تشهد ليبيا حالة من الغضب بسبب مسلسل دراجنوف الذي تبثه القناة الحكومية ، وتضمنت صفحات التواصل الإجتماعي إنتقادات للعمل وأخبارا عن دعم قوى الإسلام السياسي ومنها الجماعة المقاتلة وجماعة الإخوان للمسلسل ، كما تم بعث صفحات خاصة تدعو الى إيقاف بث المسلسل التي تتهمه بالإساءة الى سمعة المرأة الليبية ، وقالت مصادر من داخل مجلس المدن والقبائل الليبية  أن « المسلسل يحمل إستفرازات لمشاعر الليبيين ، ومن شأنه أن يضرب كل محاولات المصالحة الوطنية » مضيفة « أن أبناء القبائل الليبية يجدون في هذا العمل الدرامي محاولة للمساس من قيمهم الإجتماعية والإخلاقية وضربا للروابط المجتمعية في البلاد 

وكتب الإعلامي  عريش سعيد « نأسف لدراما تزيد الشقاق في المجتمع وتدفع الى مزيد الحقد والخلاق في وقت نحن أحوج ما نكون فيه الى الوئام والتسانح من أجل ليبيا الإستقرار والأزدهار » 

وهدد لواء ورشفانة العسكري الليبي بإستهداف أسرة مسلسل « دراجنوف » المثير للجدل ،وقال اللواء في بيان « بعد تقاعس الحكومة واالاجهزة الرقابية عن ايقاف بث المسلسل الاخوانى الخليع ( دراجنوف) يعلن لواء ورشفانة العسكرى انه سوف يستهدف كل من شارك او ساهم او أنتج هذا المسلسل الذى يمس سمعة المراءة الليبية العفيفة والاخلاق الليبية الحميدة و يساهم فى تعميق جراح الوطن وضرب اللحمة الوطنية وتفكيك النسيج الاجتماعى » .

كما أهاب لواء ورشفانة العسكرى من سماههم ب«الليبين الاحرار »  بملاحقة « المسؤولين عن هذا المسلسل المشبوه » . وأضاف مناديا « يا أبناء ليبيا : أين انتم من غيرة ابائكم واجدادكم ؟ ها قد تفنن البعض في إذلال الليبيين عبر عملائهم المتأسلمين » في إشارة الى جماعة الإخوان المسلمين الليبية 

ويتحدث المسلسل عن الفساد الإخلاقي في زمن النظام السابق حيث تستدرج الطالبات لممارسة الدعارة بمبالغ مالية مهمة ، ويرى المراقبون أن هذه المشاهد بقدر ما برأت رموز النظام السابق من تهمة إغتصاب الفتيات عنوة ، أكدت على أن المجتمع الليبي مثله كمثل بقية المجتمعات يعاني من إنتشار تجارة الجسد ،وهو ما يحاول الليبيون التبرؤ منه  وإعتباره حكرا على الدول المجاورة 

وقال الأسعد زهيو الناطق الرسمي بإسم الحركة  الوطنية الشعبية الليبية المعارضة ، القريبة من النظام السابق « ان ما دعاني لتسليط الضوء على هذا العمل هو انحطاط الاخلاق وضياع القيم وتصوير المجتمع الليبي بالمجتمع المنهار اخلاقيا والمتفكك اجتماعيا وتصوير الفتاة اليبيية على انها سلعة رخيصة في متناول الجميع وان الانحلال والضياع هي السمة الابرز في تكوينها، رغم ان الليبيين قبل غيرهم يعرفون جيدا ان هذه مغالطة كبيرة وغير صحيحة وان السمة الابرز للفتاة الليبية كانت الحشمة والاحترام والالتزام بتعاليم الدين والإخلاق » مضيفا « وهذا لا ينفي وجود حالات شاذة في المجتمع الليبي، ولعل ما يؤكد هذا الموقف  انهم لم يجدوا من تقوم بهذه الادوار من الليبييات حتى على سبيل التمثيل وان أغلب الفتيات الممثلات في هذا العمل هم من الشقيقة تونس وهذا لا يسيئ لتونس كبلد عربي اسلامي  »

بالمقابل قال مؤلف المسلسل  سراج هويدي أن « دراجانوف » عمل درامي «  يتناول حياة مجموعة من العائلات الليبية المتباينة في المستوى الاجتماعي والثقافي ليرصد الفجوة التي حدثت في المجتمع بعد سقوط النظام السابق. ورغم مرور أكثر من عامين على الحرب مازالت الأوضاع هشة وحكومتها ضعيفة وجيشها غير قادر على السيطرة على مناطق شاسعة من أراضي البلاد حيث تتقاتل ميليشيات من أجل فرض سيطرتها على المناطق التي تنشط فيها للحفاظ على نفوذها العسكري والمالي والسياسي » مشيرا الى « إن مسلسل دراجنوف، تجربة ثرية دراميا وأنه يعتقد أنها ستغير كثيرا في المشهد الفني الليبي لما تحمله من جرأة ومن إسقاط مباشر على أحوال المواطنين وتأثرهم بتداعيات الثورة"، مضيفا: انه يركز على دمج التفاصيل السياسية والاجتماعية لإبراز الفجوة التي حدثت في العلاقات الاجتماعية إبان الثورة الليبية والخلافات والصراعات القبلية في ليبيا » .ويحمل المسلسل إسم نوع من الرشاشات الروسية التي تظهر بكثرة في العمل تأكيدا على ظاهرة إنتشار السلاح في المجتمع الليبي 

ومسلسل دارجانوف من تأليف سراج هويدي وإخراج أسامة رزق وبطولة  محمد عثمان ، نادر اللولبي ، واصف الخويلدي ، رمضان المزداوي ، جميلة خويلدي ، عصام الزنتاني ، مهند البحيري ، أسامة الباهي ، محمد يحيى ، غزلان منير  عبد الرزاق أبو رونية ، سالمة بن زروق ، نجاة التريكي ، أنصاف محمود ، فاطمة الزهراء   ابتهاج عمر ، محمد بن نيس ، علي الشاوش  منيرة بالروين ، إضافة عدد من الممثلين التونسيين :  هشام رستم ، هناء الفهري ، سهير بن عمارة ، ذكرى السبوعي