دخلت الاشتباكات بين الجيش والتشكيلات المسلحة في العاصمة طرابلس شهرها الثاني في ظل حصول الجماعات المسلحة بطرابلس على دعم مالي وعسكري من الدول الراعية لتيار الإخوان في ليبيا وفي مقدمتها قطر وتركيا.. ولمعرفة تأثير موقف هتان الدولدات على سير المعارك في طرابلس التقينا الأكاديمي والناشط السياسي د محمد زبيدة.

في أي سياق تتابع الاشتباكات المندلعة جنوب العاصمة طرابلس؟

اشتباكات طرابلس هي المرحلة الأخيرة من صراع الشعب مع المليشيات المسلحة إنها الفصل الأخير في مسرحية الدم التي بدأها حلف الناتو على ليبيا عام 2011 ثم ترك البلاد لجماعات إرهابية عاثت فيها فسادا ودمرتها وها هو الجيش يسعى لتخليصها من التطرف والإرهاب.

من يقاتل الجيش في طرابلس؟

يمكن تقسيم الجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش في طرابلس إلى 3 أقسام الأول تيار الإخوان والمندرجين تحته من تنظيمات متطرفة كالقاعدة وداعش وشورى بنغازي وغيرها من التنظيمات حيث أنه يوجد في العاصمة 500 مليشيا أما القسم الثاني فهي مليشيات برئاسة التشكيلات المسلحة بمصراتة والتي تقاتل للحفاظ على مكاسبها التي حصلت عليها منذ العام 2011 حيث أن المجلس الرئاسي والمصرف المركزي وغيرها من المؤسسات السيادية أصبحت تحت تصرفها فيما يتألف القسم الثالث من العصابات الإجرامية التي تمتهن النصب والنهب والسرقة والذئاب المنفردة التي تحمل السلاح للحصول على مكاسب غير مشروعة.

كيف تؤثر تركيا وقطر على حرب طرابلس؟

معركة طرابلس هي معركة البقاء أو الفناء للجماعات المتطرفة وكذلك للوجود التركي والقطري في ليبيا حيث أن أنقرة تدرك أن تخليص طرابلس من الإرهاب يعني انتهاء حلم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعودة الخلافة العثمانية كما يعني انتهاء حلم قطر بجعل ليبيا امتدادا لها لذلك فإنهم يقومون يوميا بضخ دماء جديدة لتغذية عروق الاخوان في ليبيا والتي بدأت تجف وينتهي مشروعها الذي يهدد الدول الأفريقية وشمال إفريقيا عمومافهذا المشروع هزم بفضل 30 يوليو 2013 في مصر وسينتهي تماما بفضل الجيش في ليبيا.

ولكن استماتة قطر وتركيا في المعركة تعني إطالة أمدها؟

الجيش سوف ينتصر حتما في معركة طرابلس ولو أراد إنهاء المعركة في أيام لفعل باقتحام المدينة واجتثاث الإرهاب منها إلا أنه يسعى لتجنيب المدنيين ويلات القتال كما لا يريد إثارة الرأي العام العالمي بأن الجيش يستهدف المناطق السكنية لذلك يعمل على استدراج الجماعات المتطرفة إلى مناطق غير آهلة بالسكان ثم يقوم باستهدافهاوعموما فإن الجيش يحاصر الجماعات المتطرفة في طرابلس وقد ترك منفذ في الشرق وآخر في الغرب لمن يريد الهرب ما عدى ذلك فإن الجماعات المسلحة محاصرة.

من يدير معركة الجماعات المسلحة في طرابلس؟

الذي يدير المعركة سياسيا هو وزير الداخلية بحكومة الوفاق فتحي باشاغا أما عسكريا فلا توجد إدارة مركزية للمعركة فكل فصيل مسلح يقاتل بالطريقة التي يراها مناسبة وبما يخدم مصالحه فيما يقتصر دور حكومة الوفاق على توزيع الأموال على التشكيلات المسلحة ليأخذ القادة نصيب الأسد ويتركون الفتات للمقاتلين.

بماذا تفسرون تزامن اشتباكات طرابلس مع عمليات إرهابية ينفذها تنظيم داعش في الجنوب؟

تنظيم داعش الذي ينفذ هذه العمليات في الجنوب متحالف مع التشكيلات المسلحة التي تقاتل في طرابلس فالجماعات المتطرفة المؤدلجة لا ترغب في وجود جيش وشرطة لأن هذا يتعارض مع عقيدتهم أما الجماعات المسلحة الخارجة عن القانون فلا تريد الجيش والشرطة لأنهما سيقومان بمحاسبتهم وقد استفادت حكومة الوفاق من هذا العداء لتحمي وجودها مقابل دفع المال لهذه التشكيلات المسلحة وعموما فإن العمليات التي تحدث في الجنوب هي عمليات بسيطة تحدث في أكثر الدول أمنا واستقرارا وقريبا سيتمكن الجيش من القضاء على هذه الذئاب المنفردة.

برأيك لماذا فشل مجلس الأمن عدة مرات في إصدار قرار بشأن ليبيا يوقف عمليات الجيش في طرابلس؟

لأن المجتمع الدولي أدرك أن ليبيا تحارب الإرهاب نيابة عن العالم ورغم ذلك فلا يجب أن ننسى أن حلف الناتو هو سبب دمار ليبيا وقد أشرف على أكبر عملية سطو مسلح في العالم حيث سرقت الأموال الليبية وتركت البلاد للجماعات المسلحة والمتطرفة.