تأتى زيارة وزير الخارجية المصري "نبيل فهمي" للجزائر التي بدأت الأحد وتستمر يومين في ظرف خاص جدا تعرفه الساحة المصرية على الخصوص وبعد عودة حذرة للعلاقات الباردة بين البلدين والتي تضررت كثيرا في قطاعات ومجالات عدة بعد أحداث كرة القدم وما تلاها عام 2009. و تجاهد السلطات المصرية الآن كسب ود الدول العربية بما فيها الجزائر ما استطاعت في مسعاها الرامي إلى إدراج  جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية بعد أن أبلغت جامعة الدول العربية بقرارها هذا على اعتبار أن الدول العربية موقعة على اتفاقية مشتركة لمكافحة الإرهاب. وقال "نبيل فهمي" لدى استقباله من قبل وزير الخارجية الجزائري بمطار الجزائر الدولي إن الزيارة لا تأتي في سياق هدف واحدٍ فقط في إشارة منه إلى هذه القضية بل تتعدى ذلك إلى التعاون الثنائي والتشاور بخصوص أزمة بجنوب السودان ومشكلة الحدود المضطربة أمنياً مع ليبيا والتي تهم الطرفين بالإضافة إلى مستجدات الوضع في سوريا وكذا قضية مكافحة الإرهاب ، والتي بالتطرق إليها يكون الجانبان لزاما مجددا أمام مربط الفرس بخصوص قضية جماعة الإخوان بمصر والتي يشبه سيناريو أحداثِها ما وقع عقب إلغاء المسار الانتخابي بالجزائر في يونيو 1992 بعد فوز جبهة الإنقاذ المحظورة بأغلبية مقاعد البرلمان وقتها وما تلا ذلك من أعمال عنف خاضت بسببها السلطات الجزائرية تجربة مريرة مع العمل الإسلامي المسلح.

وعلى اعتبار فعالية الجزائر مرحليا في الساحة الدولية والإفريقية على وجه أخص، تحاول القاهرة تجاوز موقف الإتحاد الإفريقي من التعاطي مع السلطات المصرية بحكم الاتفاقية الإفريقية التي تمنع الاعتراف بالحكومات  التي تأتي عقب الانقلابات العسكرية ، وتبقى الجزائر متحفظة في تصريحاتها بخصوص ذلك متجنبة الاحتكاك مع الطبقة الحزبية الإسلامية بها والتي رفضت أصلا قدوم نبيل فهمي لزيارة الجزائر من منطلق عدم الاعتراف بشرعية تنحية الرئيس المعزول محمد مرسى ومعه حركة الإخوان.