أبحر ليبيون من راكبي الأمواج بالطائرات الورقية في مهب الريح في بطولة محلية بمدينة بنغازي وهم يحدوهم أمل في أن يؤهلهم ذلك للمشاركة في الدورة الأفريقية للألعاب الشاطئية 2019 التي تستضيفها دولة الرأس الأخضر هذا العام.

وركوب الأمواج بالطائرات الورقية رياضة مائية سطحية تجمع بين التزلج على الجليد وركوب الأمواج والطيران المظلي والتزلج وحتى الجمباز في رياضة واحدة.

ويستغل راكب الأمواج قوة الرياح ويسيطر عليها بواسطة طائرة ورقية كبيرة يتم دفعها أعلى الماء أثناء الوقوف على لوح التزلج مع إمكانية تثبيت القدم بأربطة خاصة.

وتوجه المتنافسون لساحل البحر المتوسط يوم الأربعاء (27 فبراير شباط) في أجواء تغلب عليها رياح قوية وماء بارد، ورغم المصاعب كانت الظروف مواتية لركوب الأمواج بالطائرات الورقية.

وتزلج المشاركون، وهم مسلحون بطائرات ورقية ضخمة وملابس رياضية واقية، فوق الأمواج وأخذوا يناورون بذكاء في مواجهة ريح قوية.

ومن بين المشاركين في السباق كان حافظ البعباع، الذي عبر عن أمله في أن تكتسب هذه الرياضة شعبية أكثر بين الناس لاسيما صغار السن في بلده.

وقال البعباع "أتمنى هذه اللعبة تزيد ويشاركوا فيها شباب صغار، يتعلموها، هي صحيح تأخرت بيش وصلت إلى ليبيا ولكي نتعلمها ولكن هذه اللعبة تحتاج شباب صغار في العمر ومرنين. هي لعبة جميلة، فيها خطورة كثيرة تحتاج سيفتي (إجراءات سلامة) والعالم كله يمارس فيها وأتمني من الجميع أن يشاركوا في اللعبة وأتمنى الذين يتم تصفيتهم على ليبيا يتأهلوا إلى بطولة ليبيا ويشاركوا".

وأوضح أحمد عامر، عضو اللجنة الفنية للاتحاد العام للشراع والرياضات البحرية في ليبيا، أن نحو 30 طالبا يتدربون في مدارس الاتحاد بالبلاد وأن العدد في تزايد.

وقال لتلفزيون رويترز "سباق اليوم عبارة عن تصفيات بنغازي مثلما حدث في طرابلس وزوارة. الفكرة الأساسية من هذه التصفيات اختيار منتخب ليبيا الذي سيشارك في البطولة الافريقية(افريكان بيتش جيمز) في سال عام 2019 سال هذي في كيب فيردي (الرأس الأخضر). والحمد لله الأجواء اليوم جيدة جداً، رياح عالية والمياه باردة لكن الشباب كان عندهم جدية في اللعب".

ولا يزال مركز بنغازي القديم غارقا في الحطام الناجم عن معركة وضعت أوزارها في 2017. ومن مخلفات الحرب ولدت انجازات جديدة بينها مدارس لركوب الأمواج بالطائرات الورقية ومراكز تدريب.

وتأهل في بطولة بنغازي ياسر بووذن الذي فاز في التصفيات. وبدأ بووذن ممارسة ركوب الأمواج بالطائرات الورقية منذ أواخر 2012.

وأوضح بووذن أنه لم تكن هناك مدارس أو مدربين لركوب الأمواج بالطائرات الورقية في ليبيا في 2012 ولذلك فإنه تعلم هو وأصحابه هذه اللعبة من الانترنت معبرا عن أمله في أن يكون مؤهلا للمشاركة في بطولات عالمية ذات يوم.

وقال لتلفزيون رويترز "بطولة اليوم، هذه البطولة الأولي في بنغازي وفي ليبيا عامة. والغرض من هذه مسابقة اختيار نخبة من بنغازي حوالي خمسة متسابقين يمثلون مدينة بنغازي في بطولة ليبيا لاختيار ثلاث رياضيين يمثلون منتخب ليبيا ليشاركوا في البطولة الأفريقية للألعاب الشاطئية في كيب فيردي. وأتمنى من الله التوفيق في الوصول إلى هذا المستوى وايصال اسم ليبيا للعالم والناس كلها ونقول لهم إن اللبيين موجودين".

وبفوزه في بطولة بنغازي وتأهله للمنافسة على الصعيد الوطني، أصبح بووذن على بعد خطوة واحدة من تحقيق حلمه.

ومن المقرر أن يتنافس الفائزون في بطولة بنغازي مع الفائزين في بطولات مماثلة بمدن ليبية أخرى، وسيمثل أصحاب المراكز الثلاثة الأولى على مستوى ليبيا بلدهم في البطولة الأفريقية المقرر أن تقام في الرأس الأخضر بين 14 و23 يونيو حزيران 2019.

والاتحاد العام للشراع والرياضات البحرية في ليبيا هو الذي نظم بطولة بنغازي في منتجع بالم بيتش.