أكد المحلل الاقتصادي الليبي سعيد رشوان أن الاقتصاد الليبي يعاني مشكلات عدم الاستقرار السياسي والأمني والحروب شبه الأهلية مضيفا في مقابلة مع بوابة إفريقيا الإخبارية أن اقتصاد ليبيا ريعي أي يعتمد على النفط وبذلك فإنه يتأثر بالأسعار العالمية وبتوقف التصدير الذي يحدث في ليبيا من حين لآخر.

إلى نص الحوار:

كيف تقيم الأوضاع الاقتصادية في دول المغرب العربي؟

دول المغرب العربي خمسة دول (ليبيا، تونس، الجزائر، موريتانيا، المغرب) يضمها اتحاد تم استحداثه في بداية تسعينات القرن الماضي واقتصاديات دولها بعضها ريعي أي يعتمد على النفط مثل ليبيا والجزائر فيما تعتمد الدول المغاربية الأخرى على السياحة والإنتاج لذلك فإنها تأثرت كثيرا بالتطورات المتعلقة بالربيع العربي وكورونا.

كيف أثرت مشكلات عدم الاستقرار على ليبيا؟

ليبيا تعاني مشكلات عدم الاستقرار السياسي والأمني والحروب الشبه أهلية بالإضافة للانخفاض الحاد في أسعار النفط في نهاية العام 2018 ما أدى لانخفاض دخل الدول المصدرة للنفط ناهيك عن توقف تصدير النفط في ليبيا من حين لآخر بسبب عدم الاستقرار الأمني.

وماذا بشأن أسعار النفط الآن؟

الأسعار الآن أفضل بكثير حيث تحسنت الأسعار والتصدير وبذلك فإن ليبيا والجزائر أصبح لديهما ما يكفي استهلاكهما 

وماذا بشأن باقي دول المغرب العربي؟

أعتقد أن موريتانيا وتونس موقفهما صعب بسبب توقف الإنتاج والمشكلات الأمنية والإرهاب الذي أثر على اقتصادهما  

ويمكن القول إن تونس وليبيا أكبر المتضررين جراء عدم الاستقرار السياسي والأمني حيث  تعرض الاقتصاد التونسي لمشكلة عدم انتظام السياحة التي كانت عنصر أساسي في اقتصادها بالإضافة لتوقف الكثير من الصناعات المهمة للاقتصاد التونسي كما تأخر قطاع الخدمات والاستثمار الخارجي في تونس نتيجة عدم الاستقرار وأصبحت من أكثر الدول المعرضة للانهيار الاقتصادي

وماذا بشأن المغرب؟

المغرب اقتصادها يتسم بالتنوع إلى حد كبير وقد استفادت في الفترة الأخيرة من خطط الاستثمار الخارجي وتوسعت في مجال العقارات والصناعات كما أنها معروفة بإنتاجها الغزير حتى أنها تصدر الحمضيات لأوروبا لكن جائحة كورونا أثرت على اقتصادات العالم وخاصة الدول التي تتسم اقتصاداتها بالضعف لذلك فإنها تعاني مشكلات اقتصادية كبيرة 

كما أن المغرب تعتمد على إنتاج الفوسفات وبعض المعادن المهمة وتحتل الترتيب الرابع أو الخامس عالميا في تصدير الفوسفات.

ما الكلمة الأخيرة التي تقولها لنا؟

اقتصادات المغرب العربي مثل باقي اقتصادات العالم تعاني آثار جائحة كورونا وعدم الاستقرار السياسي والأمني في المنطقة ولم نسمع عن أي إقراض دولي "صندوق النقط الدولي" لهذه الدول كي ترفع من مكانتها فالأمر يحتاج لإعادة ترتيب الأوراق السياسية والاقتصادية في المنطقة حتى يمكن أن تنجح اقتصادات المغرب العربي في الخروج من المشكلات التي تعاني منها.