قال الخبير الأمني التونسي مازن الشريف في محاضرة ألقاها مساء اليوم السبت إن تنظيم داعش الإرهابي قد مرّ إلى المرحلة الثانية من مخططه التخريبي في الوطن العربي، الذي يستهدف طمس كل المعالم التاريخية و الحضارية و الثقافية، بعد أن نشر هذا التنظيم في مرحلة أولى القتل و الدمار في كل أرجاء الدول العربية.
وبيّن الخبير الأمني ، الذي كان يحاضر في ندوة حول الخطّ الفكري للإرهاب نظمها حزب التيار الشعبي في تونس، أن هذا التنظيم الإرهابي،  ينفّذ مخططات لا تختلف عن الأهداف الصهيونية، ومجازره في حق الإنسان العربي أو في حق الثقافة العربية ، لا تختلف عن المجازر الصهيونية التي تدمر البشر و الشجر و الحجر.
ثقافة وهابية
و أشار الخبير الأمني التونسي الذي قدم عدة دراسات حول القضايا الإرهابية إلى أن الدواعش هي تنظيمات تتغذى من الفكر الوهابي، و أن من يديرها و يخطط لها هو الذي يوجهها نحو تدمير المنطقة العربية، و يجعل بوصلتها لا تهدد أمن إسرائيل لأنّ المدبّر واحد حسب قوله. و شدد الخبير الأمني على أن المرحلة الحالية، يتوجه فيها التنظيم بكل قوته إلى ليبيا لتنفيذ مخطط التفتيت و التخريب، حيث صارت هذه الدولة مركزا لتجمعات الفصائل الإرهابية، الآتية من كل دول العالم، وبعد أن نجحت القوى الخفية في زرع الفتنة في ليبيا و زرع التناحر بين مكوناتها الاجتماعية و القبلية. وبين أن ليبيا التي تمتلك أكبر ساحل في حوض المتوسط و التي تمتد على نحو مليوني كيلومتر مربع و تحتوي على ثروات طبيعية هائلة هي محل أطماع القوى الكبرى التي توظف هذه التنظيمات التكفيرية لتمهيد الطريق لمن سيأتي و ينهب الثروات.
وعي عميق
ومن جانبه قال زهير حمدي الأمين العام للتيار الشعبي، إن الوضع العربي الراهن يتطلب وعيا عميقا، لفهم كيف تحول ربيع العرب إلى خريف دماء و خراب؟ وقال يجب على القوى السياسية أن تعي، أن ما يحدث في ليبيا أو في سوريا أو في اليمن هو جزء من لعبة كبرى تستهدف كل الوطن العربي. وهذا يتطلب وضع استراتيجيات مشتركة تستهدف مقاومة هذا المشروع التخريبي.