نشرت صحيفة "ّذا نورث أفريكا بوست" –صحيفة مغربية صادرة باللغة الانجليزية- تقريرا حول الوضع في بلدان المغرب العربي، مشددة أن المنطقة بأسرها تمر بلحظة مفصلية، وشمل التقرير الحديث عن الأوضاع في ليبيا وتونس والمغرب والجزائر.

وقالت الصحيفة إن منطقة المغرب العربي التي تمتد من ليبيا إلى المغرب وموريتانيا تعد واحدة من أكثر المناطق غير المستقرة والأقل تكاملاً في إفريقيا وربما في العالم. وتثير حالة عدم اليقين التي تواجه العديد من بلدان المنطقة مجموعة من الأسئلة بشأن استقرار منطقة البحر المتوسط. ولا تزال ليبيا المنقسمة تقوض الأمن الإقليمي في حين يلقي فراغ الحكم في الجزائر والاحتجاج المستمر هناك بظلالها على استقرار المنطقة. وفي الوقت نفسه يبحث المغرب عن نموذج تنموي جديد للحد من الفوارق والحد من البطالة ، بينما تواجه تونس اختبارًا لديمقراطيتها الناشئة في انتخابات وضعت زعيميْن سياسيين متنافسين جديدين في وقت تواجه البلاد أزمة اقتصادية ومالية حادة.

وتحطمت احتمالات الحل السياسي للاقتتال في ليبيا بعد أن شنت قوات الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر هجومها على طرابلس بمساعدة. إن استعدادات ليبيا للانتخابات بموجب اتفاق الصخيرات أصبحت الآن من الماضي البعيد. وأصبحت البلاد ملاذا آمنا للجماعات الإرهابية ولجميع أنواع المتجرين عبر الحدود والعصابات الإجرامية.

وقالت الصحيفة في تقريرها أنّ العنف السياسي سيستمر في ضرب البلاد  حيث وضعت تركيا وقطر ثقلهما الكامل وراء الحكومة المعترف بها من قبل الأمم المتحدة في إحباط الهجوم الذي قامت به الإدارة الشرقية الموالية لحفتر. وستزيد حدة القتال من فراغ الأمن في ليبيا على الرغم من عائدات النفط الثابتة. كما امتد انعدام الأمن في ليبيا إلى تونس المجاورة.

وتابع التقرير أنّه وفي خضم التكامل الإقليمي الضعيف للغاية والتعاون عبر الحدود لمعالجة المخاطر الأمنية  لا يزال المغرب العربي غير قادر على مواجهة التحديات الأمنية والاقتصادية بمفرده. وهذا يضعف الدول الخمسة في المفاوضات الدولية ويعرض الدول غير المستقرة بينها إلى التأثير والتدخل الأجنبي. وتعتبر حالة ليبيا مثالاً بارزًا لدولة أصبحت أرضها الآن ساحة معركة لحرب بالوكالة.

إن التحدي الذي ينتظر حكومات شمال إفريقيا هو التغلب على الجمود السياسي والتنافس الضيق لمواجهة التحديات الاستراتيجية التي ستشكل بلدانها لعقود قادمة.  


* "بوابة إفريقيا الإخبارية" غير مسؤولة عن محتوى المواد والتقارير المترجمة