تتهم بعض الأحزاب التي يتنافس مرشحوها على منصب الرئاسة في الانتخابات المقبلة، وسائل الإعلام بالتحيز أثناء التغطية الإخبارية الانتخابات.

وبينما تتهم أحزاب سياسية معارضة وسائل الإعلام الحكومية بتجاهلها في التغطية، يقول الحزب الحاكم إن وسائل الإعلام الخاصة "تتآمر" مع المعارضة.

وفي تصريح لوكالة الأناضول، قال "هاري كالابا" مدير الحملة الانتخابية لمرشح حزب "الجبهة الوطنية" الحاكم إدغار لونغو: "نفطن إلى المؤامرة الجارية بين بعض المؤسسات الإعلامية الخاصة والأحزاب السياسية المعارضة ضد مرشحنا".

واتهم الأحزاب السياسية المعارضة بأنها "تحاول أن تغرس في عقول الناخبين أن لونغو، رجل مريض، وسوف يموت أيضا أثناء توليه المنصب حال انتخابه رئيسا للبلاد".

وأضاف "كالابا": "هذه محاولة من جانب أحزاب المعارضة لاستغلال وسائل الإعلام الخاصة، لجعل الناخبين يتجنبون (إعطاء أصواتهم) لونغو".

ويتوجه الناخبون في زامبيا إلى صناديق الاقتراع يوم 20 يناير/ كانون الثاني الجاري (الثلاثاء المقبل)، لانتخاب رئيس جديد للبلاد بعد وفاة الرئيس مايكل ساتا في مستشفى بلندن أواخر أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي.

وعدد من يحق لهم الانتخاب خمسة ملايين، ومائة وستة وستون ألفا، وثمانية وثمانون ناخبًا مسجلًا في زامبيا، التي يبلغ عدد سكانها أكثر من 13 ملايين نسمة، وفقا لتعداد وطني، أجراه مكتب الإحصاء المركزي عام 2010.

ويختار الناخبون من بين 11 مرشحًا تقدموا بأوراق ترشيحهم ينتمون إلى مختلف الأحزاب السياسية، وفيما يلي بعض محطات في حياة متصدري السباق.

ونفى مدير الحملة تشخيص إصابة لونغو بمرض مميت في أي وقت مضى، قائلا: "لونغو الذي نعرفه، واخترناه مرشحا لنا لا يعاني أية أمراض".

ومضى قائلا: "على أية حال، إنه عمل من أعمال التمييز شن حملة إعلامية قوية ضد أحد الأشخاص على أساس تاريخه الطبي".

من جانبها، نفت إديث ناواكوي، رئيسة ومرشحة الرئاسة لحزب "المنتدى من أجل الديمقراطية" المعارض هذه الاتهامات.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قالت "ناواكوي" وهي وأول سيدة في زامبيا تنتخب لقيادة حزب سياسي: "لا صحة لما يقوله كالابا".

وأشارت إلى أنه بدلا من ضمان أن توفر وسائل الإعلام الحكومية تغطية حرة ونزيهة وغير متحيزة لكل من الحزب الحاكم، والأحزاب المعارضة وفقا لأحكام قواعد السلوك الانتخابي، تتصرف الحكومة والحزب الحاكم خلافا لذلك.

وأضافت "ناواكوي": "ندرك محاولات الحزب الحاكم للتدخل في عمل وسائل الإعلام الحكومية، لأن كل من مسؤولي الحكومة والحزب الحاكم لا يريدون أن تغطي الصحف الأنشطة المتعلقة بأحزاب المعارضة، وأولئك الذين لا يؤيدون النظام الحاكم الحالي".

وتابعت: "إذا كانت الحكومة، تحت تأثير الحزب الحاكم، لا تسمح لوسائل الإعلام الحكومية بتوفير التغطية الإخبارية للمعارضة، فالشيء المنطقي الوحيد الذي تقوم به المعارضة هو الحصول على تغطية من وسائل الإعلام الخاصة".

ولفتت إلى أن "الحزب الحاكم فعل الشيء نفسه عندما كان أكبر حزب سياسي معارض".

وتولى حزب "الجبهة الوطنية" الذي شكله الرئيس الراحل ساتا عام 2001، مقاليد السلطة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية عام 2011.

من جهته، اتهم ديبارك باتل، مدير الحملة الانتخابية لـ"الحزب المتحد للتنمية الوطنية" أكبر أحزاب المعارضة في البلاد، أيضا حكومة بانتهاك قواعد السلوك الانتخابي بشأن التغطية الإعلامية.

وقال في حديث لوكالة الأناضول: "نريد التأكيد على أن وسائل الإعلام الحكومية ليست ملكا لحزب الجبهة الوطنية (الحاكم)، ولكنها ملك للشعب".

واتهتم "باتل" وسائل الإعلام الحكومية بـ"التحيز" ضد الأحزاب السياسية المعارضة، لافتا إلى أنه "من حق الشعب تغطية حرة ونزيهة للأحداث السياسية".

وفي المقابل، نفى إعلاميون هذه الاتهامات بالانحياز سياسيا لصالح أو ضد حزب سياسي معين، حاكم أو معارضة.

وفي حديث لوكالة الأناضول، قال ريتشارد ساكالا، مدير تحرير صحيفة "نيشن" اليومية (مستقلة): "مهمتنا كصحفيين هي نشر الأخبار، ولذلك فمن المنطقي أن ينشر الصحفيون أي شيء ذو أهمية صحفية يأتي في طريقهم".

وأوضح "ساكالا" أنه في بعض الأحيان الأشياء التي يعتبرها الصحفيون ذات أهمية صحفية قد تسبب إزعاجا لبعض الناس.

وأشار إلى أن "ذلك لن يمنع وسائل الإعلام من نشرها شريطة أن تكون صحيحة في كل من المحتوى والواقع".

ورغم ذلك لم يستبعد "ساكالا" احتمال أن بعض المؤسسات الإعلامية ربما تقبل أموالا لنشر محتوى الإخباري في شكل إعلاني.

من جانبه، أشار فيليكس باندا، وهو أحد العاملين في مجال الإعلام إلى أن الاتهامات بالتحيز تتجدد مع كل انتخابات.

وقال في حديث لوكالة الأناضول: "سمعت هذه المزاعم، وبالأصالة عن نفسي، فهي أبعد ما تكون عن الحقيقة لأننا كصحفيين نعمل من تلقاء أنفسنا".

واتهم سياسيون بالرغبة في استغلال الصحفيين كأداة إلهاء، قائلا: "أعلم بشأن السياسيين الذين يتقربون من الصحفيين فقط إذا كانوا يريدون مهاجمة أصدقائهم".