تظاهر المئات من الشباب في العاصمة البوركينية واغادوغو، احتجاجا على اعتماد حكومة بلادهم مشروع قانون حول تنظيم استفتاء بشأن تعديل دستوري للمادة 37، التي تحدّ الولايات الرئاسية باثنتين، يسمح للرئيس الحالي، الماسك بزمام الحكم منذ 27 عاما، بالترشح للانتخابات الرئاسية المزمع اجراؤها في نوفمبر/ تشرين الثاني 2015.وتسبّبت المظاهرة، التي انطلقت، في ساعات متأخرة من مساء أمس الثلاثاء، في تعطّل حركة المرور على طول شارع فرنسا- أفريقيا بالعاصمة. واستمرّ ذلك حتى الساعة الثالثة من فجر اليوم الأربعاء، وفقا لمراسل الأناضول.

ومكّنت مفاوضات قام بها بعض المحتجين مع الشرطة من استعادة الشارع لحركته المعتادة، دون أن يسفر التجمّع الكبير للشباب عن أي حوادث تذكر، عدا حرق الإطارات المطاطية. ووفقا للمعلومات المتداولة في الصحف البوركينية، فقد حمل المتظاهرون شعارات من قبيل "نريد خلق شلل في كلّ شيء" ليفهم بأنّهم "يعارضون الحكم مدى الحياة".وكان مجلس الوزراء البوركيني اعتمد، أمس الثلاثاء، مشروع قانون يسمح بتعديل المادة 37 من الدستور، والتي تحدد الولايات الرئاسية باثنتين، بما يسمح للرئيس الحالي "بليز كمباوري" بتقديم ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة.

وفي تصريح أدلى به، اليوم الأربعاء للأناضول، قال السكرتير التنفيذي لحزب "المؤتمر من أجل الديمقراطية والتقدم الحاكم في بوركينا فاسو "عاصم كواندا" "نحن سعداء بهذا القرار الذي اتخذته الحكومة"، مشيرا إلى أنّ الحكومة استجابت – بهذا القرار- إلى مطالب الجمعيات وهياكل الحزب، بـ "تحكيم البوركينيين حول المسائل السياسية المحورية".ومن المنتظر أن يحال مشروع القانون، في وقت لاحق لم يحدّد بعد بشكل رسمي، إلى البرلمان البوركيني.

ولقي القرار الحكومي ردود أفعال متباينة من قبل المعارضة البوركينية، حيث اعتبر رئيس حزب "الاتحاد من أجل النهضة" الموالي للرئيس البوركيني السابق "توماس سانكارا"، اليوم الأربعاء، في تصريح  للأناضول، قرار الحكومة، مؤشرا على "تقهقر السلطة"، معتبرا أنّ الرئيس كمباوري لم يلعب بنزاهة"، خلال الحوار الأخير بين المعارضة والأغلبية الحاكمة، بحد قوله.

وأضاف "في الواقع، هو (كمباوري) لم يكن يريد الحوار، ولقد كان على عجلة من أمره ليضع حدا له، ليمضي قدما في مشروع التعديل الدستوري".وفي السياق ذاته، قال مصدر مقرّب من زعيم المعارضة البوركينية "زيفيرين ديابريه" القيادي في حزب "الاتحاد من أجل التقدم والتغيير"، في تصريح للأناضول، إنّ المعارضة تخطّط للدعوة إلى العصيان المدني وتنظيم مظاهرة حاشدة في 28 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.ووصل "كومباوري" إلى السلطة عام 1987 عبر انقلاب عسكري، وحكم البلاد خلال فترات انتقالية استمرت سنوات، وينتظر أن ينهي ولايته الثانية بخمس سنوات في 2015.