أكدت سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا، خوسيه ساباديل، أن ما يقصده الاتحاد من مساعدة ليبيا في مراقبة حدودها، ليس نهج سياسات القطع والفصل بين دول الجوار، بل خلق صيرورة حيوية تتحول فيها الحدود إلى رمز للربط والجمع.

جاء ذلك خلال لقاء النائب بالمجلس الرئاسي موسي الكوني اليوم الثلاثاء مع سفير الاتحاد الاوربي لدى ليبيا، ورئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة الحدود – يوبام،  نتالينا سيا.

وبين سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا أن أهداف "مؤتمر التعاون عبر الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل"، إنما تذهب إلى بلورة الاحتياجات الأساسية التي ستساهم في خلق هذه الصيرورة. وتحديد طبيعة البرامج التنموية على أطراف الحدود المشتركة، التي من شأنها أن تقود للاستقرار في المناطق الجهوية وفي المنطقة بشكل عام وأكد أن الاتحاد يتعهد بمساندتها ودعم تحققها. وبلورة الأشكال الممكنة للتعاون التقني بين حكومات ليبيا وحكومات بلدان الساحل الخمسة "النيجر وتشاد ومالي وموريتانيا وبوركينا فاسو"، بالخصوص.

وتسلم الكوني خلال اللقاء دعوة رسمية من الاتحاد الاوربي لترأس "مؤتمر التعاون عبر الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل"، الذي من المزمع عقده خلال نوفمبر القادم بالعاصمة التونسية وهو المؤتمر الإقليمي الأول من نوعه، لتكثيف التعاون بين دول المنطقة لمراقبة الحدود ومكافحة الجريمة العابرة للحدود والهجرة غير الشرعية.

وأشارت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة الحدود، التي طرحت مبادرة الاتحاد الاوروبي بالخصوص، إلى الجهد النموذجي الذي قام به النائب موسي الكوني عبر زياراته الواسعة لدول الجوار الليبي، بحثا عن حلول ناجعة لمختلف الاشكاليات التي تهدد استقرار الجنوب الليبي ومناطق الجوار، والانتهاء لطرح مشروعه الاستراتيجي باتجاه الحلول الممكنة في هذا الاتجاه في العاصمة الاوروبية بروكسل، واعتبرت أن ذلك يؤكد على أهمية التعاون الإقليمي المشترك، وتفعيل الاتفاقيات السابقة بين دول الجوار. وأن الحل الجذري لمختلف الإشكاليات التي تهدد الأمن الليبي والأفريقي وبالتالي الدولي، إنما يتأتى عن حل تكاملي؛ دولي وإقليمي ومحلي، تلعب فيه ليبيا دورًا محوريًا قد الهم التفكير الأوروبي في هذا الصدد.

وشددت رئيسة بعثة الاتحاد الأوروبي للمساعدة في إدارة الحدود، على أن الاستراتجية الاوروبية، استجابت لأطروحات النائب الكوني، وتوجهت نحو الأخذ في الاعتبار بأهمية وضرورة تطوير البعد الإقليمي للنظر في أمور المنطقة، وتعزيز الحوار والتعاون عبر الحدود بين دول الساحل وليبيا. بالإضافة إلى نهج سياسات أكثر شمولية وسياقية لمعالجة عدم الاستقرار الإقليمي، ومكافحة الهجرة غير الشرعية أو الإرهاب. وأن هذا المؤتمر الذي يرجو  الاتحاد الاوربي أن يقبل الكوني ترأسه، سيهدف لإيجاد آليات عملية لتحقيق هذه النظرة الاستراتجية المُلهمة

وبالاشارة إلى الاتفاقية الرباعية لعام 2018 لمكافحة الإرهاب والإتجار غير المشروع والتهريب التي وقعتها ليبيا والنيجر وتشاد، أوضحت نتالينا سيا أن تعزيز التعاون عبر الحدود يهدف بالفعل إلى منع ومكافحة الجرائم العابرة للحدود وتفريغ متابع الإرهاب، من أجل توطيد السلام والأمن والتنمية في المنطقة .

وشدد الكوني على أنه من شأن تعزيز التعاون الإقليمي عبر الحدود بين ليبيا ومنطقة الساحل دعم الجهود الوطنية لتحقيق الاستقرار في الجنوب الليبي، ومكافحة الإرهاب والجرائم الحدودية وأشار إلى أن بعد عواصم الساحل عن مراكز الشمال، كما بعد الجنوب الليبي عن مركز السلطة المركزية، قد ترك هذه المناطق الحدودية ساحة لمختلف أشكال الإجرام العابر للحدود وأوضح إنه من المهم والضروري أن يتحول التفكير المشترك في الحلول إلى تطبيق فعلي علي الارض، رغم التحديات وصعوبة الظروف التي تشهدها المنطقة.

وأكد النائب على أهمية العودة إلى نظام المحافظات السابق في ليبيا، الذي كان ينظم جغرافية البلد إلى محافظات، منها اثنان في الجنوب. حيث سيساهم نظام اللامركزية في الحكم والعودة لنظام المحافظات السابق، في قطع الطريق أمام مختلف التهديدات التي يعاني منها الجنوب الليبي الآن. فمن شان نظام المحافظات أن يسمح بتغذية الأطرف بميزانياتها الخاصة، وتوزيع الثروة الوطنية وفق ذلك بشكل عادل، يتيح سرعة الاستجابة لانتظارات الناس في مختلف المناطق.

وهذا سيساهم في قطع دابر كافة الأنشطة غير المشروعة، ويجذر الأسس الثابتة لبناء الدولة وتحقيق الاستقرار.