في لقاء فريد من نوعه لم تشهده بنغازي منذ العام 2014، استقبل المترشح للانتخابات الرئاسية خليفة حفتر، أمس الثلاثاء، بمدينة بنغازي عدداً من المُترشحين للانتخابات الرئاسية الليبية، من بينهم أحمد معيتيق، وفتحي باشاغا، وعارف النايض، وعبدالمجيد سيف النصر، والشريف الوافي.

ودون معيتيق عبر صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، فور وصوله إلى بنغازي قائلا، "وصلنا إلى مطار بنينا، وستكون مدينة بنغازي الوجهة الأولى ضمن جولتنا للمنطقة الشرقية".

فيما نشر باشاغا سلسلة تغريدات له بموقع تويتر جاء فيها، "وأنا كلي سعادة غامرة وصلت إلى مدينة بنغازي أرض الثقافة والحضارة ومنارة أحداث ليبيا السياسية. رفقة عدد من المترشحين للانتخابات الرئاسية، سعيد جداً بحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة من سكانها الكرام".

وتابع باشاغا، "بنغازي ركيزة مهمة لاستقرار ليبيا الذي نطمح إليه، كما ستكون لنا زيارات إلى مدن أخرى قادم الأيام".

*المصالحة هي الحل

وفي ختام الاجتماع المنعقد بفندق تيبستي بمدينة بنغازي، ألقى المترشح لانتخابات الرئاسة الليبية، فتحي باشاغا، بيانًا مشتركاً أُذيع عبر صفحته على فيسبوك، قال فيه، إن المترشحين اتفقوا على أن المصالحة الوطنية خيار وطني جامع لا تراجع عنه، مشيرا إلى أنهم اتفقوا على وضع المصلحة الوطنية الجامعة فوق كل اعتبار. وأكد باشاغا على استمرار التنسيق والتواصل وتوسيع إطار هذه المبادرة الوطنية لجمع الكلمة ولم الشمل واحترام إرادة الليبيين.

وأشار البيان إلى أن الاجتماع جاء بدعوة من المترشح الرئاسي خليفة حفتر لتوحيد الجهود الوطنية للتعامل مع التحديات والمعطيات التي تمر بها ليبيا واحتراماً لإرادة أكثر من 2.5 مليون ناخب ليبي ينتظرون الموعد المقرر للانتخابات الرئاسية والنيابية.

*ردود فعل إيجابية

ورداً على سؤال بشأن قراءته لاجتماع المرشحين للرئاسة في بنغازي، قال رئيس مؤسسة سلفيوم للدراسات والأبحاث جمال شلوف في تصريح خاص لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، "لم يكن لقاء بنغازي مجرد لقاء لمرشحي الرئاسة الفاعلين الذين جاهروا برضاهم عن تحكيم الصندوق الانتخابي كحكم وحيد يقبلونه لتولي الرئاسة وحسب، بل كان أيضا وبشكل واضح دلالة على إنشاء لتكتل وطني ليبي قوي ومتماسك وفاعل على الأرض يمكن التعويل عليه للمضي قدماً نحو مستقبل ليبي مبشر ومضيء".

وأضاف شلوف، "ما يهم أكثر هو استمرار هذا التكتل الوطني الذي نجح في القفز على الصراع والخلاف في العمل المشترك للوصول إلى انتخابات نزيهة وشاملة وشفافة لأنها ليست مجرد تداول سلمي للسلطة، وإنما هي الأساس الحقيقي لتوحيد المؤسسات والانطلاق نحو تكوين الدولة في ليبيا".

فيما قال الأكاديمي والمحلل السياسي أحمد المهدوي، في تصريح خاص لـ"بوابة إفريقيا الإخبارية"، "لا اعتقد أن الأطراف الليبية تسعى إلى عقد توافقات خصوصاً وأن جميع الأطراف دخلت لسباق الرئاسة وتحاول كل منها إقصاء الأخر، كما أن سيناريو تشكيل حكومة بديلة الهدف منه هو تدارك الأزمة والحيلولة دون الدخول في الفراغ السياسي، ولكن إلى هذه اللحظة مازال لم يحسم أمر تشكيل الحكومة". 

من جهته علق عضو مجلس النواب إسماعيل الشريف، في تدوينة نشرها عبر حسابه بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك قائلا، "بنغازي اليوم.. التفكير خارج الصندوق لكسر الجمود وإذابة الجليد وتخطي الحواجز واختزال ألف خطوة بخطوة واحدة مُبتكرة، والذي من شأنه أن يصنع الحلول غير المبتذلة إذا ما حسنت النوايا؛ فهو أمراً يتطلب شجاعة كبيرة".