بعد الهجوم الارهابي على مقرها، يوم 7 جانفي الفارط، عادت جريدة شارلي هيبدو الفرنسية الساخرة للصدور، واختارت أن تنشر مجددا صورة كاريكاتيرية للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. أغلب الدول الإفريقية، خاصة ذات الأغلبية المسلمة، قررت منع دخول هذا العدد إلى أراضيها، وعلى رأس هذه الدول: مصر، المغرب، تونس، الجزائر، النيجر والسينغال..

سلطات كل هذه البلدان لم تقبل أن تتناول الجريدة الفرنسية بالإساءة رسول الإسلام، رغم أنها وقفت جميعها ضد العملية الإرهابية الأخيرة. حيث شارك عدة زعماء أفارقة في مسيرة مناهضة الرهاب في باريس يوم الأحد الفراط، ومنهم الرئيس السينغالي ماكي صال، وهو الذي تعرض للانتقاد من عدة مرجعيات دينية في بلاده ممن اعتبروا مشاركته دعما للإساءة للنبي. ومن هنا، يبدو قرار منع توزيع شارلي هيبدو في السينغال فرصة منحت للرئيس كي يصلح من صورته لدى هؤلاء. هذا وشدد بيان أصدرته وزارة الخارجية السينغالية على أن من يحاول خرق هذا القرار فإنه سيتعرض للعقوبات قاسية.

المغرب كان أكثر الدول حزما في هذا الاتجاه، فهو لم ينتظر صدور العدد الجديد من جريدة شارلي هيبدو يوم الاربعاء، إذ أعلن وزير الإعلام مصطفى خلفي منذ يوم الاثنين الفارط ان كل الجرائد التي تنشر رسومات ساخرة عن النبي محمد سيتم منع توزيعها في المملكة. وتبعا لذلك شمل هذا القرار جرائد فرنسية كبرى مثل لومند وليبراسيون.

أما في تونس، فقد دعا وزير الداخلية لطفي بن جدو كل المؤسسات الصحفية باحترام الأخلاقيات الصحفية وعدم التعرض للمقدسات الدينية، وتحاشي كل ما من شأنه احداث ردود أفعال عنيفة.