صبراته مدينة أثرية لها جذورضاربة في عمق التاريخ يتربع الجزء المكتشف منها على مساحة40هكتارا فيما لايزال الثلثان منها حسب تقدير البحّاث تحت الارض ومنه ميناؤها البحري الذي يظهر جزء من صخوره التاريخية واضحا للعيان ، تعرضت صبراته لظروف عدة كادت أن تضيع وتنتهي لولا جهود القائمين عليها من أبناء صبراته الاكاديميين ومن يربطهم بها الانتماء وعشق الوطن ، زيارتنا لهذه المدينة كانت لمعرفة ما يعتريها وكيف سرقت بعض القطع الاثرية منها وما الذي قدمته مصلحة الاثار وهل لوزارة الثقافة دورإيجابي وبارز أم أن ضمها إليها مجرد إجراء إداري ورقي أين منظمة اليونيسكو ولماذا يتهم البعض البعثات الخارجية بتزييف الواقع ، هل ما حدث لشحات من تدمير وتجريف محتمل وقوعه لشقيقتيها «لبدة وصبراته»..؟! أسئلة طرحناها على مراقبة صبراته للآثار.

 

رئيس مراقبة آثار صبراته محمد أبوعجيلة عدم الاستقرار الإداري لمصلحة الآثار يَحُول دون وضع الخطط العملية وبداية التقينا السيد محمد أبوعجيلة.. مديرمراقبة آثارصبراته وعنها قال مراقبة صبراته مؤسسة من الثمانينات وهي واحدة من 3مراقبات «لبدة وشحات وصبراته» تشرف على المواقع الاثرية في نطاق حدودها الإدارية الممتدة من رأس أجديرغربا إلى الزاوية شرقا ومن غدامس جنوبا إلى الشويرف شمالا ، ويتم الاشراف من خلال مكاتب تسييرية دائمة الاتصال معنا في عملية الآثار وما يتعلق بها .

ما هذه المكاتب وما مهمتها..؟

مكتب في غدامس و2في الجبل «نالوت ويفرن» ومكتب في أبي كماش ومكتب في صرمان وما جاورها ووظيفتها إعداد تقارير توضح الاضرارالملحقة بالمواقع التي تتبعها واحالتها على المراقبة لتكليف فريق يقوم بعمليات صيانة أوترميم كما حدث في يفرن وبالتحديد في منطقة القلعة حيث يوجد ضريح صفيت الذي تعرض لهزة أحدثت فيه خللا معماريا فتنادت كل الايادي الليبية من مراقبة آثار صبراته وقمنا بفكه كاملا ووضعناه على الأرض وقد تعرضنا لمضايقات واتهامات حينها بأننا تسببنا في تخريبه وهدمه وكان هذا قبل ثورة فبراير وبعد3 أشهرأعدناه حجرة حجرة كما كان عليه في إرتفاع 23متر والحجارة التي لم تكن موجودة من الاعمدة والتيجان صنعنا لها قوارب بنفس الشكل واعدناها لمكانها ، كذلك ضريح العربان بغريان بالتعاون مع مصلحة الآثار ومراقبة آثار لبدة تمكنّا من ترميمه في فترة وجيزة حيث عملنا لساعات متواصلة ليلا نهارا وكنا نقيم في خيمة داخل الموقع نفسه كما قمنا بترميم ضريحين آثريين وقصرالحاج وقصربن نيران ولكن تبقى الامكانيات عثرة .

ما دور مصلحة الآثار هنا ..؟

مصلحة الآثار اختصاصها أكاديمي علمي تبحث في الاثار والتنقيب والدراسة أمّا نحن كمراقبة فنجهّزالموقع كحفريات وترميم وصيانة ، وحماية ونشرف على المتاحف التي يتم منها عرض القطع الاثرية من حيث طريقة العرض بالتسلسل الزمني وعدم التأثر بالعوامل الطبيعية كالشمس والاضاءة والتهوئة فتوظفه الوزارة المختصة وهي السياحة التي بدورها تقوم بتسويقه ومنحه ما يجذب السائح من نظافة وتجميل أين منظمة اليونسكو وماطبيعة دورها ..؟ اليونسكو دورها إشرافي وتقدم دعما ماليا في شكل دورات تدريبية للكوادر هذا ما يفترض ، لكن ما يتم هو تنظيم ورش عمل مغلقة تصرف عليها 30.000دينار أو أكثر وتذهب هباء منثورا .

كيف..؟

 ما الفائدة من هكذا برامج مكتبية أو ورقية إذا لم تصرف هذه المبالغ على ورش عمل تقام داخل مواقع آثري فيستفيد الجميع ونكون بذلك قد ضربنا أكثر من عصفور بحجر واحد «ترميم معلم تاريخي، واعطاء معلومة ، وورشة عمل وسياحة « ألم تتقدموا بهكذا مقترح ..؟ لقد تكلمنا بما فيه الكفاية وآخر ورشة عمل تحدثنا فيها مع مندوبة اليونيسكو وأوضحنا لها وجهة نظرنا بأن تكون عملية وليست ورقية تصرف الاموال عليها في طباعة الملصقات وبوفيه وغيرها من المصاريف الزائدة فأبدت موافقتها خاصة وان في الماضي أقيمت هكذا ورش عمل تدريبية وكانت حول ترميم الفخاريات في لبدة وأخرى في طرابلس .

هل العاملون متخصصون في الآثار..؟

أكثرهم من خريجي قسم الآثار أو متحصلين على دورات في الصيانة وترميم المباني والأرضيات والفسيفساء والعملة والآواني والفخار كم عدد الموظفين على مستوى المراقبة..؟ 206تقريبا والموجودون في المكاتب الاشرافية اداريون فقط لايوجد فيهم ترميم وعندما يحتاج اي موقع لعملية ترميم أو صيانة نرسل لهم من عندنا باعتبارالادارة الرئيسية هنا ، ومن يتم ارسالهم تصرف لهم علاوة مبيت فقط ، أمّا صرف علاوة تمييز للعاملين في المراقبات الاثرية فقد راسلنا فيها مصلحة الاثارالتي قامت بمخاطبة وزارة الثقافة والوزير احالها لرئيس الوزراء علي زيدان قبل اقالته ولم يحدث فيها شيء إلى اليوم.

ما الآلية التي تنفذ بها الدورات وكيف يتم الاختيار..؟

هي بتعاون علمي بين مصلحة الآثاروجامعات عالمية حيث يتم الاتفاق عليها في ظل منظمة اليونسكو ومنها جامعة باليرمو الايطالية والجامعة الامريكية والفرنسية والبريطانية ووفق العقود المبرمة تتولى هذه الجامعات البحث والدراسة والتنقيب وتدريب عناصروطنية في مجالات تخصصها في دورات محلية تجرى هنا في ليبيا الى جانب دورات خارجية أمّا اختيار المستهدفين فيتم بمخاطبة كل مراقبة بترشيح من لديها من موظفين تعينوا إما بشهادة تدريب مهني أو مؤهل معهد متوسط أو جامعي وعلى ضوء تخصصه يرشح للدورة التي تناسبه مثلا هندسة تطبيقية من معهد متوسط يكون عمليا أقرب للبناء والترميم وبخبرته واحتكاكه ببعثات الترميم العالمية في ليبيا وتأهيله لدورات سابقة يصبح متمكنا في الترميم ، إضافة إلى قسم الآثار والذي فيه خريجون يتلقون دورات ترميم أيضا .

ماذا عن عملية السرقات التي تعرضت لها بعض القطع الاثرية..؟

قبل السرقات صبراته الاثرية تتعرض لهجوم بحري يهددها وبامكان اليونيسكو انقاذها من خلال اقامة مصدات وتضغط على الحكومة الليبية لتنفيذها باعتبارها مسؤولة عن الآثارعلى مستوى العالم وكيف سرقت..؟ كانت تزين الرواق الخارجي للآثارولدينا نسخ منها داخل المتاحف الخاصة في المدينة وبعد ان قطع 2من رؤوس هذه التماثيل تمت سرقتها ليلا وبمتابعة وحرص الاهالي تمكن شباب اللجنة الامنية والثواروأبناء المدينة بعد 3اشهر من استرجاعها والقبض على أولئك السرّاق .

من أين هم وماهدفهم من السرقة..؟

إنها شبكة متكونة من ليبيين وأجانب كان الغرض هو البيع بأرخص الاثمان وذلك لعدم ادراكهم بقيمتها التاريخية والتي تساوي الملايين فحسب قولهم سيقبضون12ألف دينارا وسيقتسمونها بينهم وحقيقة المساحة الشاسعة للآثار وعدم وجود سياج يحميها ويساعد الحراسات ال8 في المحافظة عليها كل هذه الاسباب ساعدت السرّاق في تنفيذ جريمتهم ، وقد خاطبنا الجهات المعنية بتعيين أشخاص أخرين وتركيب كاميرات مراقبة وتسييج المنطقة ولكن رد المصلحة كان واضحا فهي تعاني قلة الامكانيات وليس لديها القدرة على تلبية احتياجاتنا .

كيف كان المخطط لتسليم ما تم سرقته..؟

حسب معلوماتي أنهم كانوا يحاولون تهريبها للخارج من خلال جماعة متخصصة في سرقة الاثار وتعرف قيمتها التاريخية وما يمكن أن يعود عليهم من أموال بعد بيعها ، اما من سرقوها فهم لايعلمون شيئا ولاهدف لهم إلاّ الحصول على مبلغ مالي مهما كانت قيمته والدليل أنهم سرقوه بطريقة بدائية ، العصابات المتخصصة تسرق بطرق فنية ودقيقة ، وللعلم كل قطعة لها بطاقة شخصية فيها اسمها وتاريخ اكتشافها وصورتها وهي معممة على مكاتب الانتربول وبمجرد ما تتم سرقتها يتم الابلاغ عنها ليتخذ الانتربول اجراءاته وابلاغ المتاحف العالمية عنها ، حتى إذا وصلتها تعرف أنها مسروقة من صبراته او اي مدينة اثرية اخرى ، ومنها رأس التمثال الذي تمت سرقته من صبراته سنة 1996وتم استرجاعه من قبل رئيس الوزراء الايطالي بعد التحرير والعثور عليه في معرض خاص يعرضه ثري بريطاني .

كيف تم العثورعليه..؟

باحث ايطالي كان من بين الذين حفروا في موقع اثري بصبراته وعثروا على التمثال حينها ، وبعد سرقته تعرف عليه وخاطبنا برسالة رسمية طالبا منحه الآذن لاتخاذ الاجراءات اللازمة لارجاعه لموقعه الآصلي وبدورنا خاطبنا الادارة وتمت مراسلته بالموافقة وفعلا تم استرجاعه وهذه ميزة البعثات الاوروبية فهي تعرف اسم والمكان الاصلي لكل قطعة آثرية .

متى يفتح باب الزيارات للآثار..؟

 باب الزيارات للاثار مفتوح من الساعة 8صباحا الى6مساء يوميا عدا المتاحف الخاصة لاتفتح الا بالطلب وذلك لوجود معروضات اثرية دقيقة وحساسة فيها وتحتاج لدليل يشرح ما فيه ، ولكن المطويات الخاصة بالمتاحف ناقصة وهذه مسؤولية وزارة الثقافة.

 هل للمجلس المحلي دور ملموس ..؟

المجلس المحلي يبذل كل المجهودات من أجل صبراته يخصص جزء من كل ميزانية يستلمها لصالح الاثار لانه يعلم ان المصلحة ليس لديها الامكانيات كما ان اهل المدينة بشكل عام هبوا اثناء الثورة لحمايتها مثلما فعلوا في احدى السنوات الماضية حين اشتعلت النيران في احد اركان المدينة الاثرية فسارعوا لاطفائها بما لديهم من امكانيات»اغطية ، خراطيم وغيرها من الوسائل البسيطة و تمكنوا من القضاء على الحريق قبل وصول سيارة الاطفاء .

كيف يمكن تفعيل دور مصلحة الاثار في رأيك..؟

 لتكون المصلحة ذات فاعلية يجب ان تصبح هيئة مستقلة ذات ميزانية مستقلة وتتبع رئاسة الوزراء مباشرة ، فتبعيتها لوزارة الثقافة أو السياحة لايجدي لانها تبقى جزء من اهتمامات كبيرة لوزارة لها أولويات تخصها أما الآثار فلا تعتبرمن الاولويات بالنسبة إليها ، ويبقى هذا حالها طالما يتولى مسؤوليتها شخص غيرمتخصص لانه لايعرف قيمتها ومعانيها التاريخية ولاحجم المجهودات والمعاناة التي نعيشها يوميا فلا تأمين صحي ولامزايا لدينا من يصاب بضررمن زملائنا نتعاون ونجمع مبلغا ماليا له لنمده به كمساعدة لعلها تعينه على ما اصابه ، المرمم يتقاضى 500دينار شهري أنا مدير المراقبة اتقاضى915دينار مقارنة بأخرين يعملون لساعات بسيطة جدا ويتقاضون مرتبات خيالية تصل3000دينارشهريا وأكثر ومع ذلك لم اتراجع وسقوط حجرة بسيطة في غدامس اعتبر نفسي المسؤول عنها وأستمر في عملي مع زملائي وندخل مقابرعمرها3000سنة وبعمق 10أمتار، ينقطع فيها الاكسجين وندخلها ولاشيء يحمينا كل هذا حبا في عملنا وتخصصنا العلمي الذي غالبا ما يكون على حساب أسرنا وعلاقاتنا الاجتماعية عادل محمود: مرمم منذ 25سنة تخصص فسيفساء وفخار بدايتي كانت بعد تخرجي من التدريب المهني قسم بناء سنة88م تقدمت هنا باعتباري من أبناء هذه المدينة وأخبروني أن هناك دورة في الترميم ستقام في مدينة لبدة الآثرية بمدينة الخمس لمدة سنتين اشتغلنا مع ايطاليين وليبيين أذكر منهم حسين الخمسي ومحمد الضبيع بعد عودتنا لصبراته ذهبنا الى جبل نفوسة وقلعة صفيت دون ميزات ولاتشجيع ومع ذلك نعمل فالآثار أصبحت جزءا مهما من حياتي ولا احتمل أن أرى أحدا يعبث بها .

 ما مدى الاستفادة التي تلقيتها من البعثات الاجنبية..؟

تلقيت دورة خارجية واحدة سنة2008م كانت في ايطاليا لمدة3اشهر بقيت شهرين وقالوا لنا انتهت ، بصراحة نحن نشتغل والشكر والتقدير يتلقاه أعضاء البعثات الاجنبية

كيف..؟

12شخص ليبيين فريق من صبراته قمنا برفع الفسيفساء وترميمها وتنظيفها واعدناها كما كانت بوجود فريق ايطالي من جامعة باليرمو فلم يوثق عملنا ونحن نشتغل بل يقوم بتصوير بعضهم ليقولوا بأنهم هم من يقوم بكل الاعمال في الاثار. هل تتلقون دورات تدريبية باستمرار..؟

حاليا هناك دورة خارجية ولا أحد فيها من مراقبة اثار صبراته كنت مسجلا في دورة روما ولكن تم استبعادي لان الادارة العامة في طرابلس هكذا تريد دورة اخرى من وزارة الثقافة قالت من تحصل على دورة ترميم في لبدة من حقه ايفاده في دورة خارجية في فرنسا وتم تسجيل اثنين من المرممين للفسيفساء من صبراته وتم استبعادهما رغم ذهاب البقية من المراقبات الاخرى وحجة المصلحة ان الايفاد بالدور وهذا كلام غير صحيح فالصحيح أن من يعمل في طرابلس وقريبا من جهات اصدار القرارات يحظى بكل ما يريد وهذا كلام لمسناه في الواقع وليس من الخيال ، لقد ذهبت مع بعض أخوتي في المراقبة الى طرابلس وأخذنا عدد من ملفات الشباب العاملين هنا وعددهم حوالي40شابا لاتمام اجراءات تعيينهم في اثار صبراته ، وكان هناك 206 ملف تم تعيينهم خصصوا 9 منهم لصبراته وهم خريجو جامعات وباحثون وقالوا بأنهم يريدون العمل المكتبي لانه يليق بمستواهم حسب قولهم ، فرفض الاستاذ محمد منحهم رسائل مباشرة وقال لهم اذهبوا الى المصلحة وأخبروها بأننا في حاجة الى مرممين وحراس وبستاني فهذه الاعمال التي تحتاجها المراقبة فالعمود الفقري للآثار ليس الاداري بل الفني والمرمم الذي يفترض ان يمنح كل ما يحتاجه ويرفع من مستوى كفاءته .

 كم عدد القائمين بالاعمال هنا..؟

14شخصا يقومون بالترميم والتنظيف والحراسة والطلاء ولاأحد يتكبرعلى عمل تحتاجه الآثار ، ولكن للاسف حاليا لانستطيع العمل لان الامكانيات غيرموجودة وما يتوفر من ايراد المدينة يتم نقله لطرابلس دون النظر لحاجة المدينة إليه التي لومنحوه لها لاكتفت به وتمكنت من القيام باعمالها على اكمل وجه .

ما تعليقك أستاذ محمد عن الدورات .بصفتك مسؤولا هنا..؟

نعم عندما يتم ابلاغنا نقوم باحالة الاسماء وعادة لاتتعدى اسمين حسب الطلب ونتفاجأ بعد ابلاغ الشخص بتجهيز نفسه بأنه قد تم تأجيله للمجموعة الثانية مما سبب لي عدة احراجات مع زملائي على مستوى المراقبة وقد اخبرتهم في المصلحة بذلك ولكنهم لم يبالوا الاستاذ امحمد الصبراتي خريج جامعة قاريونس سنة 89 اشتغلت رئيس قسم الشؤون الفنية بمصلحة الاثار ومشرف مكتب صرمان الحديث في هذه اللحظة اتآسف على ما حدث لمدينة توكرة العريقة في مدينة شحات الاثرية من تجريف وتخريب وهي من المدن المسجلة لدى منظمة اليونسكو باعتبارها من المدن التاريخية ولكن ما حدث لها يسيء إليها ويضعها في موضع خطر شديد بالنسبة للموظفين اتصلنا بهم واكدوا ان من قاموا بهذا الجرم بعضهم توقف وبعضهم لازال مستمرا في جريمته يريدون فتح مسار في ما يسمى بالخط الاحمرالواقع على الجدار الشمالي للمدينة رئيس المصلحة وعدد من الاعضاء ذهبوا الى شحات وناشدوا الحكومة بالاسراع في ايقاف ما يحدث ولكن لم يحركوا ساكنا والمؤسف ان وزير الثقافة وهو زميل دراسة وباحث آثار ولكنه لم يفعل شيء وربما يرجع للظرف الحرج الذي تمربه البلاد والذي سندفع ثمنه باهظا والآدهى من ذلك ان منظمة اليونسكو اعتمدت شحات مدينة اثرية وربما تكون هذه المرة الاخيرة واذا لم نفعل شيئا تجاه هذا التخريب فستمنحها اليونسكو البطاقة الحمراء التي تعني ازالتها من قائمتها المعتمدة وهنا تكون الطامة وقد سبق وان حدثت لطرابلس التي كانت على وشك الدخول في قائمة اليونسكو ولكن تفاجأنا بسحبها بسبب بناء فندق كورنثيا وغيره من المباني الحديثة التي أساءت لجمال المدينة وعبق تاريخها الحضاري فاعتماد المدينة يعني متابعتها وتنفيذ عمليات اشرافية عليها وارسال بعثات متخصصة وهذا يعتبر بمثابة مظلة تحميها من العبث والمدن الاثرية ممنوع استخدامها كمعسكرات او ضربها مهما كانت صفة المحتمين بها ، ومن هنا نحملكم مسؤولية الموضوع بصفتكم منبر اعلامي له تأثيره على الرأي العام وعلى السلطات ذات القرار. عبدالباسط سالم..لي 9سنوات في هذا المكان اشتغلت 3سنوات حراسات ثم انتقلنا للمتاحف لاشيء متوفر نهائيا ، فالمكان بحكم قيمة القطع الاثرية فيه وما تحتاجه لعمليات تنظيف بمواد خاصة فإنه يشكل خطرا على صحتنا ، المتحف الكلاسيكي منذ سنة1933 والحال الذي عليه يجعله غير صالح على وضع القطع الاثرية فيه والتي منها لوحة الفسيفساء التي تم نقلها سنة1934من حينها وكانت في الشمال الغربي تم نقلها بالجزء من هناك وركبت مثلما كانت نقوم بتنظيفها بين الحين والاخر بمادة»الدلاونتي»المستخدم للسيارات لاته يعطيها لمعة ويحافظ عليها من الاتربة الفترة الماضية قامت هيئة شؤون المحاربين بصيانة صالة المتحف مثلما قام المجلس المحلي صبراته بصيانة بعض المواقع ايضا وما عداهما فلا احد يستطيع القول بأن له مساهمات في المحافظة عليها ثلاثة ارباع الحفريات التي تم اكتشافها من قبل فرق ايطالية تم نقلها للمتاحف الايطالية ومازالت موجودة هناك القطع البرونزيه اشتغلنا لها فورمات من الاسمنت حتى يثقل وزنها فلايستطيعوا سرقتها إدراج العرض في المتحف فارغة لان القسم الخاص بها قامت شركة ايني الايطالية باستلامه لاجراء صيانة له حسب الاتفاق ولكنها سلمته لشركة تونسية والتي بدورها سلمتها لمقاول ليبي وانتهى الامر بينهم بصيانة هزيلة ولحق الضرر بالمكان وادراج العرض الموجودة فيه مما اجبرنا على وضع المعروضات من عملات واواني فخار وبرونز وتحف نادرة جدا في صناديق مقفلة .

صحيفة فبراير الليبية