تتواصل النقاشات والاختلافات داخل حركة نداء تونس ، الحزب الذي منحه الدستور حق اقتراح رئيس الحكومة الجديد ، حول الشخصية التي ستقود الحكومة المقبلة وذلك بعد ان تمسك عبدالكريم الزبيدي الوزير السابق في حكومتي الترويكا وأيضاً في عهد الرئيس الأسبق بن علي ، برفض هذا المنصب ، رغم الوساطات والاتصالات المتجددة لإقناعه بتحمل المسؤولية.

من جهة أخرى ، بات واضحا أن إمكانية تعيين الهادي العربي وزير التجهيز الحالي وأحد الإطارات العليا السابقة بالبنك الدولي باتت ضئيلة جداً اذ ان هناك عدة أطراف لعل أبرزها الاتحاد العام التونسي للشغل رفعت "فيتو" في وجهه .

ورغم أن اتحاد الشغل يؤكد انه ليس معنيا بتشكيل الحكومة وتركيبتها فان عدة قطاعات داخله أعلنت رفضها تكليف وزير التجهيز الحالي الهادي العربي معتبرة انه يعادي العمل النقابي.

سقوط اسمي الزبيدي والعبيدي من السباق نحو قصر الحكومة بالقصبة وقرب حلول الأجل القانوني لتقديم الشخصية لرئيس الجمهورية بعد غد الاثنين  جعلت الأنظار تتجه مجددا الى رئيس الحكومة الحالي مهدي جمعة  الذي يستعد للسفر الى فرنسا والولايات المتحدة يوم الموعد المفترض قانونا لتقديم اسم رئيس الحكومة الى رئيس الجمهورية، والذي اعترف اليوم في حوار الى وكالة الأنباء الفرنسية بأنه تلقى دعوة لمواصلة ترؤس الحكومة وانه جدد رفضه للمواصلة وحرصه على التداول في المسؤولية.

 فهل يؤول هذا المنصب الى نداء تونس  من خلال أمينه العام الطيب البكوش، الذي يبدو صحبة جناح داخل الحزب وحتى من خارجه ، متحمسا لضرورة آن يكون رئيس الحكومة من النداء خاصة وأن الدستور لا يمنع ذلك ، في حين أن رئيس الجمهورية ومؤسس الحزب الباجي قايد السبسي يرفض ذلك وهو موقف تسانده عديد الأحزاب ٠

الخلاف حول الحكومة المقبلة ، التي يجب أن تتشكل قبل منتصف شهر فبراير المقبل ، لا يقتصر على رئيسها المرتقب فقط ، بل حول الاطراف الممثلة فيها اذ تأكد أن تضم الى حد الان ممثلين عن نداء تونس والاتحاد الوطني الحر وحزب افاق تونس والمبادرة الدستورية وشخصيات مستقلة في ما لم يحسم حضور حزب النهضة الاسلامية فيها رغم أن تسريبات تؤكد أن شخصيتين من النهضة ستكونان في الحكومة القادمة وهما سمير ديلو الوزير الأسبق لحقوق الانسان والعدالة الانتقالية وزياد العذاري النائب الحالي في البرلمان الجديد والناطق الرسمي باسم الحركة ، وهما من قيادات الحركة المساندة للتقارب أو التحالف مع حركة نداء تونس ولا تعتبر انها حزب سيعيد النظام القديم مثل ما تصرح به أغلبية قيادات وقواعد النهضة.