أعلن الجيش الليبي عن دخوله المرحلة الثالثة من عملية "تحرير طرابلس"، معركة قال إنها ستحسم خلال الأيام أو الساعات القليلة القادمة وفقا لتصريحات القيادات العسكرية، مشيرًا إلى أنّه "الفصل الأخير" لحرب مستمرة منذ أربعة أشهر.

وقد أعلنت قوّات الجيش، في هذا السياق، تقدمها في جميع محاور طرابلس حيث قصف سلاح الجو مواقع الميليشيات في العاصمة، تمهيدا لتقدم الوحدات البرية. وقالت شعبة الإعلام الحربي التابعة للقيادة العامة للجيش الليبي ،إن "الوحدات العسكرية تتقدم بخطى ثابتة في جميع محاور العاصمة  وتُسيطر على مواقع وتمركزات جديدة وتُكبِّد العدو خسائر كبيرة"، وأكدت أن "المعنويات والهمم عالية، وساعة النصر قريبة بإذن الله"بحسب تعبيرها.

كما أعلن اللواء 73 مشاة، عن بدء تقدم وحدات القوات المسلحة جنوب طرابلس في جميع المحاور، وأكد أن وحدات الجيش حققت تقدماً كبيراً في عين زارة، ومحور وادي الربيع جنوب طرابلس، مشيراً إلى أن سلاح الجو قد قدم غطاء جوياً لتقدم القوات، وذلك باستهداف نقاط تمركز مسلحي الوفاق أمام الوحدات المتقدمة.

وتزامن ذلك مع إصدار آمر غرفة العمليات المتقدمة في الجيش الليبي، اللواء صالح عبودة، أمرًا لكافة القوات التابعة للجيش الليبي، والمتواجدة بمحاور طرابلس، بالتقدم لتنفيذ المهمة الأخيرة لتحرير العاصمة طرابلس.ووفقًا لمقطع مصور نشرته العديد من الصفحات الداعمة للجيش الليبي، يسمع فيه بوضوح النداء الموجه لكافة قوات الجيش بضرورة التحرك، وتنفيذ الأوامر الخاصة باقتحام وسط العاصمة طرابلس.ونقل موقع "ارم نيوز" عن مصدر عسكري،قوله إن كافة القوات بدأت بالتقدم من جميع المحاور؛ تنفيذًا للتعليمات بشأن المرحلة الأخيرة من تحرير طرابلس، وبإسناد من قوات الطيران الجوي.

ومن جهته، قال قائد محور عين زارة بجنوب طرابلس التابع للجيش اللواء فوزي المنصوري إن دخول قوات الجيش سيحدث خلال الأيام أو الساعات القليلة المقبلة.وأشار المنصوري في تصريحات خاصة لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية، إلى أن دخول طرابلس سيتم خلال وقت قريب جداً، لافتاً إلى أن عملية الاقتحام ستكون سريعة وحاسمة، على حدّ تعبيره.

وأضاف:"القوات جاهزة تماماً، وتنتظر فقط التعليمات النهائية من المشير خليفة حفتر القائد العام للجيش الوطني باقتحام العاصمة"، موضحاً أن مواقع القوات ومعنويات الجنود ممتازة في ظل التقدم الذي تحرزه ميدانياً.

وبيّن اللواء المنصوري أن "تعليمات المشير حفتر إلى قوات الجيش خلال هذه المعركة تنص على الحفاظ على أرواح السكان المدنيين والبنية التحتية وممتلكات المواطنين ، معتبراً أن مصير الميليشيات المسلحة بعد دخول الجيش سيكون إما القتل وإما السجن وإما الهروب".

وتابع المنصوري :"هذه معركة وطنية صرفة والقوات الموجودة على الأرض هي فقط قوات الجيش الوطني الليبي، ومطلوب من سكان العاصمة التعاون مع الجيش وإغلاق الأحياء لمنع تسلل أو هروب عناصر الميليشيات والإفصاح عن أماكن وجود الإرهابيين وعدم السماح للميليشيات بالاقتراب منها".

وشدد قائد محور عين زارة على أن قوات الجيش تدربت عملياً على عملية تحرير طرابلس خلال تحريرها لجميع المدن الليبية من بنغازي ودرنة وإجدابيا وغيرها من قبضة الجماعات الإرهابية التي كانت تسيطر عليها على مدى السنوات الماضية.وإختتم اللواء المنصوري حديثه بالقول:"نحن نواجه الميليشيات المسلحة المدعومة من تركيا، وليلة أول من أمس كان هناك قصف بالطائرات التركية المسيرة على مواقع الجيش في عين زارة بجنوب طرابلس".

وتأتي هذه الخطوة الأخيرة بعد أن باتت قوات الجيش الوطني الليبي على مشارف العاصمة الليبية طرابلس بعد تحقيقها نجاحات متتالية والسيطرة على مناطق استراتيجية حول معسكر اليرموك جنوب طرابلس، مما سيعجل بحسم المعركة وفق خبراء.

ويعتبر معسكر اليرموك من أهم المواقع العسكرية فى المنطقة، حيث يقع على الطريق الرابط بين منطقة قصر بن غشير وخلة الفرجان، وتمثل السيطرة على ذلك المعسكر انجازًا مهمًا للتقدم تجاه مدن العاصمة الأخرى. وهو ما أكده المتحدث باسم القائد العام للجيش الليبي اللواء أحمد المسماري الذي قال أن القوات المسلحة أصبحت قريبة من قلب العاصمة طرابلس.وأضاف أن السيطرة على المعسكر ستمهد الطريق للتقدم باتجاه حي صلاح الدين، القريب من قلب العاصمة.

وشهدت الأيام القليلة الماضية تأكيدات من الجيش الوطنى الليبى عن استعداده للدخول إلى العاصمة الليبية طرابلس فى خطوة اعتبرها البعض حاسمة في مستقبل البلاد.

ومن جهتها، أصدرت تنسيقية جنوب طرابلس، التابعة لغرفة العمليات، بياناً، دعت فيه شباب المناطق المستعدين إلى انتظار أوامر التقدم من القوات المسلحة للتحرك. ودعا البيان الذي جاء بتوقيع رئيس تنسيقية جنوب طرابلس، الشباب إلى أخذ الحيطة والحذر في مواجهة التشكيلات المسلحة، كما طالبهم بتأمين المناطق والأحياء السكنية والمحافظة على الممتلكات ومؤسسات الدولة، والوقوف ضد الخارجين عن القانون. كما أشار البيان إلى ضرورة التنسيق الداخلي في ما بين شباب مناطق وأحياء جنوب طرابلس، لمنع تمركز التشكيلات المسلحة داخل المناطق السكنية.

وتشير هذه التطورات إلى أن العد التنازلي بدأ، وبدأت معه قوات الجيش الوطني الليبي في إطباق قبضتها على مختلف أنحاء البلاد، لتقترب من قلب العاصمة طرابلس، وتبقى (مؤقتا) نسبة قليلة جدا من أراضي البلاد في يد الميليشيات المسلحة التي تحالفت بالرغم من صراعاتها السابقة في مواجهة الجيش.