أكد المحلل السياسي سعيد رشوان أن تيار الإخوان المسلمين بات مرفوضا من الشعب وإذا خاض الانتخابات فلن يفوز بـ10% من الأصوات مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن تيار الإخوان أضحى أيضا منبوذا من الدول الغربية التي كانت تستخدمه في بعض الأحيان وتعتبره شريكا سياسي  إلا أنه بعد تكشف حقيقته أصبحت كثير من الدول تعتبره تنظيم إرهابي وهناك تضييق أمني عليه.

إلى نص الحوار:

إلى أي مدى يمكن القول إن إخوان ليبيا سرطان ينخر جسد البلاد؟

الإخوان المسلمين فعلا يعتبرون سرطان في جسد المجتمعات وتاريخهم يؤكد ذلك فلم يعرف العالم التصفيات الجسدية إلا على يد الإخوان المسلمين منذ عشرينات القرن الماضي عندما قتلوا رئيس الوزراء في مصر آن ذاك وهذه كانت بداية الإرهاب.

وبالتأكيد فإن الشارع الليبي يكره تيار الإخوان وتيار الإسلام السياسي الذي يعبر عنه بزعامة الصادق الغرياني الذي يدعي أنه مفتي ليبيا وقد أفتى بإقالة المنقوش والوقوف ضد الاتفاق السياسي القائم الآن الذي أفضى لتشكيل حكومة صحيح أنها حكومة محاصصة لكنها أضعفت تأثيرهم لأنه لا أحد يقبلهم فقاموا باستخدام عقاربهم السامة عندما يجدوا أنفسهم مرفوضون والأمور تخرج عن سيطرتهم.

لو تحدثنا عن ملفات الفساد المالي والسياسي في ليبيا إلى أي مدى يمكن القول أن الإخوان متورطون فيه؟

تيار الإخوان مسؤولون عن كثير مما حدث في ليبيا بعد 2011 من فوضى واغتيالات وفساد لأنهم أعلى سلطة في البلاد فلا يستطيع أحد أن يبرئ الإخوان مما جرى في ليبيا منذ بداية أحداث 17 فبراير وحتى انتخابات المؤتمر الوطني 2012 حيث فرضوا رغبتهم على إرادة الشعب ورغم أنهم لم يفوزوا بالإغلبية إلا أنه عند تشكيل الحكومة رفضوا ووقفوا بقوة السلاح ولازالوا إلى اليوم يسيطرون على مفاصل الدولة ويملكون كميات كبيرة من السلاح وتمكنوا من السيطرة على قطاع الأمن والمخابرات والإعلام ووزارة الخارجية وكل المرافق الحيوية في البلاد ولازالوا يديرونها إلى اليوم والمشكلة أنهم يتعاملون بقوة السلاح لصد أي محاولة للخلاص منهم كما فعلوا مع المجلس الرئاسي بحجة رفضهم لتغيير رئيس المخابرات واعتراضهم على تصريحات وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش التي تحدثت عن بنود اتفاق جنيف الذي ينص على خروج الأجانب وهو ما اعتبروه معادي لهم وهذا ما فعلوه مع رئيس الحكومة الأسبق علي زيدان عام 2013 حيث ألقوا القبض عليه وقاموا بتصويره وتكرار السيناريوهات يؤكد أن نفس المجموعة هي من يتحكم في المشهد الليبي الآن وبالتأكيد فإن هناك دول بعينها تقف وراء هذه الجماعة على رأسها تركيا وقطر كما أن هناك دول غربية ومجاورة لديها مصلحة في هذا الصراع وتقوم بتغذيته 

وعند الحديث عن ملفات الفساد فإن تيار الإخوان متهمون بالاستيلاء على كثير من أموال الخزانة الليبية وأصبحوا أغنياء بعد امتلاك هذه الأموال وتهريبها ومن ثم استخدامها في الانتخابات ويمكن أن يؤثر هذا المال الفاسد على الانتخابات كما يستخدمون هذه الأموال في رشوة الكثير من المنظمات الدولية.

برأيك ما مدى شعبية تيار الإخوان في ليبيا؟ ولماذا؟

لقد أصبحوا مكروهين من الشعب وأيضا أصبحوا منبوذين من الدول الغربية التي كانت تستخدمهم في بعض الأحيان وتعتبرهم شركاء سياسيين إلا أنه بعد تكشف حقيقتهم أصبحت كثير من الدول تعتبرهم تنظيم إرهابي وهناك تضييق أمني عليهم وهم يحاولون مواجهة هذه الضغوطات باستخدام أسماء جمعيات خيرية 

برأيك ما دلالات وأسباب تغيير اسم جماعة إخوان ليبيا؟

هي محاولة التفاف يمارسونا منذ زمن لأنهم يتحدثون في السياسة وما يسمونه بحكم الشريعة لكن في الواقع يسعون للسيطرة على السلطة واستخدام المال لتحقيق أهدافها لكنهم إذا دخلوا في انتخابات لن يتحصلوا حتى على 10% من الأصوات ومهما تلونوا فإن الشعب يعرفهم صحيح أنهم قد يأتوا بوجوه غير معروفة لكن إذا كشف أمرهم سوف يتعرضون لمشكلة وهم الآن يحاولون دغدغة العواطف إلا أن الناس عرفوا حقيقتهم ولن يتأثروا بهذا الكلام 

النموذج المصري كان واضحا عندما وصل الإسلاميين للسلطة قاموا باستغلال البلاد لصالح جماعاتهم وتحالفوا مع الإرهابيين وتمكنت مصر من اقتلاعهم بمساعدة الجيش وهذه هي نفس المجموعة الموجودة في ليبيا الآن

إلى أي مدى يمكن القول أن قوة تيار الإخوان في ليبيا بدأت تضعف سواء سياسيا أوشعبيا أوعسكريا؟

بالفعل فإنها بدأت تضعف ومحاولة هجومهم على المجلس الرئاسي أدى لكشفهم أمام الشعب الليبي والعالم وفضح أنهم ليسوا ضد شخص بعينه وإنما ضد الاتفاق الوطني والانتخابات وتأسيس الدولة المدنية والانتخابات على اعتبار أن السلطة القائمة سوف توصل البلاد للانتخابات التي يرفضونها لتستمر الفوضى وعدم الاستقرار وتواصل سيطرة المليشيات فهم يعرفون أنه إذا استقرت الدولة سوف يتحولون لمجرمين لأن أعمالهم الجنائية في القتل والإرهاب مسجلة بالإضافة إلى التجاوزات المالية التي قاموا بها.

برأيك ما مستقبل تيار الإخوان بليبيا؟

الشعب الليبي أصبح متفطن لتيار الإخوان ومشروعهم وأدركوا أنها مجموعة مجرمة تستخدم المليشيات المسلحة لتحقيق أهدافها وأعتقد أن المرحلة القادمة ستكون مصالحة وطنية ونزع السلاح وإقامة الدولة المدنية وهذا ما دفعهم لارتكاب الحماقات المتمثلة في الهجوم على مقر المجلس الرئاسي لتعطيل مشروع بناء الدولة وهو نفس ما فعلوه عام 2014 بإطلاق ما يسمى عملية فجر ليبيا للسيطرة على طرابلس بالقوة بعد خسارة الانتخابات ولكن الشعب الآن تنبه لمساعيهم تعكير صفو العملية السياسية في ليبيا