خصصت موقع ذا دايلي بيست الأميركي تقريراً مطولاً تناول فيه حقيقة نشاط التهريب الذي يتم للأموال، الأسلحة وغيرها من البضائع المحظورة عبر الحدود الصحراوية الليبية التي يسهل اختراقها مع مصر.وأشار الموقع إلى أن القائمين على هذا النشاط يقومون بتهريب كل هذه الأشياء من داخل ليبيا لكي يبيعوها لمشترين في منطقة الشرق الأوسط، وأن هؤلاء المهربين عبارة عن مجموعة جريئة من الأشخاص الذين لا يخشون شيئاً في سبيل رواج تجارتهم.وأضاف الموقع أن جماعات من البدو ورجال القبائل البربرية، الذين يهيمنون على هذا النشاط، لطالما نجحوا في التجول عبر تلك الحدود سهلة الاختراق من دون أن تتم معاقبتهم تقريباً.

لكن الطبيعة المتطورة للمنتجات التي يتعاملون فيها، إلى جانب المبالغ المالية المتزايدة التي ينطوي عليها نشاط التهريب وحالة الاضطراب التي تشهدها منطقة شمال افريقيا عقب ثورات الربيع العربي، أدت لتزايد الأخطار بالنسبة للعاملين في هذا المجال وجاءت لتلقي الضوء مجدداً على تجارة كان قد تم التغاضي عنها في السابق.ونقل الموقع في هذا السياق عن شاب يدعي علي من عشيرة عين الشافي البدوية في واحة سيوة المصرية، ويعتبر من الأشخاص الذين يلعبون دوراً بارزاً في تهريب السلاح للمشترين المتواجدين في القاهرة، قوله :" الأمور تسير بشكل جيد، ونحن نكسب من وراء تلك التجارة أموالاً جيدةً، والحياة تسير معنا بشكل جيد للغاية".

وأشار علي إلى أنه سافر إلى ليبيا العام الماضي ثلاثة مرات من أجل الاستفادة من إمدادات الأسلحة الجاهزة هناك، وما شجعه على ذلك هو تأكده من وجود حالة من التعطش لدى كثير من المواطنين المصريين من أجل تملك أسلحة في ظل اضطراب الأوضاع السياسية في مصر، ورغبة الجميع في توفير أقصى درجات الحماية لهم ولذويهم.وفي مقابل ذلك، قال مسؤولون مصريون إن كثير من مسارات التهريب ما تزال مفتوحة، مشددين على شبه استحالة التصدي لنشاط التهريب بشكل كامل، خاصة وأن الحدود المصرية- الليبية طويلة للغاية، وليس بوسع أي دولة تأمين حدودها بنسبة 100 %.