ما أقبل عليه أنصار جماعة الإخوان المسلمين الجمعة، في بعض المسيرات، والهتاف ضد الجيش والشرطة، رافعين الرايات السوداء، عزز قناعة الكثيرين بأن الجماعة تتبنى الفكر المتطرف قولا وعملا، حيث استغاثوا بأكبر تنظيم إرهابي مسلح في المنطقة “داعش”، وهتفوا له “اوه داعش داعش”، واستخدموا رايات القاعدة.

وطرحت الرايات السوداء التي رفعها أنصار الجماعة في المسيرة التي خرجت في أماكن متفرقة من مصر تحت شعار “قوتنا في وحدتنا” العديد من التساؤلات حول اتجاه الجماعة، وتحالفها الخفي مع “داعش” والقاعدة من قبل، وهو ما ينذر بالخطر، خاصة قبل أيام قليلة من التظاهرات التي دعت لها الجبهة السلفية، وأيدها أنصار الإخوان، يوم 28 نوفمبر الجاري، حيث سيرفعون المصاحف بذريعة إعلاء راية الشرعية في البلاد.

واعتبر مراقبون أن مسيرة الجمعة الماضية أخرجت تحالف الإخوان والتنظيمات المتشددة من السر إلى العلن، وهو تحالف قديم منذ فترة حكم الإخواني المعزول مرسي.

وكانت تقارير مختلفة تحدثت عن تنسيق بين الإخوان والجماعات المتشددة، ثم تطورت العلاقة بعد سقوط مرسي حيث تحركت المجموعات المتشددة مستهدفة قوات الجيش والشرطة انتقاما منها لوقوفها إلى جانب ثورة 30 يونيو.

واعتبر كمال الهلباوي، القيادي المنشق عن الجماعة، في تصريح نشرته صحيفة ”العرب”، أن اختلاف المسميات التي تحملها الجماعات المسلحة لا ينفي أنها تتشابه جميعها في الأفكار، وأن جميع الجماعات مثل أنصار بيت المقدس وداعش والقاعدة وغيرها خرجت من تحت عباءة الإخوان المسلمين.

وأضاف، أن الجماعة أظهرت وجهها الحقيقي عقب ثورة 30 يونيو، وما تفعله الآن من رفع الرايات السوداء والدعوة إلى تظاهرات تحت اسم الشرعية، يؤكد عودتها إلى العنف الذي تستخدمه لنشر أفكارها.

من جانبه، قال الشيخ نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد في مصر، إنه يتعجب مما تفعله جماعة الإخوان المسلمين، وإصرارها على رفع الرايات السوداء، حيث أن كل هذه الجماعات تتبنى فكرا واحدا وأيديولوجية واحدة، ولن تتراجع عن استخدام العنف في نشر أفكارها، سعيا إلى اعتلاء سدة الحكم وإسقاط الأنظمة.

وأكد نعيم أن جماعة الإخوان لا تختلف فكريا عن داعش أو القاعدة، أو أي من الجماعات المتشددة، وأن رفع الرايات السوداء، الخاصة بالقاعدة أو داعش، في مسيراتها كان أمرا متوقعا، حيث زاد الارتباط مؤخرا بين الإخوان والحركات المتطرفة لتوافق المصلحة بينهما.

وأشار مؤسس تنظيم الجهاد في مصر إلى أن الجماعة لن تتخلى عن التفكير المتطرف، لافتا إلى أن غباء أنصار الإخوان أظهر للعالم أجمع أنه لا فرق بينهم وبين داعش، وذلك بعد أن أقبلوا على رفع رايات أكبر تنظيم دموي.

وقال إنه لا يستبعد أن يكون هناك تنسيق بين الإخوان وداعش وأن الأخيرة ربما تكون على علم مسبق بكل ما يحدث في مصر، مشيرا إلى أن أبا بكر البغدادي الذي يدعي أنه خليفة المسلمين، كان أحد شباب جماعة الإخوان حسب اعتراف القرضاوي.