أكد المحلل السياسي الليبي سعيد رشوان أن الخلايا الإرهابية موجودة في دول المغرب العربي منذ فترة طويلة لكن الأمر زاد تعقيدا بسبب هشاشة الوضع الأمني في أغلب دول المغرب العربي بعد عام 2011مثل ليبيا وتونس مبينا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن محاربة هذه المجموعات يحتاج لخطط وتنسيق على مستوى عالي سواء محلي أو إقليمي أو دولي.

إلى نص الحوار: 

إلى أي مدى يمكن القول أن دول المغرب العربي تعاني من انتشار الإرهاب؟ 

ملف الإرهاب ليس جديد في المغرب العربي لكن كانت هناك أنظمة أمنية تقاوم وتتصدى لهذه التنظيمات إلا أن هشاشة الوضع الأمني والانقسام السياسي في المنطقة وخاصة في ليبيا يصب في مصلحة الجماعات المتطرفة في المنطقة كما أن تونس منذ تسعينات القرن الماضي تعاني من المجموعات الإرهابية تحت غطاء ما يسمى الإخوان المسلمين وللإسف فإن هناك آلاف الشباب التونسي يشارك في عمليات إرهابية بليبيا وسوريا والمنطقة العربية كما أن الجزائر شهدت في تسعينات القرن الماضي ما عرف بالعشرية السوداء وهي أكبر مثال في المنطقة على أزمة الإرهاب.

ما الذي زاد من فرص انتشار الإرهاب في دول المغرب العربي؟

الخلايا الإرهابية موجودة في دول المغرب العربي منذ فترة طويلة لكن الأمر زاد تعقيدا بسبب  هشاشة الوضع الأمني في أغلب دول المغرب العربي بعد عام 2011مثل ليبيا وتونس وهو ما يزيد من فرص انتشار الإرهاب في المنطقة كما أن موريتانيا دولة مفتوحة على الساحل الإفريقي وتعاني هشاشة الوضع الأمني كما أن إمكانياتها ضعيفة وبها الكثير من الخلايا المتطرفة ناهيك عن المناطق المحيطة بالمغرب العربي والتي تشكل تهديدا أمنيا له مثل النيجر ومالي ونيجيريا ومنطقة بوكوحرام بالكامل بالإضافة لوجود صحراء شاسعة في هذه المناطق.

وماذا بشأن الوضع في ليبيا؟

الجماعات المتطرفة موجودة في الجنوب الليبي وقد أعلنت عن أنفسها عدة مرات وقامت الفترة الماضية بعمل عملية قوية ضد بوابة تفتيش في العجيلات وأعلنت داعش مسؤولياتها عن العملية وقد وصلتنا معلومات تفيد بأن المتطرفين في أوباري يتحصلون على دعم مادي مباشر من قطر بالطبع لتستخدمهم في تحقيق أهدافها السياسية لكن في الحقيقة فإن الإرهابيين إذا حصلوا على أموال وإمكانيات سيستخدموها كما يريدون هم وليس كما يريد الآخرين لكن الجيش الليبي قام ببعض العمليات الناجحة وألقى القبض على بعضهم إلا أن هذا يظل نقطة في محيط فهناك حاجة لتضافر الجهود في هذا الشأن من مختلف دول المنطقة.

متى يمكن القول أن دول المغرب العربي تستطيع إغلاق ملف الإرهاب؟

أعتقد أن هذا المخاض سيستمر لفترة طويلة ما لم يتم إنتاج سلطات قوية ويجري التعاون بين مختلف الدول إقليما ودوليا للقضاء على هذه المجموعات سواء من الناحية الدينية أو الاقتصادية فالأمر مزعج ما لم يتم اتخاذ خطوات استباقية ضد هذه المجموعات التي تتحرك في الصحراء الواسعة وتتلقى دعم من بعض الدول.

كيف تنظر لمستقبل الجماعات المتطرفة في المنطقة؟

أتوقع أن يزداد نشاط الجماعات الإرهابية خاصة في المنطقة ما بين تونس وليبيا ومالي ونيجيريا والجزائر وموريتانيا فهذه المنطقة بيئة ملائمة لتمدد الجماعات المتطرفة باختلاف تسمياتها من بوكوحرام وداعش والليبية المقاتلة والقاعدة فهم جميعا ينتهجون نفس الطريق والقناعة والهدف وهو وصول المتطرفين لسدة الحكم.

ما السبيل لمحاربة الجماعات المتطرفة؟

محاربة هذه المجموعات يحتاج لخطط وتنسيق على مستوى عالي سواء محلي أو إقليمي أو دولي بأن تكون هناك مثلا قوة مشتركة في المنطقة ووحدة عمليات ووحدة تبادل معلومات مشتركة  لتخليص المنطقة من هذه المجموعات التي لا يمكن التعامل معها بالحوار كما أنها لاتعتمد أي أسلوب حضاري يمكن من خلاله التواصل معها والتفاهم والوصول لحلول فهذه المجموعات تنتهج سياسة القتل ومبدأها إما أن تكون معي أو عدوي. 

برأيك لماذا تلجأ هذه الجماعات للعنف المفرط؟

عقيدة الجماعات الإرهابية للوصول للحكم هو استخدام القوة المفرطة من القتل والتدمير والترهيب أمام الناس كي يشعر المواطنين دائما بالخوف منهم ويستسلموا لهم وهو ما يطلق عليه "إدارة التوحش".