يحظى الجيش الليبي بقيادة خليفة حفتر بدعم دولي واسع كأحد أبرز الفاعلين على الساحة الليبية التي شهدت انهيار مؤسسات الدولة وحالة من الفوضى بعد إندلاع الأزمة في البلاد في العام 2011 وانتشار التنظيمات الارهابية والمليشيات المسلحة التي أدخلت ليبيا في دوامة من العنف المستمر.

وفي مؤشر جديد على الترحيب الذي بات يحضى به الجيش الليبي من طرف العديد من الدول، استقبل الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود في مكتبه بقصر اليمامة بالرياض، الأربعاء 27 مارس 2019، لأول مرة القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر.

ووفقا لوكالة الأنباء السعودية "واس"، فقد حضر الاستقبال، الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف، وزير الداخلية، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان، ووزير الخارجية إبراهيم بن عبدالعزيز العساف، ووزير الدولة لشؤون الدول الإفريقية أحمد بن عبدالعزيز قطان.

وقالت الوكالة إن "خادم الحرمين الشريفين بحث مع حفتر مستجدات الأوضاع على الساحة الليبية".وأكد العاهل السعودي، خلال استقباله له في مكتبه بقصر اليمامة بالرياض، حرص المملكة على أمن واستقرار ليبيا، متمنيًا للشعب الليبي التقدم والازدهار.

وكان مصدر عسكري في القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية، أكد أن قائد الجيش الليبي خليفة حفتر سيقوم بزيارة رسمية للمملكة العربية السعودية. ونقلت وكالة "سبوتنيك" الروسية عن المصدر إن "القائد العام للقوات المسلحة المشير خليفة حفتر سيتوجه الأربعاء في زيارة رسمية للمملكة العربية السعودية بناء على دعوة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز".

ويسيطر الجيش الوطني بقيادة المشير حفتر على شرق البلاد الغنية بالنفط، وأطلق في يناير الماضي حملة عسكرية في جنوب غربي ليبيا، توجها بدحر التنظيمات الارهابية والعصابات التشادية.وأشارت تقارير اعلامية الى أن استقبال الملك سلمان، يعد انتصارًا دبلوماسيًا كبيرًا للمشير يتوج مكاسبه العسكرية الميدانية، فاللقاء يشير إلى اعتراف ودعم من المملكة ذات الثقل السياسي الكبير في المنطقة.

ويأتي هذا اللقاء قبل يوم من مغادرة الملك السعودي إلى تونس، للمشاركة في الدورة العادية الثلاثين للقمة العربية، والتي من المنتظر أن يتخللها اجتماع للمجموعة الرباعية المعنية بليبيا والتي تضم كلاً من الجامعة العربية، والأمم المتحدة، والاتحاد الأوروبي، والاتحاد الإفريقي، وذلك على هامش أعمال القمة العربية المقبلة في تونس.

وصرح السفير محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الأمين العام، بأنه من المقرر أن يشارك في الاجتماع، والذي سيعقد يوم 30 مارس/آذار، كل من سكرتير عام الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فقي، والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسية الأمنية، فيدريكا موغريني، إلى جانب المبعوث الأممي إلي ليبيا، د. غسان سلامة.

ومن جهة أخرى، تأتي زيارة القائد العام للقوات المسلحة الليبية، المشير خليفة حفتر، الى السعودية في أعقاب لقاء جمعه الثلاثاء، مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا في مقر القياده العامة بمنطقة الرجمة شرق مدينة بنغازي، والذي يعتبر الأول من نوعه على هذا المستوى.

وقالت بعثة الاتحاد الأوروبي في بيان أصدرته مساء الثلاثاء إن "سفراء النمسا وبلجيكا والجمهورية التشيكية وفنلندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا ومالطا وهولندا وبولندا ورومانيا وإسبانيا والسويد التقـوا المشير حفتر". ولفتت البعثة في بيانها إلى أن "الهدف الرئيسي من زيارة سفراء وممثلي دول الاتحاد الأوروبي، هو إعادة تأكيد دعم الاتحاد الأوروبي لجهود المبعوث الأممي، غسان سلامة الرامية إلى إنهاء المرحلة الانتقالية وحث جميع الأطراف على الالتفاف وراء هذه الجهود لضمان نجاح المؤتمر الوطني الذي سيعقد في غدامس الشهر المقبل".

وكانت الأمم المتحدة تنوي إجراء الانتخابات في ليبيا، في 10 ديسمبر/ كانون الأول، كسبيل لإنهاء الصراع القائم منذ العام 2011، لكن تصاعد حدة العنف في ظل انتشار المليشيات المسلحة وخاصة في العاصمة الليبية طرابلس وعدم وجود تفاهم بين المعسكرين المتنافسين حال دون إجراء الانتخابات.

وتراجعت وتيرة العمليات العسكرية في ليبيا مؤخرا، فيما تصدرت التطورات السياسية المشهد في البلاد، خاصة مع إعلان البعثة الأممية عن موعد ومكان انعقاد الملتقى الوطني، الذي يعدّ فرصة للتحاور والتصالح بين الليبيين بمختلف أطيافهم، من أجل التوصل إلي حلول ناجعة تفضي إلى حل الأزمة الليبية وتحقيق الاستقرار المنشود.بحسب ما أكد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج.

وقال الناطق باسم رئيس المجلس الرئاسي "محمد السلاّك" في مؤتمر صحفي عقده اليوم بديوان رئاسة الوزراء في طرابلس، لأربعاء، أن السراج أعرب عن تطلعه لنجاح الملتقى الجامع في صياغة تفاهمات بشأن المحاور الأساسية، وعلى رأسها الاستحقاقات الانتخابية والتداول السلمي للسلطة، وبناء السلم الأهلي والاجتماعي، والإسهام الفاعل في قيام الدولة، مجدداً دعم رئيس المجلس الرئاسي الكامل للملتقى.

وينتظر الليبيون ما ستسفر عنه مباحثات المؤتمر الليبي الجامع الذي دعت إليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا على لسان رئيسها غسان سلامة، ومن المقرر تنظيم المؤترفي الفترة من 14 إلى 16 نيسان/أبريل القادم في مدينة غدامس الليبية 600 كيلومتر جنوب غرب طرابلس.ويعقد الكثيرون الأمل على الملتقى الجامع في وضع خارطة لإعادة الاستقرار بعد 8 سنوات من الفوضى.