قال خبير أمني جزائري الإثنين إن عودة المواجهات بين المتمردين الطوارق والجيش النظامي شمال مالي كان مخططا لها منذ مدة وهدفه إفشال وساطة جزائرية انطلقت منذ اسابيع لإيجاد حل لهذه الأزمة.

وقال علي الزاوي، وهو ضابط سابق في الجيش الجزائري، إن "هذه المواجهات الجديدة ليست بريئة وكان يخطط لها منذ مدة من أجل إفشال وساطة جزائرية بين حكومة باماكو والمتمردين في الشمال تفضي إلى مصالحة لوضع حد لهذه الازمة".

وتابع في حديث لوكالة الأناضول: "هناك أطراف إقليمية ودولية (لم يسمها) عملت طيلة الأسابيع الأخيرة على مخطط لتعفين الوضع عبر إغراءات للمتمردين الطوارق لدفعهم للمواجهة بدل السير في مسار المفاوضات الذي دعت إليه الجزائر".

وكانت الجزائر قد شرعت منذ أسابيع في مشاورات بين  حكومة باماكو والمتمردين الطوارق في الشمال لبعث المفاوضات من أجل حل أزمة الشمال حيث استقبلت ممثلين عن المتمردين الطوارق ومسؤولين عن الحكومة المالية يتقدمهم الرئيس أبوبكر كايتا.

وكانت وزارة الدفاع المالية أعلنت، في بيان لها السبت، عن مقتل 36 شخصا، منهم 8 عسكريين تابعين للجيش النظامي بمالي، في مواجهات مسلحة شهدتها مدينة كيدال شمالي البلاد بين عناصر من الجيش ومتمردين طوارق.

من جانبها، اعترفت الحركة الوطنية لتحرير أزواد، في بيان لها، بمسؤوليتها عن هذه الأحداث وعن اختطاف 30 شخصا من بينهم رئيس إقليم كيدال والمحافظ والمستشار الاقليمي للمقاطعة، إضافة إلى 24 جنديا.

وتزامن اندلاع هذه المواجهات مع جولة لوزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة بأربع دول من الساحل  (موريتانيا وبوركينا فاسو ومالي) كانت أزمة مالي أهم محور فيها. وحث  لعمامرة في تصريح صحفي مساء الأحد ببماكو "دول الساحل على المواظبة في العمل لتوفير شروط انعقاد حوار شامل ما بين الماليين من أجل اعادة بناء هذا البلد وضمان الاستقرار والسلم في المنطقة". وأضاف كما نقلت عنه وكالة الأنباء الرسمية الجزائرية "علينا العمل معا و بلا هوادة على توفير الظروف الملائمة لتنظيم حوار شامل بين الماليين في اقرب الآجال" .

من جهته، أكد وزير للشؤون الخارجية والاندماج الإفريقي والتعاون الدولي المالي عبدواللاي ديوب عقب محادثات مع نظيره الجزائري أن  "التزام الجزائر مرحب به ومرغوب فيه حيث أننا متيقنون انه سيساهم بشكل ايجابي جدا في حوار بناء و صريح بين الأطراف المالية".

وفي نفس السياق يرى الخبير الأمني علي الزاوي أن "الوضع الذي انفجر في كيدال مرشح للتصاعد وستكون له تاثيرات على الحدود الجنوبية للجزائر التي تعيش ضغطا كبيرا منذ أشهر بسبب الوضع المتردي شمال مالي".

وتابع "على الجزائر تأمين حدودها أكثر مع هذه التطورات الجديدة والتي يضاف إليها انهيار الدولة في ليبيا التي لها  حدود معها شرقا بشكل يضع الحدود الجزائرية مع الدولتين تحت ضغط رهيب".