أرتفعت أصوات مقربة من تيار الاخوان المسلمين في موريتانيا، ضد زيارة وزير الثقافة المصري، الدكتور محمد صابر عرب، ووفد ثقافي مصري مرافق له إلى نواكشوط للمشاركة في احتفال مشترك مع الموريتانيين يوم الاحد بمناسبة مرور 50 عاما على افتتاح المركز القافي المصري في موريتانيا.

وأصدرت "المبادرة الطلابية لمناهضة الإختراق الصهيوني" المقربة من جناح الاخوان في موريتانيا، السبت بيانا شديد أللهجة، قالت فيه إن "النظام الموريتاني سيستقل وزير الثقافة في حكومة الإنقلاب (...) في مصر الكنانة والعروبة ومخرجه (...) خالد يوسف ، غير آبه بمشاعر الموريتانيين الذين وقفوا جميعا ومنذ اليوم الأول لهذا الانقلاب البشع مساندين للشرعية وحماتها والمدافعين عنها في شوارع مصر وأزقتها والذين قدموا في سبيل ذلك آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين."

وأضاف بيان الحركة الطلابية إنه "مما يثير الدهشة أن تنضم هيئات ومنظمات موريتانية (دار السينمائيين اتحاد المسرحيين الموريتانيين اتحاد الفنانين التشكيليين رابطة خريجي الجامعات المصرية) لتلك المهزلة وتبتلع الطعم بسهولة (...) وتستقبل من تلوثت أيديهم بدماء ألمصريين" على حد تعبيرها.

وقالت المبادرة المحسوبة على حزب "تواصل" جناح الاخوان في موريتانيا ، إنها "تفرض التراجع الفوري عن دعوة (...) خالد يوسف ووزير الثقافة محمد عرب." الذين وصفتهم بعبارات حادة مضيفة انها تحذر وزارة الثقافة الموريتانية من مغبة "التواطؤ" مع الحكومة المصرية. كما جاء في البيان.

كما عبر الاعلامي احمد ولد الوديعة، والقيادي في تيار الاخوان المسلمين عن معارضته لزيارة الوفد المصري وخصوصا المخرج خالد يوسف.

موريتانيون يرحبون بالوفد المصري ويستنكرون الاساءة عليه

في حين استنكر صحفيون ونشطاء قوميون ويساريون، الاساءة للوفد المصري، من خلال عشرات التدوينات على الفيسبوك، وقال الصحفي محفوظ ولد الجيلاني "إن الاساءة لوزير الثقافة المصري اساءة لموريتانيا بأكملها.."  داعيا الى "عدم الانجراف خلف احلام فلول الاخوان المسلمين المتباكين على اوهام ضاعت الى الابد." على حد تعبيره.

وأضاف انه يدعو الجميع الى "الوقوف في وجه الحرب المسخرة التي يجند لها التيار الاخواني نفسه ويعبيئ لها غلمانه مستغلا الصور المثيرة لدغدغة المشاعر والتاثير على العواطف... وذلك كله من اجل التحريض على وزير الثقافة المصري الذي يزور موريتانيا بلده الثاني.. علينا ان نقول لهم صراحة اننا لسنا معنيين بمشاكل ازمات وإخفاقات التيار الاخواني في مصر او غيرها من البلدان ولسنا معنيين بمشاكل السلطة والصراع عليها في اي بلد.. ما حدث ويحدث في مصر شان مصري اهل مصر ادرى به من غيرهم... ولن نرضى لأنفسنا ان نكون واجهة محلية للمخلوع مرسي او القرضاوي.. لانريد لموريتانيا ان تسيء لمصر فمن يسيء لضيفه انما يسيئ لنفسه."

كما قال الاعلامي والمدير بوزارة الاعلام الموريتانية عبد الله ولد حرمة الله مرحبا بالزيارة :" في كل حضارات العالم شيء من النيل؛ وفي كل مثقف موريتاني شيء من "المركز الثقافي العربي"، وفي شخصية كل موريتاني شيء من مصر؛ وفي قلوبنا جميعا، حب لاينفد لإبنة الحضارة، البكر؛ معا، نطفئ الشمعة الخمسين للتواصل والعطاء الثقافي، مع ضيوف أرض الكنانة على أهل شنقيط.. وليصدع الشعر، ويلمع الحبر، وتشرق الإبتسامة؛ وتزول أشباح الجهالة المقيتة." 

من جانبه علق الصحفي الشهير حبيب الله ولد احمد، على الموضوع قائلا: "مهما بلغ خلافنا مع السيسي أوتذمرنا من الإنقلابات فلا يمكن قبول موجة التهجم على السينمائي المصري خالد يوسف فهو قبل أن يكون وزيرا فى حكومة السيسي مواطن عربي مصري نحترمه ونكن له التقدير ونرحب به على أرضنا التى ترحب بكل شخص مهما كان بغض النظر عن لونه وجنسه وجنسيته..."

وأضاف ولد احمد:"متى كان الموريتانيون يتحاملون على ضيوفهم ويستقبلونهم بالسباب والشتائم قبل اللبن والتمر.. إذا كنا لا نرضى بإهانة مواطنينا والتحامل عليهم من طرف الآخرين فهل من الإنصاف أن نفعل ما نرفضه مع مواطنى الدول الأخرى خاصة مع المواطنين العرب الأفارقة المسلمين."

يذكر أن الدكتور محمد صابر عرب، وزير الثقافة، قد غادر القاهرة السبت على رأس وفد مصري كبير، متوجهًا إلى نواكشوط في زيارة لموريتانيا تستغرق 4 أيام، للمشاركة في أسبوع الثقافة المصري، الذي يقام بالعاصمة الموريتانية بمناسبة الاحتفال بمرور 50 عامًا على إنشاء المركز الثقافي المصري في نواكشوط.

ويتضمن برنامج الاحتفالية إلقاء كلمات من وزير الثقافة، وأحمد يعقوب، سفير مصر لدى موريتانيا، وخالد غريب، مدير المركز الثقافي المصري، كما يتضمن البرنامج افتتاح معرض للصور عن مصر، ويتم تكريم اسم الرئيس الموريتاني الراحل، المختار ولد دادة، والشاعر الموريتاني أحمد ولد عبد القادر، فضلًا عن عدد آخر من خريجي الجامعات المصرية، إلى جانب عرض فني لفرقة الموسيقى العربية.

ويضم الوفد المصري المخرج خالد يوسف، والفنانة جيهان فاضل، والسيناريست سيد فؤاد رئيس مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، والمخرج محمد علي، وكمال عبدالعزيز رئيس المركز القومي للسينما، ومسعد فودة نقيب السينمائيين.