وجه النائب الأول لمجلس نواب الشعب في تونس عبد الفتاح مورو وجه رسالة إلى الشباب التونسي للإقبال على مكاتب الاقتراع وتجنب العزوف السابق في الدورة النهائية الحاسمة.

وجاء ذلك في إطار ،تحرّكات ومبادرات من مختلف الأحزاب والمنظمات مثل "أنا يقظ" و "شباب يقرر" و"جمعية صوتي" و المعهد الدولي للمناظرة" تصب في إتجاه واحد وهو تفادي ظاهرة عزوف الشباب عن المشاركة في عملية الاقتراع التي برزت خلال الانتخابات التشريعية والدورة الأولى من الانتخابات الرئاسية.

ويدرك كل من المرشح الباجي قائد السبسي والمنصف المرزوقي من خلال الجولات الانتخابية السابقة بأن عزوف الشباب على الانتخابات يعكس "عطبا ما" في التواصل مع هذه الشريحة العريضة وإقناعها بممارسة حقها الانتخابي واختيار من يمثلها ويحقق مطالبها.

فقد افتتح المرشح الرئاسي الباجي قائد السبسي حملته الانتخابية هذه المرة بلقاء مع شباب من جميع المناطق بالبلاد في الفضاء الثقافي "مسرح نجمة الشمال" بالعاصمة.

هذا الاختيار لفضاء مثل نجمة الشمال مثل رسالة مضمونة الوصول من المرشح للرئاسة لفئة شابة تتّصف بالتحرر و التمسك بالدولة الحديثة وبالحريات الشخصية.
كما لم يكن عفويا خلال هذا اللقاء تعهّد السبسي بمراجعة القانون 52 المتعلق باستهلاك المواد المخدرة وخاصة مادة "القنّب الهندي" ،ووصْفه بالقاسي على الشباب وهادما لمستقبله خاصة بالنسبة للمنزلقين في تجربة الاستهلاك لمرة أولى.
هذا إلى جانب وعود بالترفيع في منحة طلبة الجامعة.

المرشح الثاني المنصف المرزوقي حث الشباب على عدم تفويت هذه الفرصة التاريخية لضمان عدم العودة إلى عصر الاستبداد.مؤكدا أنه يضمن الحريات الشخصية و لا يهدد التونسي في قناعاته وأفكاره المختلفة ،ملوّحا بعدم الإقبال على غلق المقاهي والمطاعم خلال رمضان المنقضي أي خلال فترة رئاسته للبلاد،ليرد بذلك على كل من يتهمه بوقوف الجماعات الإسلامية المتطرفة وراءه.

"أبواق دعاية"

قال الدكتور عبد الطيف حناشي أستاذ التاريخ السياسي المعاصر والرّاهن ، بأن حالة العطش للمشاركة السياسية في تونس كان من الضروري أن تؤدي إلى إقبال كبير من طرف الكتلة الناخبة من مختلف الشرائح العمرية على الانتخابات الرئاسية.

لكن حدث العكس واكتفت الفئات الشبابية بتسجيل حضورها في النشاط المدني كملاحظين ومراقبين في أغلب الجمعيات أو لخدمة الدعاية السياسية للأحزاب" أبواق دعاية" لحاجة مادية وليس سياسية. لكن لا يوجد شباب فاعل في الأحزاب باستثناء الأحزاب الإيديولوجية بتفاوت (الجبهة الشعبية، والنهضة). يعود ذلك في رأيه إلى عاملين أساسيين ،أولا نظرا لحداثة التجربة الحزبية في تونس ،ثانيا وهي أن أغلب القيادات الحزبية من الجيل الثالث والرابع والخامس أي "شيوخ" وكبار في السن وهؤلاء لا يجددون دماءهم ولا يفسحون المجال للشباب ،ذلك أن نفس الوجوه تقود وتتحرّك بناء على انعدام ثقتها في الشباب،وبالتالي تبقى الفئات الشابة في الأحزاب كوسيلة دعائية فقط.

وهو ما أدى إلى حالة من الإحباط لدى الفئة الشبابية التي خرجت إلى الشارع والساحات ورفعت شعارات العمل والكرامة في الثورة ،هبّت لتغيير وضعها والتحرر من الصمت، لكنها ظلت مهمشة بعد ذلك توجه نظرة شكّ تجاه النخبة السياسية التونسية،ومثل ردود الفعل هذه ساهمت في استنكاف الشبان و العدول عن المجال السياسي.ثم لا ننسى أن من بين أسباب ذلك أيضا الاستبداد السياسي سابقا وحرمان الشباب من فرصة خوض التجربة السياسية والمشاركة الفاعلة فيها.