توصلت دراسة بحثية يعكف عليها الباحثان محمد العصيمي ومبارك القحطاني من جامعة الملك سعود"مرحلة الماجستير" وتحمل عنوان " تأثير جماعة الإخوان المسلمين في موقع التواصل الاجتماعي على الشباب السعودي" على أن تنظيم الإخوان المسلمين الإرهابي دأب على استخدام الإنترنت بدءا من عام 1998 م لنشر أفكاره ومعتقداته مستهدفا الشباب السعودي مغررا بهم للدخول للتنظيم، وقد أظهرت بيانات"الدوماين"الخاص بهذه المواقع بأنها تسجل باسم أشخاص من خارج جمهورية مصر وبأسماء أخرى مستعارة.

وأشارت الدراسة أن تسجيل هذه المواقع بأسماء غير مؤكدة ومستعارة ولأشخاص في الخارج يعكس البعد الأمني الذي سيطر على مؤسسي تلك المواقع حيث غلب عليهم الحذر من التتبع الأمني والذي كان ولا يزال عنصراً فاعلاً في التحركات الإخوانية في مصر إذ سارت جماعة الإخوان المسلمين "الإرهابية"على هذا النهج في تمرير رسائلها الإلكترونية للجمهور مستهدفة أيضا المملكة العربية السعودية باستخدامهم للدين للوصول إلى أهدافهم ومخططاتهم التي يسعون حثيثا وراءها إذ وصلت ألاعيبهم لتصل لأحد الأشخاص بشارع الراية في محافظة جدة ليكون موقع "الشبكة الإخوانية"حاملا لاسمه.

وأوضحت الدراسة بأن موقع "الدعوة" كان التجربة الأولى لجماعة الإخوان المسلمين وتم تسجيله باسم شركة "داتاكوم" بشيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية فيما كانت تجربتها الثانية بموقع الشاهد في عام 2000م والذي أطلقته مجموعة إخوانية تحت اسم "الشاهد للدراسات السياسية والاستراتيجية" ووصفت نفسها ب "مجموعة مراقبة انتخابات مجلس الشعب" وقد استمر التحرير في هذا الموقع حتى سبتمبر 2002 على أحد مواقع الاستضافة المجانية.

فيما كان موقع حقائق مصرية الذي تأسس في 29 مارس عام 2000م كشف ملكية الدوماين الخاص به أنها تخص شخصا في كول فيلدج بنيو مكسيكو بالولايات المتحدة الأمريكية.

بعد سنوات من التجارب الإخوانية في مجال النشر الإلكتروني وجُد أن تلك التجارب لم تنل حظاً كبيراً من الانتشار والنجاح لاعتمادها على هواة متحمسين أو متطوعين غير متفرغين، ونتيجة لمطالبات عديدة من قواعد الجماعة بضرورة أن تمتلك جماعة الإخوان المسلمين موقعاً رسمياً قادراً على التعبير عنها، تكونت عدة ورش للعمل شاركت في صياغة الرؤية الأولية لموقع الجماعة.

فبعد تعثر ومشاكل فنية وإدارية بدأ التشغيل التجريبي لهذا الموقع في أبريل 2003م ليكون "إخوان أون لاين" هو الموقع الرسمي الأول للجماعة، وقد قامت التجربة بالاعتماد على محترفين، فتم تأسيسه عن طريق الشركة المصرية لخدمات المعلومات برئاسة الدكتور جمال نصار - الذي يعد أول رئيس تحرير للموقع - حيث تم إدارة الموقع من مكتب بالقرب من مقر الجماعة بمنيل الروضة وهو المقر الذي تم مداهمته في 16 مايو 2004م والاستيلاء على كافة محتوياته، وقد سقط الموقع ليومين نتيجة الاستيلاء على الخوادم الخاصة به حتى تمكنت مجموعة فنية إخوانية من إعادة بثة من جديد.

وكشفت الدراسة البحثية أن ثلاث دول فقط هي السودان وسورية والأردن التي ظهرت مواقعها على الإنترنت تحت لافتة الإخوان المسلمين بشكل مباشر وصريح يليهم موقع الجماعة الإسلامية بلبنان وموقع ليبيا المختار إخوان ليبيا - وموقع حركة حماس فلسطين حيث حملت المواقع الثلاثة مواد داخلية توضح صراحة الارتباط الفكري بالجماعة الأم، ورغم الارتباط الكبير بين جماعة الإخوان في الجزائر والجماعة الأم إلا أن موقعها جاء تحت لافتة حركة مجتمع السلم دون الإشارة من قريب أو بعيد للجماعة في مواده الداخلية، بينما ظهرت بقية المواقع التي تمثل جهات قريبة من الجماعة تحت اسم الهيئات والأحزاب والجمعيات والمؤسسات التي تعمل من خلالها داخل الأقطار المختلفة.

وأفادت الدراسة أن تلك المواقع تأسست على فترات متباينة فمنها ما ظهر مبكراً مثل موقع إخوان إيطاليا الذي ظهر في فبراير 1999م وإخوان البحرين في مارس 1999م وإخوان إريتريا في يناير 2000م م وإخوان الجزائر في ديسمبر 2002م وإخوان ليبيا في فبراير 2002م وإخوان العراق في أغسطس 2002م وإخوان السودان في مارس 2005م.

واستهدفت جماعة الإخوان في وسائل تأثيرها التجمعات الطلابية فأفلحت جهودها في ظهور العديد من المواقع الطلابية كموقع طلاب جامعة القاهرة وموقع طلاب جامعة الإسكندرية وجامعة حلوان والأزهر وغيرها والتي يصل عددها لتسعة مواقع طلابية.

*نقلا عن جريدة الرياض