سلط عضو مجلس النواب الموازي بطرابلس أيمن سيف النصر، الضوء على جائحة كورونا المستجد (كوفيد_19) 

وقال سيف النصر، في ورقة تحليلية بعنوان "ماذا نتوقع بعد مع كورونا؟"، نشرها عبر حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، " الذي نعرفه بالتأكيد حتى الآن عن كورونا أنه فيروس سريع الانتشار، شديد العدوى، معظم من يصاب به لا يعاني من أعراض شديدة، و إذا اشتدت هذه الأعراض فتكت بالمريض. نعرف أيضاً أن لا لقاح له و لا دواء منه، حتى الآن، و في أفضل الأحوال سيكون له لقاح مع نهاية العام، ولكن متى سينتهي برنامج التحصين منه ولأي نسبة من البشر؟ وهل ستتحقق مناعة القطيع في الدول التي انتشر فيها بنسب عالية؟ وهل سيكون لارتفاع الحرارة أثر عليه؟ وكم تستمر مناعة من أصيب منه؟ و هل من الممكن أن يصاب ثانية؟ وهل من الممكن أن يتحول الفيروس إلى أضعف أو أشرس من هذا النوع؟ فلا أحد يعرف، أو بالأحرى لا أحد يملك الإجابة القطعية".

وتابع سيف النصر، "نظريات المؤامرة تفرض نفسها حوله؛ هل هو من صُنع البشر؟ هل تم تجهيزه في مختبرات دول عظمى للقضاء على أخرى؟ أو هل أفلت الفيروس من المختبرات ليصيب ملايين البشر؟ هل لترددات شبكات الجيل الخامس G5 أثر في تفشيه أو نشاطه؟ هل هناك مستفيد من انتشاره و خوف العالم منه؟ لا أحد يملك الإجابة القطعية أيضاً،  المؤمنون بالله في هذا الكون (ليس فقط المسلمين)، يعتقد الكثيرون منهم أنه عقوبة من الله لتجاوز الإنسان حدوده مع خالقه، وارتكابه صنوف المعاصي التي تستوجب العقوبة الجماعية، كما علمتنا قصص التاريخ و التراث، و اكثرية منهم لا تستبعد أنه ابتلاء، يستوجب الصبر. و هذا ما يستبعده المؤسسون على المعرفة النظرية والتحليل العلمي والمنطق، من يعتبرهم المؤمنون من أصحاب القول (هذا عارض ممطرنا)، ما نراه وتأكدنا منه، أن الفيروس باعد بيننا، كثيراً، في عالمنا، و بلداننا، بل وفي بيوتنا، وأبقانا فيها طويلاً، وأوقف أعمالنا ومدارسنا وتجارتنا وصناعتنا، وعطل حياتنا، ولكن إلى متى؟  هل سيثور الناس على هذا الإغلاق التام للعودة لحياتهم الطبيعية مهما كلفهم الأمر؟ وهل ستستمر الحكومات في فرض هذا الإغلاق؟ وهل ستستعمل القوة ضد ثورات الرافضين له؟ لا أحد كذلك يملك الإجابة القطعية، إذاً... كلنا سواء في معرفة مصير العالم مع هذا الفيروس!! مع فوارق في التفاصيل، قد لا تفيد كثيراً بسبب غياب الإجابات  القطعية".

وأضاف، "ما علينا معرفته والتعايش معه الآن إذاً أننا قد نضطر للتعايش لفترة طويلة، أو فترات متقطعة خلال السنوات القادمة، مع هذا الفيروس و تأثيراته في حياتنا؛ فقد لا تعود لنا الحياة كما كانت؛ قد لا تعود لقاءاتنا الحميمة وازدحامات المسارح والملاعب والمساجد و دور العبادة، والأفراح والمآتم، ومكاتب العمل المزدحمة، وفصول الدراسة و قاعات المحاضرات، ودور الترفيه والمقاهي والمطاعم، والأسواق، سنصبح أكثر اهتماماً بنظافتنا الشخصية، وسنستخدم المطهرات والكمامات بشكل أكثر، و نكون أكثر تواجداً مع أسرنا، وسنقضي معظم أوقاتنا في بيوتنا، أن العالم لن يكون متوفراً على كثير مما تعود عليه، وأن من سيصبحون تحت خط الفقر أكثر من ذي قبل، وأن سلعاً ستبور كما فعل النفط، وأن دول العالم القوية لن يفيدها كثيراً سطوة سلاحها لبسط سيطرتها، وأن قوة الاقتصاد لن تكمن فيما تقدمت فيه دول على أخرى سابقاً، لن يكون العالم كما كان، بتحالفاته التقليدية، وسطوة دوله القوية، وإذا اشتد الأمر فقد تضطر قوى العالم الجديد للاصطفاف والتحالف، وقد تشتعل الحرب بينها في نهاية المطاف، إذا فشلت في إدارة تنافسها و تنافسيتها الجديدة. لا أحد يستطيع ادعاء امتلاك الحقيقة، ولا أحد يستطيع الجزم بشيء أمام سطوة هذا الكائن الجامد الذي لا نراه، و لكن ما نراه و نستطيع أن نجزم به؛ أنه بالفعل غير عالمنا، وأسقط زعامات الأمم، وأظهر حجمنا الحقيقي أمام قدرة أعظم، هي بلا شك عظمة خالقه و خالقنا، وهو ما لم يفت الأوان بعد لنعود إليه صاغرين".