أكد رئيس الوزراء الجزائري، عبدالمالك سلال، ضرورة أن تتجاوز الدول الخلافات السياسية والدينية والاتحاد لمحاربة تنظيم «داعش» الإرهابي.

ونوه «سلال»، في حديث مع صحيفة «لوموند» الفرنسية، إلى أن داعش يستغل الانقسامات الدولية ويتمكن من تصدير النفط لشراء الأسلحة، وهي تناقضات من الملح أن نتجاوزها.

وأشار إلى ضرورة محاربة داعش على الصعيد الأمني والتعامل في الوقت ذاته مع البؤر التي خرج منها، معتبرا أن ما حدث في العراق وسوريا وأفغانستان أو ليبيا قد أسهم في تنامي وتأجيج الاٍرهاب.

وقال «سلال» إن الجزائر عاشت وتعرف جيدا ما تمر به اليوم بعض البلدان لا سيما فرنسا، مذكرا بأن بلاده ظلت تكافح الإرهاب على مدى عشرة سنوات في تسعينيات القرن الماضي ما أسفر عن سقوط 200 ألف قتيل.

وأكد أن الجزائر وضعت حدا لأعمال العنف بتبني سياسة أمنية في البداية ثم مصالحة وطنية دعا إليها الرئيس عبدالعزيز بوتفليقه، ظهرت نتائجها إذ أن البلاد تعيش في استقرار منذ ذلك الوقت.

ودعا إلى رد شامل من العالم المتحضر لمواجهة ظاهرة داعش، مشيرا إلى سعي الرئيس فرانسوا أولاند لاستصدار قرار من مجلس الأمن الدولي لمكافحة الإرهاب.

واعتبر أن التوجه إلى الأمم المتحدة هو الحل الأفضل نظرا لضرورة اشراك كل البلدان وإلا فلن يتم القضاء على هذه المجموعات، لافتا إلى الوضع الراهن في سوريا.

واعترف سلال بأن كل البلدان بما فيها الجزائر ليست بمنأى من اعتداء جديد لداعش، محذرا من المجموعات التي تنتقل من مكان إلى أخر ومن خطر عودة المتشددين الذي يسافرون إلى سوريا على وجه الخصوص إلى بلدانهم الأصلية.

وقال إن التقديرات الدولية تشير إلى أن عدد الجزائريين المعنيين بذلك أقل بكثير من بلدان أخرى في المنطقة، مشددا في الوقت ذاته على مواصلة بلاده لاتخاذ التدابير اللازمة لمحاربة الاٍرهاب.

كما لفت رئيس وزراء الجزائر إلى أن بلاده لديها حدود مشتركة مع بلدان تعاني من مشاكل كبرى، حيث إن حدودها المشتركة مع ليبيا تمتد على مسافة (1000كم) وتزيد عن ذلك مع مالي.

وأعرب «سلال» عن أمله في تشكيل حكومة انتقالية في ليبيا مدعومة بقوة دولية قبل نهاية العام الجاري، محذرا «اذا لم نفعل شىء في ليبيا فسيكون هناك داعش أخر على أبواب اوروبا»، ولفت إلى أن العديد من المتشددين عادوا إلى ليبيا هربا من عمليات القصف في سوريا.