كشفت صحيفة "لافانغوارديا" الإسبانية، أن من أسباب نجاح داعش، في زيادة عدد السكان في المناطق التي يُسيطر عليها في سوريا والعراق، تتمثل في "شراء المستوطنين" القادمين من مختلف أنحاء العالم، خاصة من أوروبا، وفق ما قالت الصحيفة نقلاً عن تقارير مخابرات دول أوروبية عديدة، مثل المخابرات الإسبانية وإدارة الضرائب الوطنية في إسبانيا، التي تستعد لاستغلال هذا العنصر خدمة لخطط مكافحة داعش في إسبانيا وفي أوروبا بشكل أعم.

الانضمام إلى داعش مغامرة يسهل دخولها لكن الخروج منها فمسألة مختلفة تماماً
 وقالت الصحيفة إن المعطيات التي توفرت للمعنيين بمتابعة ظاهرة انتقال أشخاص وعائلات كاملة للحاق بداعش في سوريا، كشفت أن أحد أبرز أسبابها، ليس فقط القرب الإيديولوجي من التنظيم والرغبة في التطوع في صفوفه، بل وأيضاً العائد المالي المشجع الذي يعد حافزاً مغرياً في هذه الأوقات الصعبة اقتصادياً في أوروبا.

شراء السكان
 وأوضحت الصحيفة نقلاً عن الدوائر المعنية أن المكافآت المالية المرتفعة تُمثل أحد أبرز مراحل استقطاب الملتحقين بداعش القادمين من أوروبا، على عكس باقي الجنسيات.

وأضافت لافانغوارديا، أن الدعم المالي للعائلات الذي يرتفع إلى مستويات مثيرة أحياناً، يُلخص فكرة التنظيم القائمة على أن التوسع المطلوب للتنظيم، لا يمكن أن يكتفي بالمقاتلين والمسلحين، بل يجب أن يتحول إلى حقيقة ديموغرافية على الأرض التي يسيطر عليه التنظيم، في انتظار اكتساح أراضٍ أخرى جديدة.

وأكدت الصحيفة "هذه السياسة الشاذة التي يتحرك التنظيم على أساسها، بتوظيف الديموغرافيا، هي في الواقع أحد المجالات الأكثر دلالة على تميز داعش عن غيره من التنظيمات الإرهابية، قديماً وحديثاً، وسابقة لم يفكر فيها أي تنظيم مماثل في المنطقة أو خارجها".

نساء من كل الأعمار
 ونقلت الصحيفة أيضاً "من مجرد مجموعات صغيرة لاتتجاوز في أفضل الحالات بضع أنفار، كانت تدفع ثمن التحول من مواردها الذاتية، إلى مجاهل أفغانستان، أو صحارى الساحل في أفريقيا، لدعم القاعدة، أصبح الأمر اليوم بتعلق بمئات المقاتلين الذين يسافرون مع عائلاتهم إلى أرض التنظيم الذي يتكفل بكلفة السفر والتنقل والإقامة" أما الجديد المثير في تنظيم داعش في هذا الخصوص، فيتمثل في تسفير ليس فقط الرجال بل خاصة العشرات من النساء، نساء متزوجات وغير متزوجات شابات أو مطلقات من كل الأعمار يسافرن منفردات وأحياناً أخرى مع إطفالهن، إن لم يكن مع كامل عائلاتهن".

وتضيف الصحيفة، أن السلطات الإسبانية، توظف اليوم مصالح الضرائب لدعم جهود مكافحة الإرهاب، وذلك بملاحقة الذين يفكرون في السفر إلى سوريا أو يمولونه، بتهمة التهرب من التصريح بهذه المبالغ التي تصل إلى مستويات مثيرة في أحيان كثيرة.

ضرائب ضد الإرهاب
 أما الذين يعودون من أرض داعش، فهم وعلى قلة أعدادهم حسب الصحيفة، فإنهم سيجدون أنفسهم تحت طائلة القانون وملاحقة الضرائب.
وأضافت الصحيفة نقلاً عن سلطة الضرائب الإسبانية، أن السلطات تسعى لاستغلال هذا المعطي، التعاون مع دوائر مكافحة الإرهاب، مقابل وقف الملاحقة الضريبية، بما أن المواطنين الإسبان العائدين بلاد داعش، خرقوا القانون الضريبي الصارم في إسبانيا، وأهملوا التصريح بممتلكاتهم قبل السفر، وأثناء إقامتهم في أرض داعش، وما ملكوه فيها أو حققوه من مكاسب، وما حولوه إلى بلادهم لاستقطاب عناصر جديدة، أو حُول لفائدتهم أثناء رحلاتهم الداعشية من إسبانيا.

وأضافت الصحيفة "رغم تواضع عدد العائدين إلى الوطن، فإن هذا السلاح الجديد يعد أحدث الوسائل الموظفة في أوروبا لضرب داعش"، لافتة إلى أن "قلة العدد لا تعني اقتناع المسافرين بضرورة البقاء في أرض داعش، بل على العكس من ذلك، فعدد الذين يسعون للإفلات من فخ داعش في تزايد، ولكن "داعش مغامرة يسهل دخولها، الخروج منها فمسألة مختلفة تماماً".

*موقع 24