أظهرت عمليات المراقبة التي نفذها المسبار الأمريكي نيو هورايزنز للكوكب القزم بلوتو وجود تنوع كبير في الألوان على سطح هذا الجرم الواقع على أطراف المجموعة الشمسية.

وبحسب دارسة نشرت في مجلة "نيتشر"، فإن أعمال الرصد التي قام بها المسبار التابع لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) كشفت وجود تنوع في الألوان، من الأحمر في المناطق الاستوائية القاتمة إلى الأزرق في المناطق القطبية الزاهية.

وهذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تنشر منذ اقتراب المسبار نيوهورايزنز إلى جوار بلوتو في الرابع عشر من يوليو (تموز) الماضي، والتقاطه كمية كبيرة من الصور والبيانات العلمية التي يعمل العلماء على تحليلها تباعاً وإصدار النتائج.

ولمعرفة ما إن كان اختلاف الألوان على سطح بلوتو سببه اختلاف تكوين المناطق على سطحه، حلل العلماء المعطيات التي رصدها جهاز لقياس الطيف الضوئي يتيح تصنيف المناطق على سطح الكوكب القزم وأقماره الخمسة بحسب تكوين تربتها أو صخورها أو جليدها.

فالميثان وأول اكسيد الكربون والآزوت (نيتروجين) وجليد المياه وعناصر أخرى منها المواد العضوية، تمتص أشعة الشمس القريبة من الأشعة تحت الحمراء، الأمر الذي يتيح للجهاز أن يرصدها.

وتبيّن أن المناطق الواقعة قرب القطب تحتوي على جليد الميثان وأول أكسيد الكربون، وهذا ما يفسر لونها الازرق الزاهي. أما في المناطق الاستوائية، حيث لا يوجد أثر للمواد الموجودة في القطب، فان اللون الاحمر هو الطاغي، مشيراً إلى وجود مواد عضوية يطلق عليها اسم "تولين" تتكون من تعرض مزيج من الميتان والنيتروجين وأول اكسيد الكربون للاشعاعات.

وتأتي هذه الخلاصات بعد أيام على إعلان وكالة الفضاء الأمريكية أن جهاز قياس الطيف الضوئي الموجود في نيوهورايزنز رصد وجود عدد كبير من المساحات الصغيرة المكونة من جليد المياه على سطح بلوتو وأن سماء هذا الكوكب القزم زرقاء على غرار سماء كوكب الارض.