في أعقاب إعلان وزارة الموارد المائية المصرية عن وصول مفاوضات سد النهضة إلى طريق مسدود، تصاعدت وتيرة الخلاف حول هذه القضية الشائكة؛ بين القاهرة من جانب وأديس أبابا من جانب آخر.

وعكست تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الأخيرة، التي جاءت عبر حسابه الرسمي على موقع «تويتر» تصاعد الأزمة؛ حيث أكد السيسي إن «الدولة المصرية بكل مؤسساتها ملتزمة بحماية الحقوق المائية المصرية في مياه النيل»، في حين قد أثار الرئيس المصري القضية للمرة الأولى في خطابه الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعدما فشلت جولة المفاوضات التي استضافتها القاهرة في 15 سبتمبر الماضي.

في السياق ذاته، وعقب انتهاء اجتماع وزراء الري المصري والسوداني والإثيوبي، الأخير، جاءت تصريحات وزير الري السوداني، ياسر عباس، لتكشف غموضاً في الموقف السوداني، في حين أكد الوزير السوداني، عدم التوافق على دخول طرف رابع مفاوضات سد النهضة، وهو الأمر الذي دعت إليه القاهرة في وقت سابق.

وعن مآلات القضية، يقول د.عطية عيسوي خبير الشؤون الإفريقية "أعتقد أن حل الأزمة لن يخرج عن مسارين؛ الأول تحديد جلسة مفاوضات جديدة بموعد ومكان محددين، لعل إثيوبيا تكون قد غيّرت من تعنتها، وأيضاً تكون مصر خلال هذه المدة قد راجعت موقفها وقامت بدراسة ما يمكن أن تُضطر للتنازل عنه، من أجل الالتقاء في منتصف الطريق".

أما المسار الآخر، فهو مسار الوسيط، وهو إجراء متفق عليه في اتفاق المبادئ الموقع في 2015، كإجراء ثالث: الإجراء الأول هو التشاور بين البلدان الثلاثة، ثم التفاوض، وإن لم ينجح التفاوض يمكن اللجوء إلى وسيط، بعد الاتفاق على ذلك، ولا يمكن لطرف منفرد أن يفرض مسألة اللجوء إلى وسيط.

ولفت عيسوي، إلى إمكانية أن يُبدي طرف رابع رغبته في الوساطة، وهو الدور الذي يمكن أن تقوم به الولايات المتحدة الأمريكية، حيث يمكنها استخدام نفوذها لكي تقبل إثيوبيا بالوساطة، ثم يدرس الوسيط الأمريكي مطالب الطرفين، ويقترح حلاً وسطاً يُلبي الحد الأدنى من مطالب كل طرف، وفي هذه الحالة لن تستطيع إثيوبيا الرفض، ومن هنا يأتي ترحيب الناطق باسم رئاسة الجمهورية المصرية بتصريحات الناطقة باسم البيت الأبيض، التي دعت خلالها الأطراف الثلاثة إلى بذل جهود حسنة النية للتوصل لاتفاق مستدام يحقق تبادل المنفعة في التنمية الاقتصادية والازدهار.

وكشف خبير الشؤون الإفريقية عن إمكانية طلب مصر اجتماع لمجلس الأمن لتعيين وسيط أممي يساعد على الخروج من هذه الأزمة، لكن في الوقت ذاته يرجح عيسوي قوة الوساطة الأمريكية، التي ستكون أكثر فاعلية من وساطة الوسيط الأممي.