يتم الثلاثاء دفن مواطن تونسي في مقبرة جبل الزيتون بالقدس بعد تدخّل مباشر من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين ناتنياهو ، ويعتقد جل المراقبين أن الحادثة ستسبب حالة من الحرج البالغ للحكومة التونسية نظرا لأن يواف الحطّاب الشاب اليهودي الذي قتل في عملية إحتجاز رهائن بمتجر في باريس لا يحمل أية جنسية أخرى التونسية ولا تزال أسرته تعيش في العاصمة تونس
وكان مسؤول في الطائفة اليهودية الفرنسية أعلن أول أمس الاحد ان اليهود الاربعة الذين قتلوا الجمعة في متجر يهودي بباريس اثناء عملية احتجاز رهائن، سيتم دفنهم صباح الثلاثاء في اسرائيل.
وبين القتلى اليهودي التونسي يوهاف حطاب (21 عاما) نجل حاخام كنيس حلق الوادي ومدير المدرسة اليهودية بالعاصمة التونسية الذي ارستله أسرته الى تعيش حاليا بضاحية خير الدين شمال العاصمة الى باريس لمواصلة دراسته ، وسبق لعائلة يوهاف ان عاشت الحداد على اثر هجوم في 1985 عندما اطلق جندي تونسي النار على حرم كنيس في جربة ما ادى الى مقتل الشابة شقيقة والدة يوهاف، التي كان عمرها انذاك 17 عاما.
وتلقى باتو الخطاب والد يواف التعازي من عدد من المسؤولين التونسيين من بينهم وزير الخارجية منجي الحامدي الذي إتصل به هاتفيا من نيوررك حيث كان في مهمة عمل لتعزيته والتعبير عن تضامن الحكومة التونسية معه
وأقامت أسرة الحطاب سرادق عزاء في ضاحية خيرالدين لتلقي التعازي في مقتل إبنها
في الأثناء نددت الجمعية التونسية لمساندة الأقليات بما اعتبرته "صمتا واهمالا" من السلطات التونسية غداة وفاة شاب تونسي من أصول يهودية خلال الأحداث الارهابية التي ضربت باريس.
وقالت رئيسة الجمعية يمينة ثابت إنه كان على الحكومة التونسية والخارجية متابعة عملية احتجاز الرهائن في باريس أولا بأول منذ البداية وكان على الأحزاب ان يكون لها موقف واضح من احتجاز المواطن التونسي خلال العملية ، غير أنهااستبعدت ان يكون صمت الحكومة لأسباب عقائدية لكنها وصفت موقفها بـ"الإهمال".
وقالت ثابت "لا أتصور ان هناك أسبابا عقائدية لكن كان هناك أيضا إهمال مماثل من الحكومة في قضية اختطاف الصحفيين التونسيين في ليبيا » وأضافت "موقف السلطة مهم في مثل هذه الأحداث ويبعث برسالة إلى كل المواطنين التونسيين في فرنسا وباقي العالم".
من جانبه أكد المحلل السياسي والإعلامي التونسي المقيم في باريس مراد الزغيدي أمس أن اسرائيل قامت بابتزاز عائلة الشاب التونسي اليهودي يواف الحطاب ومارست ضغوطات لدفنه في اسرائيل مشيرا إلى أن هذا الشاب هو مواطن تونسي شارك في الإنتخابات مؤخرا إضافة إلى أنه لا يملك ووالده جواز سفر اسرائيلي على حد قوله.
وأضاف الزغيدي أن تونس لم تستعمل دبلوماستها في هذا الشأن رغم مشاركة رئيس الحكومة مهدي جمعة في المسيرة أول من أمس الأحد واكتفت بالصمت مقابل استغلال اسرائيل كل قوتها ولوبياتها للسطو على جثمان هذا الشاب ودفنه على اراضيها .
يذكر أن يهوديا تونسيا أخر سيتم دفنه اليوم بإسرائيل هو فرنسوا ميشال سعادة ( 64 عاما)بعد مقتله في حادثة المتجر الباريسي وهو من مواليد تونس غير أنه حاصل على الجنسية الفرنسية
وكان رئيس الحكومة المؤقتة المهدي جمعة شارك في مسيرة الجمهورية في باريس الأحد عقب الأحداث الارهابية التي ضربت باريس وأوقعت 12 قتيلا في هجوم على صحيفة "شارلي إيبدو" الاربعاء الماضي وأربعة قتلى يهود خلال عملية احتجاز لرهائن في متجر يهودي يوم الجمعة.
وتضم تونس جالية يهودية تقدر اليوم بنحو 2500 بعد ان كانت في حدود 60 الفا منتصف القرن الماضي لكنها تقلصت بسبب الهجرات الجماعية باتجاه اسرائيل والدول الغربية في أعقاب الحروب العربية الاسرائيلية.