قال الشعب كلمته في الدور الاول للرئاسية وحسم الامر في ترشحات كانت تغرد خارج السرب وأخرى لم يعد لها وزن داخل المشهد السياسي الحالي رغم تاريخها السياسي والنضالي وتجنب اهل المال والأعمال واختار مرشحين لإتمام السباق نحو قصر قرطاج وهما المنصف المرزوقي والباجي قائد السبسي مع تفوق في النسبة لصالح المرشح الاخير
بوابة افريقيا تحدثت الى بعض الشخصيات المحايدة والعارفة بالشأن السياسي في تونس ومنها الاستاذ عبد الجليل التميمي والجامعي المختص في التاريخ وصاحب مؤسسة التميمي الذي اعتبر ان النتائج الأولية للرئاسية تتراوح بين الشعور بالارتياح وعدمه
وياسف كثيرا لان هناك بعض القيادات الوطنية التي خدمت البلاد طيلة 40 سنة ولكن الشعب لم يمنحهم ثقته ويقصد الاستاذ نجيب الشابي الذي ساهم في زحزحة نظام بن علي وضحى من اجل هذا الشعب بالكثير
ويأسف ايضا لان مصطفى بن جعفر لم يستمع لنصائح اصدقائه بضرورة عدم الترشح حفاظا على قاعدة التكتل التي تهاوت بخسارة مخجلة في التشريعية واحتراما لتاريخ الرجل النضالي لكنه لم يستوعب الدرس
وذكر في نفس السياق ان مصطفى كما النابلي هو شخصية دولية وانا شخصيا دعوت الى انتخابه لانه يتميز بالهدوء ويتوفر على امكانيات اقتصادية هامة ولكن المناخ العام ووسائل العنف والقيادات السياسية في بلادنا لا تقدر الكفاءات الجديدة وهذا ما جعله ينسحب من الرئاسية
و بخصوص الفائز بالمرتبة الثالثة حمة همامي فاني اعتقد ان الشباب كان من اكثر مؤيديه وخاصة طلبة الجامعة واعتقد ان الصدق الذي يتميز به جعل الراي العام يتعاطف معه وأحييه للنتائج المشرفة
وأما اصحاب المال والأعمال فاني أقول لهم :"ان المال لا يكفي للترشح للرئاسة بل المطلوب هو الحس الوطني المتجذر في التاريخ والحضارة ؟

الباجي والمرزوقي

وفيما يتعلق بالمرشح الفائز بالمرتبة الاولى الباجي قائد السبسي فهو رجل سياسة محنك لعب دورا في السياسة التونسية وكان يقول ان السياسة التونسية ارساها بورقيبة وانا سأكون أمينا على اتمام مسيرته ولكن على الباجي الا ينسى ان تونس تعج بطاقات شابة ذات كفاءة عالية وكان بإمكانه ان يساعد على بزوغها ومنحها المشعل لان الثورة تريد ان تتغذى بروح الشباب وتمنى عندما تكون السلطة بيده ان يحرص على ان يكون نصف الحكومة من الشباب والنساء
اما بخصوص محمد المنصف المرزوقي الفائز بالمرتبة الثانية قال:" فهذا الرجل عرفته في فرنسا قبل الثورة وكان اول من دعوته في مؤسسة التميمي بعد عودته من منفاه ليتحدث عن مسيرته النضالية ولكن من خلال مواكبتي للمرزوقي وتصريحاته المتناقضة جعلني ابدي شيئا من الحذر واقول له انت قمت بواجبك طيلة 3 سنوات ومن فمن الافضل الاتفاق مع الباجي قائد السبسي على شخصية ثالثة وان يكون للمرزوقي نوعا من الانفة للاتفاق مع النهضة لتعيين رئيس توافقي شاب اقل من 40 سنة لكن اذا واصل التشنج والرغبة في العودة للقصر فهو سيضر بالبلاد وبتاريخه النضالي وان حكم تونس لمدة 5 سنوات اخرى فانا اخشى عليها من عدم قدرتها على تحمل المزيد.

إرادة الشعب

ما ميز الانتخابات التشريعية والرئاسية حسب المفكر والأستاذ الجامعي حمادي بن جاب الله هو غياب الوصاية على إرادة الشعب مثلما كان في السابق حيث توجه الى مكاتب الاقتراع لينتخب لاول مرة رئيساً دون ان يكون على يقين من انتصاره وهو المعنى الحقيقي لقلق الحرية إذ لا معنى لانتخابات معروفة النتائج سلفا .
واشار الى أن السياسي الذي أتاحت له ثورة شباب مدرسة الجمهورية العودة الى الوطن والوصول الى الحكم يجب ان يفهم جيدا انه متشبع بقيم العصر الحديث ولا مجال للّعب بمشاعره الدينية او الاستهانة بعلم بلاده أو العبث بهيبة دولته وتفتيت مؤسساتها واضاف لا أشك في ان هذا التعلق بتلك القيم سيحسم الأمر في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية لصالح الأوفى للوطن والأشد إخلاصا لقيم الجمهورية .
وختم بان الشعب التونسي مدين في كل ما يعيشه من انتصار لإرادته الى شهداء الثورة وجرحاها من المدنيين والعسكريين والآمنين ورجاؤنا أن ينال كل ذي حق حقه في اقرب الاجال ومدين كذلك الى أجيال من المجاهدين الشرفاء وفي مقدمتهم الزعيم الحبيب بورقيبة , الذين ضحوا من اجل بناء دولة الاستقلال وتحرير المرأة وإنشاء مدرسة الجمهورية ".