اتهم رئيس الحكومة الليبية المؤقتة السابق علي زيدان، أعضاء من حزب العدالة والبناء الليبي بتسهيل دخول أحد العناصر المشاركة في الحراك العنفي إلى ليبيا.في إشارة الى ربراعيم أبوبكر تنتوش القيادي السابق في تنظيم القاعدة بأفغانستان

وقال زيدان، في تصريح لقناة "ليبيا الأحرار": "إن أعضاء في حزب العدالة والبناء ، الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في ليبيا ، رافقوا البعثة الرسمية إلى جنوب أفريقيا لحضور المباراة النهائية للمنتخب الليبي لكرة القدم في بطولة أفريقيا للمحليين، وأنهم اصطحبوا خلال رحلة عودتهم إلى ليبيا شخصًا لا علاقة له بالبعثة، وأن هذا الشخص الذي أتوا به من جنوب أفريقيا يشارك في أعمال العنف حاليا "

غير أن معلومات زيدان تبدو قديمة بعض الشيء عندما ذكر أن تنتوش يوجد في درنة في حين أنه تحوّل منذ أواخر مارس الماضي الى طرابلس 

وكانت « بوابة افريقيا الاخبارية » أكدت الإربعاء الماضي  أن معسكر 27 غربي طرابلس ، والذي عرف بهذه الإسم نتيجة وجوده على النقطة الكليومترية 27 إنطلاقا من طرابلس في إتجاه الزاوية ، بات يخضع لقيادة أبو بكر تنتوش القيادي السلفي الجهادي المترتبط بتنظيم القاعدة 

وكانت الأمم المتحدة أدرجت إسم إبراهيم أبوبكر تنتوش ، في القائمة الموحدة للمنظمات والأشخاص المرتبطين بتنظيم القاعدة في 11 أكتوبر 2002 عملا بأحكام الفقرة 8 (ج) من القرار 1333 للعام  2000 كشخص مرتبط بتنظيم القاعدة أو أسامة بن لادن أو حركة طالبان "بسبب المشاركة في أعمال أو أنشطة يقوم بها بن لادن أو القاعدة أو جمعية إحياء التراث الإسلامي أو التخطيط لهذه الأعمال أو الأنشطة أو تيسير القيام بها والإعداد لها أو إرتكابها ،أو المشاركة في ذلك معهما أو بإسمهما أو بالنيابة عنهما أو دعما لهما" أو "توريد أسلحة وما يتصل بها من  معدات إليهما أو بيعها لهما أو نقلها إليهما " 

ويرتبط إسم تنتوش بلجنة المساعدة الأفغانية وجمعية إحياء التراث الإسلامي و الجماعة الإسلامية المقاتلة الليبية .

وكان تنتوش مديرا لمكتب جمعية إحياء التراث الإسلامي في بيشاور بباكستان ،وشغل أيضا منصب مدير لجنة المساعدة الأفغانية بالمدينة التي وفّر فيها تسهيلات لبن لادن ومرافقيه ، ونقل أموالا ورسائل من والى زعيم تنظيم القاعدة آنذالك ، 

وفي 20 ديسمبر 2000 أصدرت هيئة محلفين كبرى في الدائرة الجنوبية في نيويورك بالولايات المتحدة لائحة إتهام  ضد تنتوش وأربعة أشخاص آخرين مشتبه بهم بالتآمر بقيادة أسامة بن لادن لقتل مواطنين أمريكيين والإنخراط في أعمال غير مشروعة أخرى 

وأتهم تنتوش بالتورط في عمليتي تفجير سفارتي الولايات المتحدة في دار السلام ونيروبي في السابع من أغسطس2001 ، وفي العام ذاته فرّ صحبة أسرته من باكستان الى أيران ثم الى ماليزيا التي قضي بها فترة من الزمن ، حيث حصل على جواز سفر أفريقي مزوّر ، ثم تعرّض للإعتقال في حملة أمنية تلت عملية تفجير فندق الماريون بالعاصمة الأندونيسية جاكرتا ،وفي نوفمبر 2003 تم ترحيله الى جنوب افريقيا ، وفي جوهانسبورغ تقدم بطلب لجوء سياسي ما جعل السلطات المحلية تشتبه في أمره وتعتقله بعد أن إكتشفت أن جواز سفره كان مزورا .

وما أن علمت السلطات الليبية بنبإ إعتقاله ، حتى وجهت الى سلطات جنوب إفريقيا طلبا بتسلّمه بسبب تورطه في قضية سطو مسلح على منشأة للذهب والمعادن الثمينة في مدينة غريان العام 1985 وكذلك بسبب علاقاته بالجماعة المقاتلة ، غير أن سلطات جنوب إفريقيا إمتنعت عن تسليمه نظرا لأنها تمنع الإعدام في بلادها ورأت أن حياته قد تكون مهددة في ليبيا ، وبعد إحتجازه لمدة عشرة أعوام ، تدخلت السلطات الليبية الجديدة لدى سلطات جنوب افريقيا لإطلاق سراحه ،وهو ما تم فعلا ، حيث عاد يوم 3 فبراير الماضي الى طرابلس على متن طائرة كان مخصصة لنقل المنتخب الليبي لكرة القدم .

يذكر أن معسكر 27 كان مقرا للواء 32 معزّز بقيادة خميس القذافي ، ثم سيطرت عليه فيما بعد كتائب الثوار ،ودارت حوله مواجهات بين ميلشيات الزواية ومسلحي ورشفانة .