلى الأراضي الليبية مرة أخرى خلال أيام، بعد أن استنفد كل ما لديه من أموال، واضطر لبيع معظم متعلقاته من موبايل وجهاز كمبيوتر؛ حتى لا يمد يده لأسرته الفقيرة التي كان يساعدها في الإنفاق، خاصة وأن والده مزارع بسيط، وقال إنه أقنع أسرته بتحسن أوضاع ليبيا؛ حتى لا يتركهم في قلق دائم.

خالد يوسف صبري 35 سنة من نفس القرية قال إنه متزوج ولديه 3 أولاد وإنه يشعر بالندم والحيرة لعودته من ليبيا، خاصة بعد بيعه مقتنيات المنزل خلال الأشهر التي قضاها إثر عودته وحتى الآن. وبعد أن استنفد قواه في رحلة البحث عن عمل والتي انتهت بلا جدوى، وأضاف “يوسف”: “عشان أعمل مشروع هاحتاج رأس مال وما فيش.. ولو كنت قعدت هناك كان أحسن من هنا”، وأنهى حديثه بنيته العودة إلى ليبيا كخيار مفضل لديه عن الإفلاس.

أما عسقلان خطاب 32 سنة من ذات القرية فأكد أنه سيلحق بشقيقه عامر الذي سافر إلى ليبيا منذ أسبوعين, وأن لديه 3 أولاد منهم اثنان في مرحلة التعليم الابتدائي، وبالتالي لن ينتظر ليراهما متسربين من التعليم، آملاً ألا يعود ليجد الوضع في ليبيا كما كان عليه وقت رحيله.

-البديل