أعلنت رئاسة جمهورية جنوب السودان تسلمها دعوة الحكومة السودانية بخصوص زيارة الرئيس سلفا كير ميارديت إلى الخرطوم، غدا (السبت)، لبحث الملفات العالقة بين البلدين، في ظل اتهامات متبادلة بينهما بدعم متمردي طرف ضد الآخر.

ونفى المتحدث باسم كير دعم حكومته للمتمردين في السودان، ردا على اتهامات من الخرطوم على لسان وزير خارجيتها علي كرتي، بينما أكدت جوبا أن قواتها أنزلت هزيمة كبيرة بقوات نائب الرئيس السابق رياك مشار في مدينة بانتيو، عاصمة ولاية الوحدة الغنية بالنفط، وقالت إن المتمردين عادوا إلى الأراضي السودانية.

وقال اتينج ويك المتحدث الصحافي باسم رئيس جنوب السودان، إن رئاسة الجمهورية في جوبا تسلمت دعوة الرئاسة السودانية، أمس، وإن الرئيس سلفا كير سيتوجه إلى الخرطوم في زيارة تستغرق يوما واحدا، وأضاف أن كير سيبحث القضايا العالقة مع نظيره السوداني عمر البشير بخصوص تنفيذ اتفاقية التعاون المشترك بين البلدين، نافيا تقديم بلاده دعما إلى متمردي الحركة الشعبية في الشمال، أو إلى أي حركات أخرى، وقال بهذا الخصوص: «ليست لدينا أي علاقات مع حركات التمرد، ومصالحنا أكبر من أن نقوم بتقديم دعم للمتمردين»، مشيرا إلى أن حكومة بلاده لم توجه اتهامات إلى الخرطوم رغم استقبالها الكبير لزعيم المتمردين نائب الرئيس السابق رياك مشار قبل أشهر.

وأشار وزير الخارجية السوداني علي كرتي، أمس، إلى وجود شكوك من جانب حكومته بأن جوبا ما زالت تقدم الدعم إلى الجماعات المتمردة في جنوب كردفان، وقال إن «لقاء رئيس بلاده مع نظيره سلفا كير سيبحث الأوضاع في دولة جنوب السودان التي تشهد هي الأخرى حربا داخلية»، نافيا أن تكون أسباب تأجيل الزيارة سابقا انطلاقا من موقف سياسي، وجدد اتهام بلاده لجوبا بدعم حركات التمرد في جنوب كردفان، وقال إن الخرطوم ظلت تناشد حكومة جوبا منع متمردي الحركات المسلحة من الوجود داخل أراضيها، أو الاستفادة من أي إمدادات.

وأكد كرتي أن تنفيذ اتفاقيات التعاون المشترك الذي وقعه البلدان في سبتمبر (أيلول) 2012 يُعد أبرز الملفات التي سيتم تناولها خلال لقاء الزعيمين، إلى جانب الأوضاع في جنوب السودان، وكشف عن تحرك مشترك يقوده مع نظيره وزير الخارجية الجنوبي برنابا مريال بنجامين لإعفاء ديون السودان، غير أنه أشار إلى أن العقوبات التي تفرضها واشنطن على بلاده تعيق تلك المساعي.

إلى ذلك، قال فيليب أقوير المتحدث باسم جيش جنوب السودان، إن قواته أنزلت هزيمة كبيرة بقوات التمرد، بزعامة نائب الرئيس السابق رياك مشار في مدينتي ربكونا وبانتيو، مشيرا إلى أن من تبقى من قوات مشار فر إلى داخل الأراضي السودانية، وأكد أن قواته تقوم بعملية تمشيط واسعة وحصر للخسائر.

وانتقد أقوير بعثة الأمم المتحدة في بلاده، وعدها أنها منحازة ولا تنقل الحقائق على الأرض، وقال إن تقارير الأمم المتحدة طوال فترة الحرب الأهلية ظلت منحازة ولا تعبر عن الحقائق الواضحة، وأضاف أن «تقريرها الأخير حول المعارك في بانتيو يُعد أكبر دليل على عدم حياد الأمم المتحدة».

*نقلا عن الشرق الأوسط