وجه الأكاديمي الليبي أستاذ اللغات القديمة (الإغريقية واللاتينية) محمد المبروك الدويب رسالة إلى دارة إلى دارة الملك عبد العزيز بالمملكة العربية السعودية .

وعنون الدويب في رسالته المنشورة على صفحته بموقع "فيسبوك" بـ "البيِّنة على المدّعي واليمين على من أنكر" قائلا "قبل عدة أسابيع وصلتني نسخة من العمل المترجم الموسوم بـ (إسترابون والجزيرة العربية)، الصادر عن دارة الملك عبد العزيز عام 2018م.، ويحمل الرقم 6 ضمن سلسلة(الجزيرة العربية في المصادر الكلاسيكية)، وهو من ترجمة/ د. السيّد جاد، وتعليق/ د. مسفر بن سعد الخشعمي، وإشراف وتحرير/د. عبد الله عبد الرحمن العبد الجبار ". 

وأضاف الدويب بعد مراجعة عاجلة لبعض صفحات العمل رأيتُ إبداء عددا من الملاحظات.

ومن بين الملاحظات أنه "ورد في الصفحة رقم 15 من تقديم المُحرر ما نصّه (وفي ليبيا ترجم مُحمَّد الدُّويب الأجزاء الخاصة بليبيا لدى كل من هيرودوتوس وإسترابون)، وهو أمر يُخالف واقع الحال، لأن ترجمات العبد الفقير لرحمة الله(مُحمّد الدويب) لم تقتصر على ليبيا وحدها،   لاسيما وأن قائمة المراجع المتعلّقة بالتعليقات تحوي في الصفحة رقم 202 (الدويب، محمد المبروك ... الترجمة الكاملة للنص الإغريقي للكتاب السادس عشر من جغرافية سترابون، منشورات جامعة قاريونس، بنغازي 2006)، وهو عمل يصف بلاد ما بين النهرين وفينيقيا والجزيرة العربية، مما يناقض ما ورد في التقديم".

وتابع الدويب أنه "بمطالعة الفقرات المترجمة من الكتاب السادس عشر(الواقعة بين صفحتي 66-136 وهي تمثل أكثر من ثلثي النصوص المترجمة تبين أن المترجم قد استعان بترجمتنا المذكورة أعلاه(وهي لا تتعلّق بليبيا كما تُشير مُقدِّمة العمل) وفضَّل عدم الإشارة إليها كما نقل عنها عدد من الهوامش التوضيحية أشار إلى بعضها في 35 خمس وثلاثين حاشية من حواشي ترجمته ونسب بعضها إلى مراجع أخرى، والسؤال الذي يطرح نفسه لماذا يعود إليها المترجم إذا كانت (أعمال الدُّويب خاصة بليبيا)".

واستطرد الدويب "بمطالعة الفقرات القليلة المترجمة من الكتاب السابع عشر(وتقع في الصفحتين 136-137) نجد أنها هي الأخرى كانت ضمن عملنا المترجم الموسوم بـ( الكتاب السابع عشر من جغرافية سترافون(سترابون)، الترجمة الكاملة للنص الإغريقي للكتاب السابع عشر من جغرافية سترابون،وصف ليبيا ومصر، منشورات جامعة قاريونس، بنغازي- ليبيا2003م.)، ويتضح أن المترجم قد اطّلع على ترجمتنا ولم يشر إليها أيضاً لا في المتن ولا في قائمة المراجعة وهو حتماً يعلم بها إذ ورد ذكرها في الصفحة رقم 8 من مقدمة الكتاب السادس عشر لجغرافية سترابون(الذي استعمل هوامشه وأورده في الصفحة رقم202)، فهل أهمل الإشارة إليها لأن العمل (يخص ليبيا ومصر)؟".

وأضاف الدويب "معلوم أن الترجمة تنتهج مسارات متعددة(كلمة إلى كلمة/ جملة إلى جملة/فقرة إلى فقرة / فكرة إلى فكرة) ولن أعلّق هنا على الأفكار أو الجمل المنقولة عن نص ترجمتنا التي تمّت عن الأصل الإغريقي القديم في الكتابين 16-17 وسأترك ذلك لأي باحث متخصص قد يجري دراسة نقدية في أي وقت وتجدر الإشارة فقط إلى أن النص المنشور من دارة الملك عبد العزيز الموقّرة هو ترجمة للنص الإنجليزي وليس للنص الإغريقي بالرغم من أن المقدّمة تدّعي النقل عن الأصل وأضافت ملحقاً خاصاً به في لغته الإغريقية والفارق بينهما يعرفه المختصون وسيلاحظه المهتمون أيضاً".

وقال الدويب: الأخوة الأفاضل بدارة الملك عبد العزيز

"لقد حرصتُ على سمعة داركم الموقّرة فراسلتُ  صفحتكم على الفيس بوك بتاريخ 21 فبراير 2022م. ووصلني ردُ أفادني بأنه عليَّ مراسلة إدارة خدمات الباحثين، فخاطبتها في اليوم نفسه وأحلت إليها رابط كتابي المترجم لتحميله مجاناً خدمة للباحثين، ولم يصلني أي رد بالرغم من مرور أكثر من شهر شمسي، ولذلك وجدتُ نفسي مضطرّاً إلى كتابة هذا المنشور لعله يصل من خلال بعض الأصدقاء أو المتابعين إلى المعنيين فيتفضل بالاعتذار أو الرد أو إبداء أي اهتمام يليق بسمعة الدار".

وختم الدويب بالقول "وبعد الإطلاع على المجلّد الصادر عن دارة الملك عبد العزيز- نؤكّد لكم وللباحثين في وطننا العربي الكبير أن ترجمة العبد الفقير لرحمة ربه هي أول وأقدم ترجمة عربية للنص الإغريقي الأصلي للكتابين 16-17  السادس عشر والسابع عشر من جغرافية سترابون " وتابع "ولـمّا كان ذلك كذلك وهو ظاهر الحال فقد قدّمت لكم وللعامة البيّنة على ما ادّعيتُ فهل ننتظر اعتذاراً أو تصويباً أو يميناً بعد أن نسبقكم بالقول سامحكم الله".