أعلن زعيم  حركة "أنصار الدين" المالية "إياد اغ غالي" أن معركته ضد فرنسا وحلفائها في إقليم أزواد مازالت مستمرة رغم ما يشاع عن تفكيك الحركة والقضاء عليها نهائيا من قبل الجيش الفرنسي.

وقال "إياد غالي" في شريط مصور نشرته مواقع جهادية اليوم"الاربعاء" واطلعت عليه "بوابة إفريقيا الإخبارية" انه يخوض حربا مفتوحة  في إقليم أزواد  رفقة من وصفهم بالمجاهدين ضد الجيش الفرنسي ويكبدونه  خسائر جسيمة بشكل يومي رغم التعتيم الإعلامي الذي تقوم به الدعاية الفرنسية .وأضاف الزعيم الطارقي أن حركته" أنصار الدين" مستعدة للاندماج مع كل الحركات الإسلامية في إقليم أزواد من اجل قيام دولة اسلامية تطبق شرع الله في ارض أزواد.

ويعتبر هذا الشريط الأول من نوعه لزعيم أنصار الدين الذي اختفى  عن الأنظار قبل أكثر من عامين إبان العملية الفرنسية "السيرفال" التي استهدفت الحركات الجهادية في الشمال المالي.

و ينحدر "أبو الفضل"، كما يكنيه أنصاره من قبيلة الطوارق ذات الزعامة التاريخية بإقليم "أزواد" وكان في شبابه شغوفًا بسباق الجِمال قبل أن يكبر فيصبح قائدًا قبليًّا ومن القلة الذين يستشارون حتى أطلقت عليه قبيلته اسم "أسد الصحراء".

وفي إطار الصراع التاريخي للطوارق في صحراء أزواد مع السلطة المركزية في مالي من أجل استقلال إقليم أزواد وتأسيس وطن قومي للطوارق، خاض "إياد" القتال ضد حكومة باماكو خلال الحرب الأهلية في تسعينيات القرن الماضي ضمن صفوف "الحركة الشعبية للأزواد" وكان وقتها قائدًا قوميًّا أقرب إلى الفكر اليساري.

وبوساطة جزائرية توقف القتال في منطقة "كيدال" ـ مسقط رأس إياد غالي ـ بين حكومة مالي والانفصاليين الطوارق أواخر عام 1992 وتم إدماج العشرات من مقاتلي الحركة الشعبية في الجيش المالي إلا أن غالي رفض أن يكون أحدهم فتم تعيينه قنصلاً عامًا في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

في أواسط العام 2011 أسس غالي حركة "أنصار الدين" وهي حركة تصف نفسها بأنها إسلامية سلفية، تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية وإعادة الاعتبار لمكانة علماء الدين فضلا عن مطالب محلية تتعلق بحرية وحقوق سكان أزواد.

وتشكلت غالبية الحركة من الطوارق لكن الطابع الإسلامي جلب لها أنصارًا من مختلف المكونات العرقية في المنطقة بل ومن دول الجوار. وفي نوفمبر عام 2011 دخلت الحركة في تنسيق مباشر مع "تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي" أشبه ما يكون بالتنسيق القائم بين حركة طالبان وتنظيم القاعدة في أفغانستان.