قال سفير إثيوبيا لدى الأمم المتحدة تاي أتسكي سيلاسي أمدي يوم أمس الثلاثاء إن الحكومة الإثيوبية تتوقع أن تغادر القوات الإريترية إقليم تيغراي "قريبا بالتأكيد"، وذلك بعد أن أبلغ مسؤول كبير بالمنظمة الدولية مجلس الأمن بأن جنود إريتريا يستخدمون التجويع سلاحا في الحرب.

وقال مسؤول المساعدات بالأمم المتحدة المنتهية ولايته مارك لوكوك لمجلس الأمن المكون من 15 دولة في إفادة خاصة إنه "ينبغي ألا يُفاجأ أحد بأن يرى تكرارا" لمجاعة 1984 المدمرة إذا لم يتوقف العنف في تيغراي ولم تنسحب القوات الإريترية.

ونقل دبلوماسيون حضروا الاجتماع عن لوكوك قوله للمجلس "يُستخدم الاغتصاب على نحو ممنهج لإرهاب النساء والفتيات والتنكيل بهن. الجنود الإريتريون يستخدمون التجويع سلاحا في الحرب. النازحون يُحتجزون ويُضربون ويُهددون".

ولم ترد بعثة إريتريا بالأمم المتحدة بعد على طلب للتعليق على مزاعم لوكوك. وقالت إريتريا في أبريل نيسان إنها وافقت على بدء سحب قواتها من تيغراي.

وقال السفير الإثيوبي أمدي، والذي شارك في مباحثات مجلس الأمن، إن انسحاب القوات الإريترية "يتعلق بتسوية بعض القضايا الفنية والإجرائية".

وأضاف "نتوقع أن تغادر قريبا بالتأكيد".

وأطلع لوكوك مجلس الأمن على الوضع في تيغراي بعد أن كشف تحليل أجرته وكالات تابعة للأمم المتحدة وجماعات إغاثة قبل أيام فقط أن أكثر من 35 ألفا في تيغراي يعيشون وضع المجاعة، وذلك في أسوأ أزمة غذاء في عشر سنوات.

ورفضت الحكومة الإثيوبية التحليل. وقال أمدي أيضا إن الحكومة الإثيوبية أتاحت الوصول إلى تيغراي دون قيود وإنها ممتنة لوصول المساعدات الإنسانية الدولية.

واجتماع الثلاثاء غير الرسمي الذي طلبته أيرلندا هو سادس لقاء يبحث فيه المجلس الأزمة منذ تفجر القتال في نوفمبر تشرين الثاني بين قوات الحكومة الاتحادية الإثيوبية والحزب الحاكم السابق في تيغراي. ودخلت القوات الإريترية الصراع لدعم الحكومة الإثيوبية.

وقالت سفيرة أيرلندا لدى الأمم المتحدة جيرالدين بيرن ناسون في بيان "جميع الأدلة تشير الآن إلى وقوع كارثة إنسانية... الناس في تيغراي يتضورون جوعا ولا يمكننا التأخر .. علينا أن نضمن عدم خسارة المزيد من الأرواح".

وأضافت أمدي إن الوضع في تيغراي لا يستدعي اهتمام مجلس الأمن.

وأدت أعمال العنف في تيغراي إلى مقتل آلاف المدنيين وأجبرت أكثر من مليوني شخص على ترك منازلهم في الإقليم الجبلي. وأصدر مجلس الأمن في أبريل نيسان بيانا عبر فيه عن القلق إزاء الوضع الإنساني هناك.

وقالت سفيرة بريطانيا لدى الأمم المتحدة باربرا وودوارد للصحفيين بعد إفادة يوم الثلاثاء "ليس الجفاف أو الجراد هو سبب هذا الجوع ولكن قرارات من هم في السلطة. وهذا يعني أن من هم في السلطة يمكنهم أيضا إنهاء المعاناة".