أكد المحلل السياسي الليبي سعيد رشوان أن الخلافات بين الجزائر والمغرب تعود إلى ستينات القرن الماضي وحذر مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية من أن يؤدي تصاعد الخلافات بين البلدين لعمل عسكري بعد قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما.

حدثنا عن تاريخ العلاقات الجزائرية المغربية؟

أثناء تكوين جبهة التحرير الجزائرية كانت هناك دول تؤيدها منها مصر خلال فترة حكم جمال عبد الناصر وكوبا وروسيا والمغرب التي كانت تؤيدها سياسيا في تلك الفترة ولكن بعد استقلال الجزائر عام 1961 بدأت المشكلات بين الجزائر والمغرب.

ما سبب هذه الخلافات؟

منطقتي "باشار" و "تندوف" الحدوديتين مع الجزائر كانتا تحت الاحتلال وبعد استقلال الجزائر طالبت المغرب بالمنطقتين وهو ما اعتبرته الجزائر تعدي عليها رغم أنه كان هناك تداخل ديموغرافي بين الجزائر والمغرب لكن منذ العام 1962 بدأت المشاكل بين الجانبين لدرجة أن وصلت للتحشيد العسكري حيث حشدت المغرب حوالي 350 ألف جندي على الحدود مع الجزائر ووصل الأمر إلى حد المناوشات البسيطة.

وماذا بشأن الصحراء الغربية؟ 

مناطق الصحراء الغربية كانت محتلة من الأسبان وأنشأن ليبيا جبهة تحرير البوليساريو " الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب" وتم تأييدها من الجزائر حيث تقاسمت ليبيا والجزائر تحرير البوليساريو وبعد تحريرها طالبت بها المغرب وهو ما رفضته ليبيا والجزائر ليتمكن شعب البوليساريو من تقرير مصيره وقام بإعلان الجمهوية الصحراوية وهو ما رفضته المغرب معتبرا المنطقة جزء من أراضيها الأمر الذي أثر على العلاقات الليبية المغربية

حدثنا عن المسيرة الخضراء التي قامت بها المغرب؟

المَسِيرَةُ الخَضْرَاءُ هي مسيرة سلمية انطلقت في نوفمبر 1975 للسيطرة على الصحراء الغربية حيث دفعت المغرب بحوالي 300 ألف شخص تقريبا إلى الصحراء الغربية معتبرة أن المنطقة مغربية وقد وحدت قضية الصحراء بين كل الفصائل والاتجاهات السياسية في المغرب وأصبح حلم المغربيين ضم الصحراء وإلى الآن لازالت مشكلة الصحراء قائمة ولازال العالم يناقشها ولازالت محل نزاع.

ومن بين أسباب الخلافات أيضا اعتراف الجزائر بالجمهورية الصحراوية اليس كذلك؟

نعم حيث أن الجزائر كانت أول دولة تعترف بالجمهورية الصحراوية ودفعت بها في منظمة الوحدة الأفريقية قبل أن تتحول للاتحاد الأفريقي لدرجة أن أصبحت عضوا في المنظمة وهو ما دفع المغرب إلى الخروج من المنظمة الإفريقية ولم ترجع إلا منذ سنتين تقريبا بعدما تم تجميد عضوية الجمهورية الصحراوية.

منذ توتر العلاقات في ستينات القرن الماضي وحتى الآن ألم يحدث تحسن في العلاقات بين المغرب والجزائر؟

خلال فترة حكم الرئيس بومدين تحسنت العلاقات قليلا لكنها لم تصمد كثيرا وعادت الخلافات والمشاحنات بين البلدين كما أن الرئيس الجزائري الأسبق الشاذلي بن جديد حاول تحسين العلاقات وانتهاج سياسة مصالحة مع المغرب لكنها لم تصمد نتيجة الصراع الصحراوي المغربي حيث أن المغرب تشترط خروج الجزائر من قضية الصحراء وسحب اعترافها بالبوليساريو كجمهورية صحراوية كما أنه في نهاية الثمانينات جرى تأسيس الاتحاد المغاربي بهدف توحيد المنطقة لكن الجزائر لم تغير موقفها الداعم للبوريساريو بالمال والسلاح وهو ما ترفضه المغرب وهو أيضا ما كان سببا في عدم تفعيل الاتحاد المغاربي وقد حاولت ليبيا قيادة مصالحة بين الجانبين لكن الطرفين لم يغيرا موقفهما.

التوترات بين البلدين وصلت إلى حد إغلاق الحدود تسعينات القرن الماضي أليس كذلك؟ 

نعم فالحدود بين المغرب والجزائر كبيرة جدا تصل إلى أكثر من 1500 كيلو متر ودائما يتواجد بها قوات من الطرفين وخلال العام 1994 حدثت تفجيرات في مراكش واعتبرت المغرب أن الجزائر مسؤولة عنها وتم فرض تأشيرات على الجزائريين القادمين للمغرب فردت الجزائر بإعلاق الحدود لكن الأوضاع تحسنت بعد ذلك ففي 2019 تم تسمية سفير للجزائر في المغرب وسفير للمغرب في الجزائر لكن بعد ذلك أعلنت الجزائر موقفها بقطع العلاقات وهو ما ردت عليه المغرب بمزيد من التصعيد وقطع العلاقات وهو أمر محزن إلا أن الدول العربية والجامعة العربية عليهم مسؤولية احتواء هذه القضية ومنع تطورها خاصة وأن هناك تداخل سكاني وتاريخي بين البلدين.

برأيك كيف السبيل لحل الخلافات بين البلدين؟

يفترض بالاتحاد المغاربي أن يقترح على الجامعة العربية عقد اجتماع وطلب وساطات لحل الخلاف قبل أن يتطور لعمل عسكري بين الجانبين خاصة وأن هذه التوترات تؤثر على المنطقة بأكملها كما أن الجمهورية الصحراوية لا تستطيع أن تعيش إلا في ظل إحدى الدول المغاربية وأقربها لها المغرب.