ردود فعل غاضبة سادت الأوساط السياسية في مصر بعد تقديم د.حازم الببلاوي استقالته من رئاسة مجلس الوزراء، خصوصا أن الاستقالة جاءت غامضة ولم توضح أسبابها، وهو ما دعا البعض للقول إن الببلاوي فضل تقديم استقالته بعدما ترددت أنباء كثيرة عن عزم الرئيس المؤقت عدلي منصور إقالته والاستغناء عن خدماته، وأن تقديم الاستقالة جاء بالاتفاق بين الطرفين رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية حفظا لماء الوجه وحرص على المصلحة العامة.

لكن الكاتب محمد العدل عضو التيار الشعبي قال إن استقالة الببلاوي غامضة ولم يوضح أسباب الاستقالة، وكان يجب عليه أن يخرج على الشعب بأسباب واضحة، بدلا من ذلك البيان الغاضب الذي أعلنه، مشيرا إلى أن الفترة الماضية شهدت العديد من الاحتجاجات والمطالب العمالية سواء في مجال الطب أو النقل العام أو الغزل والنسيج أو مصلحة الضرائب، وغيرها من الجهات الحكومية وهو ما يثبت فشل حكومة الببلاوي في تحقيق مطالب هؤلاء العمال، وهو ما يؤكده الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية موضحا أن الكلام لا يصح أن يشمل جميع الوزراء في حكومة الببلاوي فهناك وزراء متميزون لكن المنظومة العامة كانت خاطئة.

بينما يرى حسين عبدالرزاق عضو المكتب السياسي لحزب التجمع أن الببلاوي فضل الهروب من المركب، لكي لا يقال عنه أنه فاشل، ولم ينجح في تحقيق أي من مطالب الثورة، مشيرا إلى أن الببلاوي حاول أن يرمى بالفشل على عدم استقرار البلاد ووجود عوامل خارجية و سياسية و اقتصادية حالت دون تحقيق اهداف الحكومة.

أما محمد أبوحامد عضو مجلس الشعب السابق فقال إن الببلاوي تأخر كثيرا في تقديم استقالته، فهو من الأساس لم يكن يستحق أن يكون رئيس وزراء مصر، ووصف بيانه المقتضب بالملئ بالمغالطات والحقائق المقلوبة، مشيرا إلى أن الببلاوي كان ضعيفا وفاشلا في إدارة أي أزمة تتعرض لها مصر.

ورحب رئيس حزب الوفد السيد البدوى باستقالة الببلاوي، وقال: لم يتعامل جيدا مع المطالب والوقفات الاحتجاجية التي شهدتها فترة رئاسته للحكومة، وأن قراره جاء في وقته حتى لا تزيد تلك الوقفات.

بينما قالت حركة تمرد في بيان لها  أن حكومة الببلاوى لم تنجز أى شىء على أرض الواقع كما كان منتظرا منها بعد 30 يونيو وقد يرجع ذلك إلى الفترة الصعبة التى تعرضت لها البلاد، لكن هناك بعض الوزارء قاموا خلال هذه الفترة الوجيزة بإنجاز أعمال تفيد صالح الوطن.

جدير بالذكر أن استقالة الببلاوي تعني أن المشير عبدالفتاح السيسي لم يعد وزيرا للدفاع، وهو ما يرجح إعلان موقفه بالترشح لرئاسة الجمهورية خلال أيام.